مقالات وآراء

إخجل يا د. الحاج آدم.. و انصح جماعتك يخجلوا.. أخجلوا كلكم

عثمان محمد حسن

لماذا تغيظوننا فنُضطر للكتابة عنكم يا د. حاج آدم؟ لماذا تنكدون صفو قناعاتنا البسيطة جداً؟ أليس في عالمكم الزاهي البهيج ما يسعدكم سوى أن توسعوننا ضرباً و ركلاً و سبًّاً و وجع دماغ؟ شي لحس كوع.. شي shoot to kill .. شي أراذل القوم.. و آخر شي كتلوا الجدادة و خموا بيضا! هي الجدادة ذاتها خليتوها للناس عشان يكتلوها و يخموا بيضاً.. ما كتلتوها زمان و خميتو بيضا و دسيتوهو في البنوك السويسرية و الخليجية و الماليزية.. و جيتو تلقوا اللوم علينا!
• عملنا ليكم شنو بس؟ عملنا ليكم شنو ياخي.. ورَّمتونا و حيرتو باكاتنا بلعب التلاتة ورقات.. و الملوص؟! و كل الشعب طلع ملوص..
• زعموا أنك قلت في البرلمان أن الموظفين ( كتلوا الجدادة و خموا بيضا!).. صحي قلت الكلام ده يا حاج آدم.. و الا لا؟! كان قلتو، تكون زولاً بيعرض خارج الدارة..! زولاً ساكت.. زولاً ما ناقش حاجة.. و ذهنك خالي من الحاصل في البلد.. و لا فرق بينك و بين ناس ( سوق الله أكبر) الذكرتهم إنت في سياق كلامك.. و كمان إنت ما عارف إنو البلد ما ناقصة المصايب البتحصل تِحِت.. تِحِت من وراء كلمة ” الله أكبر”! و البلد ما ناقصة المصايب البتحصل في برلمانكم التائه في بحور الذات و الأنا السفلى!
• أيها السودانيون، إن هؤلاء الناس قد زعموا أن الشعب أتى بأعضاء البرلمان، بالتزوير أو بأي أسلوب آخر، ليمثل الشعب.. لكن البرلمان انقلب على الشعب منذ البدء و شرع يمثِّل به.. و الحاج آدم جزء من البرلمان.. نعم، ومع إنو الحاج آدم مهندس بدرجة دكتوراه حقيقية في الهندسة الزراعية، مش دكتوراه هوائية بتاعة الزمن ده، إلا إنو الحاج آدم لا يفكر بمنهجية ، و هو داخل البرلمان،.. و لا يتفحص الأرقام كي يتعمق في ( دالاتها) و مدلولاتها.. فأشار إلى أن الموظفين يحصلون على 60% من أموال الدولة.. و لم يحسبها صاح.. و لا ذكر كم يبلغ عدد الموظفين و كم يبلغ نصيب كل موظف إذا تم توزيع هذه النسبة بالتساوي بينهم كما يتم توزيع الدخل القومي المحلي الإجمالي ، افتراضياً، بين سكان السودان.. و كم تبلغ تكاليف المعيشة شهرياً للفرد في السودان..
• يبلغ الراتب المناسب لتغطية تكاليف المعيشة للأسرة المكونة من أربعة أفراد، أربعة آلاف و121 جنيهاً، حسب ما ذكر رئيس المجلس الأعلى للأجور، بينما يبلغ أدنى راتب في الحكومة حوالي 425 ألف جنيه.. و هو مبلغ يغطي فقط 16% من تكاليف المعيشة لتلك الأسرة، وفق ما قال رئيس المجلس نفسه.. و مع ذلك يقول الحاج آدم أن هذا الموظف، الذي يتقاضى 425 ألف جنيهاً لا غير، واحد من الذين ( كتلوا الجدادة و خموا بيضا!).. بل و يطلب الحاج آدم و زملاؤه في البرلمان أن ترفع الحكومة يدها عن دعم السلع لأن الدعم شوه الاقتصاد السوداني و حول المواطن من منتج إلى مستهلك عاطل عن العمل..!
• جميع السودانيين يعلمون أن البرلمان هو مركز العطالة و مصدر تشويهً التشريع السوداني و الاقتصاد السوداني و السياسة السودانية بعد أن أسلس القياد للجهاز التنفيذي يفعل بالسودان و السودانيين بالداخل ما يشاء.. و لا يريح بال سودانيي الخارج على أي حال..
• إخجل يا د. الحاج آدم يا سعادة نائب رئيس الجمهورية السابق و العضو البرلماني المحترم الحالي .. إخجل و انصح زملاءك التنفيذيين و البرلمانيين من منسوبي المؤتمر الوطني أن يخجلوا معك.. أو يشتروا من يخجل لأجلهم من أحزاب الفكة!
