مقالات وآراء

الحزب الحاكم والحريات في السودان

حسن اسحق

كثيرون كان لهم ظن جيد، ان مخرجات الحوار الوطني، ستعطي ثمارا ناضجة للجميع، بامكانهم التهامها، وطرف اخر شكك في المقترح من اوله، اعتبروه طوق نجاة يريد الحزب الحاكم، ان يخدع الاطراف الاقليمية والدولية، انه علي نية تاسيس طريق جديد، سيشهد فيه السودان، انفتاحا سياسيا للجميع، بما فيهم القوي المعارضة في الداخل التي لها ارتباط وثيق او شبه وثيق مع القوي المسلحة في اقليم دارفور، ومنطقة جبال النوبة في جنوب كردفان والنيل الازرق، هذا التحالف المدني المسلح، يهدف الي جعل السودان كدولة تعيش في حرب مع ذاتها، دولة لديها الثقة والشجاعة ان تدير تنوعها الثقافي والاثني والسياسي، بطريقة، لا تجعل من اي اقليم انه خارج الخارطة السياسة السودانية، قد استقل الجنوب بسبب التعنت للمركز الحاكم.

اثناء الحوار الوطني المزعوم التي اداره الاسلاميين، اعلامهم ضخ اكاذيب بالجملة، ان البلاد ستشهد اجماعا وطنيا من كل القوي المشاركة، منذ الاستقلال لم يتحقق، كما المثل السوداني، حبل الكذب قصير جدا، اثناء اكذوبة الحوار الوطني، اول حجر الزاوية لذلك الحوار، كان موضوع الحريات، لكن اثبتت التجارب، ان المؤتمر الوطني، اكثر ما يخشي بعد الحركات المسلحة، هي الحريات، لان الحرية في الميدان السياسي والاعلامي، ستكشف هذا الزيف الاسلامي المزعوم، قيادات اعتقلت وصحف صودرت في ظل الحوار الوطني، الحرية هي تخيف الاسلاميين في السودان.

ما الذي يفسر الهلع والخوف من التظاهرة السلمية التي دعا لها الحزب الشيوعي السوداني يوم الثلاثاء الماضي، علي الرغم انه اعلم سلطات حكومة ولاية الخرطوم بها قبل اسبوع من قيامها، وقبل اعتقلت قوي الامن الموالية للنظام الاسلامي الفاسد، عددا من قيادات قوي المعارضة التي رفضت ارتفاع اسعار المواد الاساسية، وقتل كل من خرج للشارع في غرب دارفور، وغيرها، الحريات هي المهدد لوجودهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock