مقالات وآراء

الحقيقه التي يتهرب منها الجميع

لا شك في أن مخاطر تقسيم السودان ترجع إلي الواقع المعقد الذي نشأ في عقول كافة السودانيين ، حيث ازدادت الصراعات والانقسامات بين السودانيين سواء كانوا معارضين أو غير معارضين وما يزيد الأمر سوءاّ وخطراّ تمسك الشعب السوداني بالقبيلة وجعلها أولي من الوطن وهذا يقود السودان إلي التقسيم والتجزئة .
وجدير بالذكر، أن فكرة التقسيم لها ما يعززها في ظل نظام الإنقاذ الذي فصل جنوب السودان ،
الحديث اليوم عن تقرير المصير لأقليم جبال النوبة يطرح إشكالات وتحديات ستؤثر بالطبع علي شكل المستقبل السياسي للدولة السودانية ، هذه التحولات لا تقف فقط عند الظلم والاضطهاد ولكن تتعلق أيضا بفشل المعارضة التي أخفقت في أسقاط النظام بميولها إلي الجانب القبلي وبعد فشلها في الوصول إلى السلطة عبر القبيلة رأة أن الانفصال يتيح لها فرصة الجلوس علي عرش السلطة .
لا شك أنه لا يمكن تجاهل القوي القبلية في التاريخ الطويل للدولة السودانية لكن ذلك لا يعني أن يتم تقسيم السودان علي أسس قبلية أو جهوية ، ولكن في نظري سوف تظل القبلية والجهوية عاملا حاسما في عهد الكيزان بل ومرشحة للعب دور فعال ومؤثر علي سياقات الصراع السياسي ومستقبل البلاد ككيان موحد وله آثار خطيرة علي المستقبل السياسي للبلاد.
ولعل من أهم التحديات التي تواجه وحدة الدولة السودانية إغفال حقيقة عدم توفر الظروف السياسية التي تؤسس لدولة سودانية مدنية ديمقراطية لها دور فاعل للتنظيمات والمؤسسات يقلل من الدور السياسي للقبلية والجهوية .
ولا شك أن انهيار مؤسسات الدولة السودانية وفي مقدمتها الجيش السوداني يجعل عملية إسقاط النظام أكثر صعوبة لأن الحكومة اليوم أصبحت تحتمي بمليشيات ونحنوا أصبحنا في شتات .
الطيب محمد جاده

مقالات ذات صلة