الخرطوم _صوت الهامش
قال خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة أن ما لا يقل عن 330 حالة عنف جنسي مرتبط بالنزاع قد تم توثيقها في السودان منذ مطلع عام 2025، محذرين من أن العدد الحقيقي قد يكون أعلى بكثير نتيجة ضعف آليات التبليغ وخوف الضحايا من الانتقام أو الوصمة المجتمعية.
جاء ذلك في بيان أصدره عدد من الخبراء المستقلين، إطلعت عليه (صوت الهامش) أدانوا فيه بشدة الانتهاكات الواسعة والمنهجية التي تتعرض لها النساء والفتيات في السودان، والتي تشمل الاغتصاب، الاختطاف، الاستعباد الجنسي، والقتل، مشيرين إلى أن العديد من هذه الجرائم نُسبت إلى قوات الدعم السريع، خاصة في ولايات الجزيرة، سنار، دارفور، وجنوب كردفان.
وقال الخبراء إن العنف الجنسي يُستخدم بشكل ممنهج كسلاح حرب، موضحين أن النساء والفتيات يُستهدفن بشكل متزايد داخل مخيمات النزوح، وفي الأسواق، والملاجئ، وحتى داخل منازلهن، حيث تم الإبلاغ عن حالات اغتصاب جماعي، وزواج قسري، واختطاف بغرض الاعتداء المتكرر.
وأشار البيان إلى تصاعد حالات الانتحار بين النساء في مناطق مثل السريحة، أزرق، رفاعة، وأبوجلفة، عقب تعرضهن لاعتداءات مروعة، بينما تفكر العديد من الناجيات في الانتحار بشكل متزايد كوسيلة للهروب من واقع العنف المستمر، في ظل غياب الدعم النفسي والرعاية.
وأضاف الخبراء أن تدهور النظام الصحي في مناطق النزاع، مثل الفاشر، أسفر عن ولادة النساء في ظروف غير آمنة، مما أدى إلى ارتفاع كبير في معدلات وفيات الأمهات وانعدام خدمات الطوارئ في الصحة الإنجابية.
ووثّق الخبراء تصاعد حالات الاختفاء القسري للفتيات والنساء، لا سيما في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حيث يُعتقد أن العديد من الضحايا اختُطفن بغرض الاستعباد الجنسي، وسط انهيار تام لأنظمة الحماية وانعدام سيادة القانون.
