بروكسل _صوت الهامش
أعرب الاتحاد الأوروبي عن صدمته من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في السودان، محملًا أطراف النزاع مسؤولية الكارثة الإنسانية المتفاقمة، وذلك خلال جلسة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، خصصت لمناقشة تقرير المفوض السامي حول السودان.
وقال الاتحاد الأوروبي في بيان له إطلعت عليه (صوت الهامش) اليوم الخميس، إن الحرب المستمرة منذ نحو عامين خلّفت أسوأ أزمة نزوح وجوع في العالم، حيث أصبح السودان ثالث دولة تعاني من المجاعة في القرن الحادي والعشرين، مع توقعات بوصول عدد الأشخاص الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد إلى نحو 25 مليون شخص. وأضاف أن أطراف النزاع أظهروا تجاهلًا تامًا للمعاناة الإنسانية، ما فاقم الأزمة.
وأدان البيان بشدة عمليات القتل الجماعي للمدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال، على يد قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، مشيرًا إلى استهداف المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين المحليين الذين يساهمون في توثيق هذه الانتهاكات.
كما أشار إلى تقارير حول تجنيد الأطفال واستخدام العنف الجنسي المرتبط بالنزاع، بما في ذلك الاغتصاب والاغتصاب الجماعي، مؤكدًا ضرورة وقف هذه الجرائم فورًا.
ودعا الاتحاد الأوروبي الأطراف المتحاربة إلى وقف القتال والتوصل إلى هدنة دائمة تفضي إلى حل سياسي شامل، يسمح بعودة السودان إلى مساره نحو حكم مدني ديمقراطي.
كما رحب بقرار اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب تمديد مهمة بعثتها لتقصي الحقائق لستة أشهر إضافية، وحثّ السودان على التعاون الكامل مع هذه البعثة ومع بعثة تقصي الحقائق التابعة لمجلس حقوق الإنسان، التي تم تمديدها في أكتوبر الماضي.
وأكد الاتحاد الأوروبي التزامه بدعم الشعب السوداني في محنته، متعهدًا بمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية، داعيًا جميع أطراف النزاع إلى ضمان وصول المساعدات دون عوائق وحماية العاملين في المجال الإنساني. كما شدد على ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي لضمان وصول الإغاثة إلى المحتاجين.
وختم الاتحاد الأوروبي بيانه بالتأكيد على استعداده لدعم السودان في تحقيق مستقبل سلمي ومستقل، متسائلًا عن السبل التي يمكن للمجتمع الدولي أن يساهم بها في إنهاء الحرب ومساعدة السودانيين على بناء مستقبل مستقر.
