مقالات وآراء

اسباب تدهور التعليم في السودان

بقلم / أتـــوعـامـــــر
لايديولوجيا القومية لا تعترف إلا بالذات مرجعا ثقافيا ولايمكن ان تتعرض هذه الاخيرة الى النقد ومحاولة تطويرها وتغييرها، وكلنا يتذكر مبدأ التنفيذ ثم النقاش الذي تم تجاوز التقدمية التي كانت سائدة في شكلها الايديولوجي ايضا، بحيث اصبحت الصورة تبتعد عن العلم وتطبيقه في مناهج التربية لتحل محلها الايديولوجيا المبجلة للذات المطلقة القومية متمثلة في حروبها المتواصة، القادسية، ام المعارك، وغيرها في المناهج التربوية في مواد التربية الوطنية والتاريخ والادب والنصوص.. الخ، الامر الذي ادى الى تردي المستوى الثقافي العام وتراجع الفكر العلمي الى الاسطوري والغيبي والسحري وتخلف المستويات الاقتصادية والاجتماعية وكذلك تراجع مفهوم الوطن الجامع في شكله المعرفي والثقافي وتحوله الى مجاميع من الطوائف والقبائل لم تستطع الدولة القومية استيعابها من خلال ثقافة المواطنة والاعتراف بهوياتها وثقافتها الداخلية كما هو سائد الامر لدى الدول الحديثة في الازمنة الراهنة، هكذا كان دور الايديولوجيا معمما لحقائق زائفة، وماحيا لحقائق واقعية واكيدة من خلال التستر على الفساد والجريمة التي يباشرها العقل السياسي الذي يسيطر على نظام التربية والتعليم في السودان .
دور الايديولوجيا اليوم

