الأخبار

الإيكونوميست: “أسباب فرْض العقوبات لا تزال قائمة… لماذا إذن تم رفعها؟”

لندن: صوت الهامش

تساءلت مجلة الإيكونوميست البريطانية عن سبب رفع الولايات المتحدة للعقوبات عن حكومة السودان، مشيرة إلى استمرار وجود المشاكل التي استوجبت فرْض تلك العقوبات قبل عشرين عاما.

وقالت المجلة -في تقرير اطلعت عليه (صوت الهامش ، إن أسباب تخفيف حدّة الموقف الأمريكي تجاه السودان لم يُكشف عنها بعد: فالرئيس عمر البشير الذي استولى على السلطة منذ عام 1989 لم يزل مطلوبا من المحكمة الجنائية الدولية بتُهَم تنظيم عملية الإبادة الجماعية في دارفور؛ ولا يزال حظر السفر وتجميد الأصول دوليا – لا يزال قائما ضد المشتبه في تورطهم في عملية الإبادة؛ كما لا تزال انتهاكات حقوق الإنسان مستشرية بشكل مُحبط في أرجاء السودان، ولا يزال الجنوب محروما من السلام، ولا تزال جماعات حقوق الإنسان تناشد واشنطن بالإبقاء على العقوبات – لماذا إذن تم رفع العقوبات؟

ونبهت المجلة إلى أن السودان بدأت مؤخرا تتودد إلى السعودية وحلفائها في الخليج: فطردت الخرطوم بعض الدبلوماسيين الإيرانيين في سبتمبر 2014، كما أرسلت مئات الجنود السودانيين إلى القتال تحت إمرة السعودية في اليمن ضد الحوثيين المدعومين إيرانيا.

في المقابل، أودعت السعودية ودول أخرى صديقة ما لا يقل عن 1ر2 مليار دولار أمريكي في البنك المركزي السوداني وهو ما يعتبر بمثابة طوق نجاة في وقت كانت فيه البنوك الأجنبية قد بدأت في رفض التعامل مع السودان.

كما حثّ السعوديون وحلفاؤهم في الخليج، أمريكا على إسقاط العقوبات عن حكومة السودان التي أظهرت من جانبها رغبة في تحسين موقفها الدولي عبر العمل مع الاتحاد الأوروبي لتقليص معدلات الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، وتصدت لعمليات الاتجار في البشر، كما عملت حكومة الخرطوم على تحسين الحالة الأمنية على الحدود مقابل 100 مليون يورو في صورة مساعدات.

وقالت الإيكونوميست إن الـ 6 من أكتوبر الجاري مثّل نهاية لحقبة من التاريخ الدبلوماسي الأمريكي؛ مشيرة إلى أن الرئيس السابق باراك أوباما في أواخر عهده عمد إلى تغيير سياسة بلاده فيما يتعلق باستخدام عمليات الحظر الاقتصادي كوسيلة دبلوماسية؛ وشرع بالفعل في تدشين علاقة تعاون مع كل من إيران وكوبا على أمل أن يُسْفر الوعد بالاستثمار عن تقوية جانب الإصلاحيين في كلا النظامين؛ كما رفع أوباما في ذات السياق، العقوبات عن ميانمار.

غير أن دونالد ترامب لا يشارك سَلفه أوباما نفس الأفكار والتوجهات؛ فقد وضع ترامب السودان بين ستة دول أخرى ذات غالبية مسلمة على قائمة حظر السفر ثم بعد ذلك رفع اسم السودان مؤخرا؛ كما فرض ترامب عقوبات جديدة على إيران وكوبا وفنزويلا.

وفي يوليو الماضي، أرجأ ترامب رفْع العقوبات عن حكومة السودان ثلاثة أشهر ثم بعد ذلك وافق على رفعها نهائيا بعد أن قطعت الحكومة السودانية كافة علاقاتها مع حكومة كوريا الشمالية. وثمة دليل على أن حكومة الخرطوم حاولت
شراء أسلحة من كوريا الشمالية في السنوات الأخيرة.

هذا وأكد التقرير انه حتي لو كان عمر البشير متهما بارتكاب جرائم حرب إلا أنه أصبح حليفا لإدارة ترامب في واشنطن في مواجهة كيم يونج أون ونظامه في بيونغ يانغ.

 

مقالات ذات صلة