مقالات وآراء

اعراف الزواج فى قبيلة ( اما ِAma ) 4+5

عثمان كورينا

اعتذر للقراء عن الدمج 4+5 لانهما متداخلين..

فى هذه السلسلة سوف اتناول احدى الجوانب الاحتفالية للعرس والتى مورست وما زالت ممارستها مرتبطة بالظروف المكانية والزمانية التى تمنع البعض من القيام بها , واهمية الطقوس تكمن فى انها تبرز الجانب الثقافى والاجتماعى المتحضر والتى تربط القبيلة وتظهر الشخصية والملامح المميزة لها والتى تتفرد بها كشعب له كل المقومات مع مثيلاتها فى جبال النوبة .

التتويج للعروسين مناسبتها تعرف ب-(سبودو ( Sobodu )

ان من الاهمية ونحن نتناول المناسبة او الفرح ان نتعرف على اسم كلمة الفرح بلغة ( اما Ama ) وهى( سامردو Samurdo )

بالرغم من ان المهر والاموال تدفع لاهل العروس الا ان مراسم التتويج سبدو ( Sobodu ) تقام عند اهل العريس . بحيث يحضر الجميع و الاقارب والاصدقاء يحملون معهم الهدايا النفيسة فى تكافل كل على حسب تقديره للاسرتين , منهم من ياتى ببهيمة الى هدايا عينية مع ما يعرف ب- بيدى Bedi وهو عبارة عن منظوم من البلح و الحلوى وكل ماهو طيب و كأس كبيرة مملوء ب-( التلوشى Tulhcie ),المصنوع من الذرة المركب مع السمسم المسحون مع الخضار وهى الاكلة التى تقدم دائما فى مثل هذه الافراح و المناسبات الكبيرة . وهنالك المشروبات البلدية خاصة المريسة . من الاشياء الملحوظة ان المريسة كانت معابة و ممنوعة للشباب ولا يتعاطوها الا من فى مصاف الآباء و الامهات الطاعنات فى السن .اما المكيفات فان التمباك الخاص و يعد دائما فى شكل قرص يعرف ب- دفو كرمودو ( – Dafau kormudu) او الكتكور ويوزع على الكبارفقط .حيث يكتفى الشباب باللحوم والعصايد و المدايد والتلشى Tulhcie . كل هذه المأكولات والمشروبات توزع بنظام الاقدمية للاجيال أى ان يبارك من هم الاكبر سنا ثم بعده يسمح للآخرين .

لاستقبال هذا الكم الهائل من الضيوف فان اهل العريس يجهزون مايعرف ب- ( كدانقا Kidanga ) وهى عبارة عن غرف صغيرة مبنية من القصب مجهزة للجلوس و النوم باعداد كافية وهى اماكن يمكن لكل مجموعة جيل تتم ضيافتهم فيها , حيث المجموعة عبارة عن الاجيال حسب ترتيبهم فى تسلسل الاجيال المتعاقبة فى سائر القبيلة ,ففى مثل هذه المناسبات يتواجد كل شخص مع جيله فى القبيلة ,حتى تواجد الاطفال فى مثل هذه المناسبات مرتب بل هناك من يرعاهم ويشرف عليهم ,لان النظام الاجتماعى و الترتيب فى القبيلة هرمى اى من الاطفال الى الاعيان وهم اعلى وارفع مرتبة ويعرفون ب- (كويما Koima ) . ان الفلسفة فى تواجد كل جيل على حدة هى ان المراسم حسب قانون القبيلة المتبع تبدا يخصوصية كل جيل ودوره فى مثل هذه المناسبات فالدعوات و الشكر لله تعالى تبدأ بمباركة الجيل الاكبر حتى ولو كان بقى فى الجيل واحدا فى جيله على قيد الحياة ,و ان كان فى وضع صحى لايسمح له باداء المهمة او لكبر سنه فانه يفوض سلطاته الى الجيل الذى بعده . بحيث يقوم قائد الجيل باتمام المهمة وان لم يستطع فيمكن ان يشير هو ايضا من ينوب عنه و هكذا الترتيب فى كل ماهو متعلق بجميع الطقوس فى القبيلة أى ان هنالك نظام ضابط لكل القبيلة حتى فى التحية والسلام فالاصغر هو من يتقدم نحو الاكبر فى التحية ولكل طريقة عند القاء التحية وسوف نفرد له مساحة لاهميتها واداب القبيلة , ان ما يتبع فى مثل هذه العادات والتقاليد يعبر عن الكيفية التى تدار بها القبيلة و القوانين المتبعة من اجل تماسكها .هذه هى الادبيات الموروثة الى يومنا هذا و التى تتصارع مع الثقافات الدخيلة .