المنهج الموصى به
ويقصد بهذا النوع من المناهج ذلك المنهج الذي أوصي به من قبل أفراد من العلماء، والمنظمات التخصصية واللجان الإصلاحية والمسؤولين في الدولة، وغالباً ما يصاغ هذا المنهج على مستوى عال من العمومية، وفي أغلب الأحيان يُقدم علي شكل توصيات عامة عن محتوى المواد الدراسية، وقائمة أهداف، ومتطلبات مقترحة للتخرج، وهناك عدة عوامل تلعب دوراً رئيساً في تشكيل هذا النوع من المناهج، ومن أهم تلك العوامل (توجه الدولة ) عقيدة المجتمع واتجاهاته ومبادئه وظروفه الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
ثانياً: المنهج المكتوب
يأتي المنهج المكتوب دائما في شكل تطبيق عملي لتوصيات وخطط المتخصصين في مجال تخطيط المناهج وراسمي السياسات التعليمية، ويتم من خلاله نقل النظريات والخطط إلى مرحلة التطبيق العملي، الذي ينبني عليه عمل المدرس في الفصل.
-كان قبل خروج المستعمر كانت تسمى وزارة المعارف ، وبعد خروج المستعمر ظل هذا الاسم حتى تولى اول وزير لى وزارة المعارف / عبدالرحمن على طه وكان نظام التعليم 4 فصول اوليه و4 فصول وسطى و4 فصول ثانوى ،
وعندما وصل صادق المهدى الى الحكم وظهرت التيارت التى تنادى بالعروبة فى السودان وكان هدفهم هو تعريب المناهج وتطبيق للقرارت التى تم الاتفاق عليها فى مؤتمر التعليم العام الذى اقيمت في السودان 1967م ،في فترة رئاسة الصادق المهدى للسودان ، و التيارات التي شاركت في هذا المؤتمر هو التيار الذي يمثل القومية العربية و التيار الاشتراكى و الاخوان المسلمون .
و اتفقوا هولاء الاحزاب بان هذا المشروع لا يمكن عن يتم تمريره في الوقت الراهن او تمريره ،في ظل حكومة ديمقراطية و بامكانه يمكن ان ينطفت الشعب في اي لحظة ،ومن هنا بدا ترتيب لتغيير الحكومة الديمقراطية بحكومة عسكرية دكتاتورية ، هى التى تستطيع اقمع الشعب بكل الوسائل وبامكانها تبنى هذا المشروع ، الى ان اتى جعفر محمد نميرى / رئيس للسودان .
وفي عام 1970م تولى جعفر محمد نميرى / رئيس للسودان وبعد مرور الوقت تم تعيين ، محى الدين صابر ، وزير التربية والتعليم ، وهو من قام بتغيير السلم التعليمى في السودان من أبتدئى 6 سنوات – ثانوى 3 سنوات – وثانوى عالى 3 سنوات ، من هنا بدا تعريب المناهج في السودان ،
– واستمر هذا المرض التعليمى على عن وصل في منتصف السبعينات وتم تغيير السلم التعليمى ابتدئي 6 سنوات _و متوسطى 3 سنوات _و الثانوى 3 سنوات .
– واستمر هذا الفشل الى ان تم تغيير النظام التعليمى في 1993م عند قدوم الاسلامين على السلطة ،وكان النظام بهذا الشكل ، مرحلة الاساس 8 سنوات _ و الثانوى 3 سنوات . وهذا هو السبب الرئيس في تدهور التعليمى في السودان ، الانجراف خلف مشروع العروبة و التشبط في الهوية العربية .
– واصبح كل العلوم في السودان تدرس باللغة العربية حسب الاتفاق الذي تم فى مؤتمر التعليم العام 1967م الذي نصة لي تعريب المناهج و تطبيقها وكان الهدف هو تعريب السودان من اللغات الافريقيا الموجودة وتم ادراج بعض النصوص القرانية في كل المناهج من اجل ترسيخ الثقافة الاسلامية عند الطفل قد النظر انو السودان بها اكثر من دين ، يصرون على اسلمة السودان .
– و علماً أن معظم الدول المتقدمة لا يعتمدون على تعليم الدين فى المدارس ولا حتى ادخال بعض النصوص الدينية في المناهج التربوية ، لان يكفى أنهم حاربوا رجال الدين( الكنيسة ) في العصور الوسطى ،لانو الكنيسة كانت حاكمة في ذاك الزمان ، واصبحوا رجال الدين كلمتهم مسموعة ، ولكن عصر النهضة او التنوير جعل الدين له كان خاص يتم فهى التعلم .
– ولكن الهوس الدينى و العربية الذائفة عند مدعين العروبة في السودان جعلهم يدخلوا الايات القرانية في كل المناهج التعليمية ،.
– وكان النتيجة الطبيعية هو الفشل في التعليم و في خلق نسيج اجتماعى جامع لكل الشعب السودان المختلف في الاديان ، بل كان هناك هناك نوع من الشحن للتلاميذ والطلاب وتمليكهم افكار غير انسانية والنظر على باقى الادايان بنظرة الكفر و الشرك والالحاد ، ولم يقوموا بتربيتهم وتعليمهم وأن يحترموا الانسانية والتعايش الدينى الذي يحترم كل واحد منهم الاخر ، وفي قوله تعالى (ولكل أمة رسول) وأيضاً يسأل عن قوله تعالى (وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير)
– و عن التاريخ الذي يدرس في السودان كان التركيز في تغيير كل الحقائق التاريخية من اجل وضع مكانة للقومية التى تدعى العروبة في السودان، وكان التاريخ عبارة عن تقارير كانت تكتب من قبل الحاكم العام في السودان عن احوال السودان ،وكانت ترفع هذا التقارير سنوية من قبل المؤظفين الذين أتوا مع الحكم الانجليزي المصري وكان يضم الكاتب نعوم شقير / وله كتاب تاريخ وجغرافيا السودان ، و مكى شبيكه / له كتاب تاريخ السودان .
– وقاموا هؤلاء الذين يسمون انفسهم بنخب والاكاديميين بنقل تلك الاحوال والتقاريرونتمنا كان يكونوا صادقين في كتابة هذا التقارير فى تاريخ السودان ولكن المؤسف انو اخذوا الذي يتناسب معهم ويحفظ لهم وجودهم ومكانتهم في السودان وقاموا بكتابات بعض النصوص لم تكن موجودة في التقارير اصلاً وكان الغرض منه تمجيد انسان الشمال النيلى و تمكينه في تلك الدولة من حيث الوجود و تهميش انسان الهامش واذا نظرنا في المناهج وتأملنا جيداً نجد كل الاعجائب موجود ،.
– ولقد تسبب هذا العقلية التى يتبعه النخب الحاكمة في السودان منذ تكوين الدولة السودانية ،في تفكيك النسيج الاجتماعي و الصور التى توضع في الغلاف فى المناهج و(الكتب ) عبارة عن ترميز تضليلي واسماء الشخصيات في المناهج (مانقوا الزمبيزي) هو استغلالية وترميز تضليلي مثل في تاريخ (سلطان عجبنا – الفكى على الميراوى –ووووو الخ)لو نظرنا نجد كل واحد منهم سطر واحد يذكر له في كتاب التاريخ ، وهنا السؤال هل حارب كل واحد منهم المستعمر ساعات و في يوم واحد فقط ام ماذا ؟
– ولاهناك قصد في كتابات المعارك التى قادوها هؤلاء الابطال ؟
– ونجد في الطرف الاخر في كتابة التاريخ يتم تدريس تاريخ البعض منهم من الاساس الى ان يصل الطلاب الى الجامعة وفي تلك الفترة يتم تملك هذا الطلاب الذي يسمى خريج بعد اربع سنوات يتم تمليكه تاريخ مذيف ،وحتى كان في ثمانينات ممنوع كتابة بحث عن الاثار فى السودان ، وكان الخوف عن يتعرف الباحث عن حقيقة السودان والشعوب الاصلية في السودان .
– ولم يقف عند هذا بل تم تمليك البعض منهم شوارع فى العاصمة باسماءهم شارع فلان و فلان و لقب البطل وفي حقيقة الامر أنهم كانوا تجار رقيق والبعض الاخر هربوا خوفاً من المستعمر (حملة الدفتر دار الانتقامية ).
– وبفعل هؤلاء النخب اصبح هؤلاء لهم وضعية خاصة في السودان و مما ادى الي ظهور معارضة تطالب بتطبيق الديمقراطية والعدالة والمساواة ،و منهم من هو معارضة سلمية ومنهم من حمل السلاح ضد هذا النظام مطالباً بالعدالة الاجتماعية .
– وهذا ما جعل ابناء هذا الوطن من اقصى الجنوب يطالبون بحق تقرير المصير . وفي ظل هذا سوف يذهب باقى الهامش الي تقرير المصير .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock