مقالات وآراء

إلى تاجر الحمير حمدان دقلو ..سيتخلصوا منك كما تخلصت أنت من منافسك موسى هلالي!!..

عبدالغني بريش فيوف
في بداية هذا الأسبوع ، اقتحمت قوة كبيرة جدا من مليشيات الدعم السريع التي يقودها تاجر (الحمير) محمد حمدان دقلو الملقب ب”حميرتي” منطقة مستريحة مقر اقامة الشيخ موسى هلالي شيخ قبيلة المحاميد العربية، واستطاعت هذه المليشيات الهمجية البربرية اعتقال هلالي بطريقة مذلة ومهينة لا تليق به كشيخ له اعتباره وسط قبيلته وأهله بغض النظر عن الاتهامات الموجهة إليه من مختلف الأطراف. كما ارتكبت هذه المليشيا مجزرة بشرية بشعة ضد انصار الشيخ المعتقل بحجة جمع السلاح وضبط المتفلتين بإقليم دارفور.
الشئ الغريب في هذا الإعتقال الغادر أنه تم ليس على أيدي قوات نظامية أو بأمر قضائي ، بل تم بأوامر من محمد حمدان دقلو قائد مليشيا الدعم السريع الذي ينتمي إلى قبيلة “الرزيقات” العربية الدارفورية في خطوة خطيرة لخلط أوراق النسيج الإجتماعي بين القبائل الدارفورية سيما وأن هلالي وحمدان دقلو أبناء عمومة، لكن نظام عمر البشير استطاع ان يفتن بينهما لأجندته الخاصة.
هكذا عزيزي القارئ نجح نظام عمر البشير ان يحكم السودان لقرابة الثلاثين عاما من خلال سياسة فرق تسد لتفتيت الأحزاب والتنظيمات السياسية والمنظمات المدنية والأهلية والأفراد حتى، عن طريق زرع الشقاق والفتن كي لا تلتئم لإحداث توازن في موازين القوى -أي اسقاطه، فجوهر ومضمون هذه السياسة إذاً هو احداث حالة من التمزق والتفكك والانقسام بين قوى المعارضة لاستنزاف قواها، وإيجاد الثغرات التي يمكن النفاذ منها إليها.
في حوار أجرته معه قناة سودانية 24 روى قائد الدعم السريع القصة الكاملة لاعتقال الشيخ موسى هلال، وتحدث عن طموحه في فرض هيبة الدولة، بل وهدد حتى مستخدمي الواتساب بالإنتقام منهم، وهو في حالة من الهلوسة مصدقا نفسه كقائد قوي يهابه الجميع ، لكنه يعلم أو لا يعلم انه مجرد وقود لحروب عمر البشير ضد خصومه وسيكون مصيره عاجلا أو آجلا كمصير قريبه موسى هلالي.
عمر البشير على اقتناع تام باستحالة تحقيق النصر على الدارفوريين وأهل الهامش عموما إذا ما اتحدوا في جبهة واحدة ، ولهذا انتهج سياسة فرق تسد لتشتيت شملهم وضرب وحدتهم وشق صفوفهم ، والهدف منها هو لإضعافهم ليبقى هو قويا، بينما وفي حالات كثيرة نجح في بيع الوهم برفع الشعارات الدينية وشعار “العُروبة” لبعض المغفلين والسذج والرعاع من أبناء الهامش الذين تكفلوا بالقتال لصالحه وساهموا وبفعالية في اضعاف الحركات المسلحة التي تحارب المركز من أجل نيل حقوقها المشروعة.
نقولها بكل مرارة وأسف شديد ان المركز الجلابي قد نجح وبصورة كبيرة جدا في استخدام أهل الهامش ضد بعضهم البعض خدمة لمشروعه الإستعماري البغيض ، وذلك كما ذكرنا من خلال تفتيت وتشتيت القيادات والزعامات الأهلية ذات النفوذ والتأثير حتى لا تكون خطرا في المستقبل عليه.
محمد حمدان دقلو الرزيقي الدارفوري الذي اعتقل هلالي ويتبجح بقتاله لصالح عمر البشير اليوم ، لا يختلف عن موسى هلالي أو مناوي أو عبدالواحد أو غيرهم من أهل الهامش، عند أهل السلطة في الخرطوم “الجلابة”، كلهم غرابة ومتمردين في نظرهم ولا يشبهونهم في شئ ، وعليه يجب على هؤلاء الغرابة والدارفوريين أن يعرفوا قدر أنفسهم وأن لا يعادوا بعضهم بعضا لفائدة المركز ، ولا يجب ان تؤدي اختلافاتهم وخلافاتهم إلى هدم المعبد على رؤوسهم لإرضاء من هم على السلطة في الخرطوم.
