واشنطن: صوت الهامش
حث أطباء سودانيون وعمال إغاثة، الحكومة على إعلان حالة الطوارئ على خلفية تفشي وباء الكوليرا، وإرجاء بدء العام الدراسي الذي بدأ بالفعل يوم الأحد الماضي، بينما تقول السلطات إن الوضع تحت السيطرة.
وذكرت صحيفة الـواشنطن بوست -في تقرير على موقعها الإلكتروني- أن المرض الناتج عن تلوث المياه قد تفشى في البلاد، بما في ذلك العاصمة الخرطوم، ما دفع السفارة الأمريكية الشهر الماضي إلى إصدار تحذير، مشيرة إلى أن حالات وفاة قد تأكدت؛ كما بدأت مصر في فحص المسافرين القادمين من السودان في مطار القاهرة الدولي.
وقال حسام الأمين البدوي، من لجنة أطباء السودان المركزية، إن نحو 22 ألف حالة إصابة بإسهال مائي حادّ أدتْ إلى وفاة 700 على الأقل منذ الـ 20 من مايو؛ وأضاف البدوي أن الحالة هي على الأغلب “كوليرا”، غير أن الحكومة ترفض رسميًا نشر نتائج عينات بذلك.
ويقول أطباء سودانيون إن الكوليرا (عدوى بكتيرية ناجمة عن تلوث أطعمة ومياه) تشهد تفشيًا؛ ويحثّ هؤلاء الأطباء الحكومة على طلب مساعدة دولية، وهي خطوة مرتبطة بإعلان حالة الطوارئ؛ وإذا لم يتم علاج المصابين فإنهم يمكن أن يموتوا بسبب الجفاف.
وقال الفاتح مسعود، من اتحاد أطباء السودان غير الحكومي “الأمر ينذر بالتحول إلى وباء، خصوصا في المناطق الريفية … وتصرّ وزارتنا على الإشارة إلى المرض بأنه إسهال وذلك لأسباب سياسية، ويُعتبر فتح المدارس أمرًا خطيرا لأنها أماكن مهيئة لانتقال المرض على نحو سريع”…. وتُظهر صورٌ مباشرةٌ التُقطت في مناطق اجتاحها المرض – تُظهر المرضى مزدحمين أمام خيام متداعية الأركان لتلقّي العلاج.
وقال الفاتح مسعود، إن الإسهال المائي إنما هو عَرَضٌ وليس تشخيصا، وتشير حالات المرضى الراهنة إلى “كوليرا” على سبيل التشخيص.
في غضون ذلك، قال نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إن تسعة أعضاء في الحزب المعارض تم اعتقالهم في مدينة أم درمان أواخر الشهر الماضي على خلفية تنظيم ورش عمل عن الوقاية من الكوليرا – ويرجع السبب جزئيا في ذلك إلى استخدام الإسم (الكوليرا) والذي تراه الحكومة بمثابة تحريض.
أما وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا) فقد أعلنت بدء العام الدراسي، قائلة إن السلطات قد وضعتْ “االإسهال المائي الحاد” المتفشّي تحت السيطرة.. وتقول السلطات إن حالات العدوى في تناقص، وكانت تلك السلطات قد أقرّت في وقت سابق بوفاة نحو 350 حالة.
من جانبها، تقول المعارضة ويقول نشطاء إن حكومة الرئيس عمر البشير ترفض الإقرار بتفشّي وباء الكوليرا لما قد يكشف عنه ذلك من إخفاقات في النظام الصحي المتداعي للدولة، حيث الفساد مستشرٍ.
وقال حزب المؤتمر السوداني المعارض في بيان له إن “صمْت الحكومة وعجْزها عن مواجهة الوباء وتفضيلها بدلا من ذلك البحث عن انتصارات سياسية – هذا يأتي على حساب صحة المواطنين وحياتهم”… وتحث المجموعة كافة الأحزاب السياسية وهيئات المجتمع المدني على الضغط صوب إعلان حالة طوارئ حتى يتسنى للسودان توجيه الدعوة لدعم أجنبي.