• يللا أخجلوا كلكم.. بلا لمة برلمانية!
• و يدخِلنا وزير الدولة للإعلام السيد/ ياسر يوسف، في مطَّب نظرية المؤامرة، ليتحدث عن تحول السودانيين من الذرة كطعام رئيسي في البلد الى القمح.. و سعادة الوزير يعتبر أن القمح ” سلعة سياسية”.. و هي كذلك بالفعل طالما عجز نظام ( الانقاذ) عن تحقيق أول شعار له ( نأكل مما نزرع).. بل و عجز عن احباط ( مؤامرة) تحويل السودانيين من أكل الذرة إلى أكل القمح طوال فترة حكمهم الطويلة جداً.. و بأيدي ربابنة النظام كل أدوات و وسائل التغيير و التبديل و التحويل و التزوير.. و لم يفكروا في الأمر إلا بعد أن بلغت الروح الحلقوم.. و النظام يحتضر و السودان يحتضر معه؟
• إخجل مع ناس د. الحاج آدم.. يا ياسر.. إخجل.. إخجل!!
• أيها السودانيون، إن الحاج آدم و زملاءه المرتاحين تحت قبة البرلمان يطالبون، من جهة، برفع الدعم عن الدواء والقمح و المحروقات و كل السلع المدعومة.. و من الجهة المعاكسة نسمع رئيس نقابة المعلمين يتحدث عن استقالات جماعية للمعلمين بسبب ضعف المرتبات و عدم تغطيتها لتكاليف المعيشة و الالتزامات الأخرى..
• لكن هل سوف يعمل المعلمون المستقيلون بنصيحة الحاج آدم عن (الما عايز يمشي يشتغل فى سوق الله أكبر..)؟
• الله أكبر عليكم يا حاج آدم.. هو إتُّو خليتو مكان في السوق لغيركم.. و الا قايل المعلمين المستقيلين ديل ما ناقشين؟ لا.. لا.. ديل ناقشين تمام إنو ما ليهم فرصة معاكم في أي سوق داخل السودان لأنو الأسواق كلها صارت أسواق حرامية تحرسها الشرطة كده عديل.. و لذلك تفكير المستقيلين سوف يكون مركزاً على السفر إلى أوروبا عبر الصحراء الكبرى أو البحر الأبيض المتوسط و هم مدركين إنو نسبة النجاح في العبور إلى أوروبا لا تتجاوز ال 10% و إنو نسبة أن يكونوا طعاماً للحيتان في البحر أو للصقور في الصحراء تبلغ 90 %.. و مع ذلك سوف يغامرون من أجل الحياة الكريمة و من أجل الشعور بالكينونة بعيداً عن بلاد تحكمونها أنتم..
• أيها السودانيون، إن الحاج آدم و زملاؤه لا يعرفون ما يحدث في الوطن؟ و لا يشغلون بالهم به.. و لا يتابعون ما تقوله الجهات المتخصصة عن الأحوال المعيشية و الاقتصادية و غيرها في السودان.. و لا يعيرون التفاتاً للاتحادات المهنية التي تشكو باستمرار عن التضخم و ارتفاع تكاليف المعيشة.. و لا يتابعون وسائل الاعلام التابعة لنظامهم و غير التابعة له.. الكل يتحدث عن الفاقة و الشقاء الذي يعيشه غالبية أهل السودان.. و برلمان بيزنطة مشغول بالدجاجة و البيضة..
• و لأنهم في البرلمان غير مواكبين، نسمعهم يطالبون برفع الدعم عن الدواء و الدقيق و المحروقات.. و هم لا يدرون أن السلع المذكورة غير مدعومة أصلاً.. و أن الحكومة احتكرت استيراد الغاز و تربح ربحاً فاحشاً في احتكارها له.. كما و أنها تتلاعب بعملية استيراد الدقيق و توزيعه و بالرسوم المفروضة على المخابز و تربح أرباحاً طائلة دون أن تقدم أي دعم لأي قطعة خبز.. و (عدم) زيادة الضرائب ( المباشرة و غير المباشرة) على السلع المعنية هو الدعم الذي يعنونه بمعنى أن سلب السالب = موجب!
• و نحن نعرف ذلك.. و نعرف الكثير المثير عن النظام الذي يترنح و يأكل من زاد الشعب و يتبجح باسم الشعب غصباً عن الشعب ( لكي يقالَ عظيمُ القدرِ مقصودُ)!
• يللا أخجلوا.. أخجلوا كلكم.. و بلا استثناء!

osmanabuasad@gmail.com

مقالات ذات صلة