تاجر الحمير محمد حمدان دقلو (حميرتي) اليوم ، بطل قومي وغيور على وطنه في نظر عمر البشير الذي يحركه ويستخدمه لتحقيق أجنداته الخبيثة ، لكنه ما ان يطمح في شئ آخر -كأن يفكر في السلطة مثلا سرعان ما تنقلب الآية ويصبح عنصريا عبيطا يجب التخلص منه وعلى عجل لأن السلطة بالنسبة إليه من (المحظورات المحرمات) ولا يتولاها إلآ “الجلابة”. تاجر الحمير محمد حمدان حميدتي يعرف هذا ..ودانيال كودي يعرف هذا ..وحتى حسبو وبقية جرذان الهامش في المؤتمر الوطني على علم بهذا!!..
هؤلاء الجلابة أو الأقلية التي على السلطة تعتقد أن السلطة التي هي فيها ما خلقت إلآ من أجلها ، فإن ذهبت هي فإنّ السلطة حتماً ذاهبة، وهذه السادية تؤدي بها إلى حب الكرسي والمنصب الذي هي فيه ، وفي سبيل ذلك هي مستعدة للقضاء على أي فكرة أو إنسان يشعر –فقط شعورا– بأنه يمكن أن يفكر في المنصب الذي هي فيه ، لذلك لن تتردد في استخدام كل السبل والطرق للمحافظة على هذا الكرسي ..هي تعتقد أنها فوق كل السودانيين ، وأنها أذكى وأجمل وأفضل منهم جميعا، فلولاها لما كان السودان ، فإنّ أفضل موقع لهم هو أن يكون بقية السودانيين خدما لها وأن لا يسببوا لها الإزعاج.
ولطالما هذه هي نظرة المركز للهامش السودان وأطرافه ، فإننا نرى أن الوقت قد حان لأبناء الهامش سيما أبناء دارفور وجبال النوبة وآخرين محاصرة سياسة فرق تسد من خلال الوحدة من أجل هيكلة الدولة السودانية لإقامة نظام ديمقراطي علماني حر يحترم التنوع والتعدد الإثني واللغوي والثقافي وووالخ. أما إذا استمر هؤلاء وقودا للحروب العبثية الأنانية التي يشعلها المركز الإستعماري ،فسيتمر هذا المركز في ضربهم واحدا بعد الآخر لأن لا فرق عنده بين محمد حمدان دقلو وهلالي وجبريل ومناوي وكودي ووالخ -يعني ان هؤلاء مجرد أجراء لا حق لهم في توسيع طموحاتهم السياسية وغيرها.
ونختم المقال بعنوان المقال ونقول ..يا تاجر الحمير حمدان دقلو، سيتخلصوا منك كما تخلصت أنت من منافسك موسى هلالي دون تردد.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. Dear Bresh,

    The aim is to turn this man to repeat his backed armed groups to the two regions, which the whole Sudan successive regimes could not make it as what they thought to be since 1985. The tactics of the perishable man and his mater Albasher and his top security men and the military followers are thinking of what next. So the donkey merchant is urged to do the proxy job during the next period of un-known time. Gold is not only in Darfur, you know where is the most needed resources of the country is. So, people to them are not important but resources. I think that they will get a different lesson of their repeated failure dreams when it comes to this point of the diseased war monks playing the proxy roles on behalf of the junta of Khartoum masters.