بقلم/ عبد المجيد أحمد عبدالرحمن
ان الثقافه العربيه عبر تاريخها الطويل، تعاملت مع الاخر بصوره ازدرائيه، واستبعاديه، وعملت على تمثيله بطرق متعدده فى السياق الاجتماعى والسياسى والاقتصادى، ونسجت عنه صوره نمطيه سلبيه وانتقاصيه وتبخيسيه.
فالثقافه بصوره عامه هى المرجعيه التى توجه سلوك الانسان، ورغباته وافكاره، فى صراعه مع الطبيعه واخيه الانسان، وهي انسب اداة لتأويل الطبيعه البشريه عبر صيرورات معقده ولاواعيه والاجابه على اسئله على شاكله ما العلاقه بين ،الانا والاخر، والاختلاف والانتماء، لم يتم الا عبر الثقافه حسب تعبير مالنوفيسكى فى التحليل الوظيفى للثقافه خصوصا فى نظريه الحاجات التى تفسر الثقافه وظيفيا، بمعنى ان وظيفه اى عنصر من عناصر الثقافه تتمثل فى تلبيه الحاجات الاساسيه للانسان من خلال خلق المؤسسات،
ويبدو ان السجال عن الثقافه العربيه ودورها فى تشكيل الوعى العنصرى فى السودان، يعتبر من اخطر النقاشات، وربما يسبب جرح نرجسى عميق للانسان السودانى، الذى ظل تابعا ومنتميا ومدافعا للعروبة، ومتماهيا فيها لاكثر من ثلاثه قرون مضت، وقد تقود اى مساءله لانتماءات هذا الفرد او تلك الجماعه الى نتائج مأساويه مثل العنف والغضب والحروبات، وخير دليل على ذلك ما جرى فى الجنوب ودارفور والنيل الازرق، وهو نتاج لنمط تفكير عنصرى تشكل وتطور بواسطه الثقافه العربيه، وهى الثقافه التى انتجت فاعلين اجتماعيين وسياسين يمارسون العنصريه على الصعيد المؤسسى (الدوله) والاجتماعى وقد قام الباحث والمفكر السودانى ابكر ادم اسماعيل بتسليط الضوء على اشكاليات الثقافه العربيه فى السودان فى اطروحته جدليه الهامش والمركز والتى تعتبر احدى المرجعيات المهمه فى قراءه التاريخ السودانى بصوره نقديه.