الاغنية الخاصة بهذه المناسبة وتعرف ب برداكوجو Burdakojo .

هذه الاغنية تخص العروسين فقط بحيث يتناول وصفهما وتشبيههما فى اربع مقاطع وسوف اوجز لان اللغة والوصف الجمالى وبلاغته ان كتبت بالحروف العربية تفقدها المعنى والمضمون ولكن سوف اكتب فيما يعنى من وصف فقط لتقريب المعنى المقصود وتقريب الكيفية التى تأدى بها هذه المراسم لرقصة العروس و التى لم تمارس منذ زمن ,لان الكثير منا اتجه الى ممارسة طريقة رقصة العروس وقطع الرحط ماهو شائع الان فى السودان ( ومن الملاحظ ان هذه العادة غير موجودة فى عادات العرب إلا فى السودان ؟؟ ) . عندما تزف بالعروس الى حلبة التتويج تكن محاطة بوصيفاتها بمجموعتين فى حلقتين , الاولى من الوصيفات والحلقة الثانية من سجيلاتها .وبالنسبة لموقع الاحتفال اما ان يكون فى منزل ( حوش ) اعز اصدقائه والذى ينوب عنه دئما وهو مايعرف الان بوزير العريس , او مكان مجهز قريب من مدخل بيته ( العريس ) . فى البداية يكون الرقص على ايقاعات الربابه والذى يعرف ب-( كونانق Konyang ) و هو النوع الكبير الربابة الخاص . وآلة الايقاع المصاحب عبارة عن جزع شجرة خاصة يعرف ب- ( تولانقار ( Tulhgar ) يعزف بواسطة اثنين متقابلين كل منهم يضرب عليه بعصاتين برزم متعاقب والذى لا يعزفه الا الكبار لان الإيقاعات هنا ليست شبابية بل إيقاعات واغانى ذات مدلولات وتاريخ . سجيلات العروس المتزوجات فقط من يشاركن فى الرقص قبل رقيص العروس , بعدها يزفنها الى الحلبة وحينها قد بدأ الايقاع الخاص بالربابة باغنية العرس الخاصة ( برداكجو Brdakojo ) بمعانى عبارة عن تمجيد و وصف وتشبيه للعروس و العريس . ولان الاغنية طويلة من اربع مقاطع ببلاغة عالية فى اللغة و صعوبة الترجمة حتى الى لغة أما Ama البسيط لانه يشمل على تورية وجناس و.. أخ , سوف اورد فقط المعنى المختصر فى الوصف بحيث تبدأ الأغنية-( انه قد اذيع صيتا ان العرس قد اتى بالكل يا هؤلاء واتت العروس مثل الغزالة تمشى الهوينى …فصارت ذو الق فى جمالها المبارك وتارة تشبه بطائر ذو منقار جميل….الخ. اما العريس فيشبهون تارة بالراعى الذى ذهب لمورد الماء ليسقى فوجد الفيل ولم يسق سعيته فرجع عطشانا….الخ وتارة انه كالثور و تارة كالكبش الهائج . والمعانى هنا بعيدة ولكنى ترجمتها فقط…الخ ) وعندما تبدأ العروس بالرقص وهى محملة بكامل جهازها , يصدر ذاك الصوت المصاحب للرحط ( كوندوKundu ) والكشكوش( الكندانق Kandang ).اول من يبدأ الرقص معها ( العروس ) والاحتفاء هو صديقه و مجموعة من اصحابه و بعد عدة جولات يصطحبون العريس للحلبة للرقص الاخير متقدما اصحابه بالرقص خلفها بطريقة جماعية وسط اهازيج و الغناء الجماعى فى لوحة يصعب وصفها وشرحها بالدقة وجمال التتويج.

اتمنى ان اكون قد قربت للقارئ ماشاهته وصفا والى طقس اخر ……

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock