الخرطوم ــ صوت الهامش
في أعقاب وصول العاصمة السودانية الخرطوم، بدأ رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد لقاءات مكثفة مع القوى السياسية ولجان المقاومة للاستماع إلى وجهات النظر المتباينة إزاء آفاق الحلول للأزمة السياسية المستفحلة في البلاد.
وأبدر أبي أحمد زيارة فجر اليوم الخميس إلى الخرطوم هي الأولى من نوعها منذ توتر العلاقات الثنائية بين السودان وإثيوبيا بسبب ملفات عدة بينها الصراع على الحدود المشتركة، وسد النهضة الكبير.
وكانت إثيوبيا لعب دور محوري في التوسط بين المجلس العسكري الذي خلع عمر البشير عن السلطة في عام 2019 وإئتلاف الحرية والتغيير التي قاد حركة الاحتجاجات الشعبية التي ضيقت الخناق على نظام المخلوع، وحينها افلحت الوساطة الإثيوبية في إيجاد حل وانتاج الوثيقة الدستورية التي قادت إلى تكوين أول حكومة انتقالية منذ عقود بالبلاد.
التقى وفد من لجنة الاتصال والعلاقات الخارجية بقوى الحرية والتغيير، رئيس الوزراء الاثيوبي أبي أحمد والوفد المرافق له للخرطوم بالقصر الجمهوري، ناقش العلاقات الثنائية العميقة بين البلدين، وضرورة تجاوز كل أسباب النزاع وتطوير التعاون في جميع المجالات بما يعود بالخير على شعبي البلدين.
شرح وفد الحرية والتغيير تطورات الوضع الراهن في السودان بعد توقيع الإتفاق الاطاري وبداية المرحلة النهائية من العملية السلمية، حيث أعرب رئيس الوزراء الاثيوبي دعمه لكل ما يتوافق عليه أهل السودان وإستعداده لتقديم كل السند لما ستسفر عنه العملية السياسية، مشدداً على أهمية أن تكون العملية سودانية بالكامل دون السماح لأي طرف خارجي بالتدخل او فرض أي حلول.
في خاتمة اللقاء رحب رئيس الوزراء الاثيوبي أبي احمد، بزيارة قيادات الحرية والتغيير للعاصمة الاثيوبية أديس أبابا في أقرب وقت ممكن، للقائه وتعميق الحوار في هذا الوقت المفصلي الذي يمر به البلدين.
على صعيد متصل، إلتقى رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بالقصر الجمهوري اليوم، قيادات الجبهة الثورية برئاسة عضوي مجلس السيادة مالك عقار إير والطاهر ابوبكر حجر بحضور خالد شاويش والناطق الرسمي بأسم الجبهة الثورية أسامة سعيد.
وقال أسامة سعيد، في تصريح صحفي، إن اللقاء تناول عدد من القضايا في مقدمتها موقف الجبهة الثورية من العملية السياسية الجارية الان، مؤكداً موقف الجبهة الثورية الداعم للاتفاق الإطاري.
وأضاف سعيد، أن الوفد اطلع رئيس الوزراء الإثيوبي على مخرجات الورش التي انعقدت مؤخراً لدعم العملية السياسية في السودان.
وأبان أن رئيس الوزراء الإثيوبي أكد التزام حكومته بدعم العملية السياسية ودعم الحوار السوداني السوداني، مشيراً الى دعوة الزعماء الأفارقة لدعم العملية السياسية في السودان بما يحقق مصالح وتطلعات الشعب السوداني.
في الإطار، إلتقي رئيس الوزراء الأثيوبي أبي أحمد اليوم بالقصر الجمهوري وفدي الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية والقوى الوطنية.
وقال جبريل إبراهيم، الأمين العام لقوى الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية ورئيس في تصريح صحفي أن الإجتماع تناول الوضع السياسي الراهن بالسودان.
مؤكدا أن الوفد نقل له رغبة الكتلة الديمقراطية في تحقيق وفاق وطني شامل لا يقصي أحد.
مبينا أن الوفد قدم شرحا مفصلا حول موقفهم من الإتفاق الإطاري.
وأضاف جبريل أن الكتلة ترى ان هذا الإتفاق لا يمكن أن يحقق الوفاق الوطني المنشود،لذلك فإن أي،حكومة يتم تشكيلها بموجبه لن تصمد طويلا ولا مستقبل لها.
ولفت إلى أنه من الضرورة بمكان ان يكون هنالك وفاق وطني شامل يجمع شمل أهل السودان مشيرا إلى اننا نحتاج لمساعدة الآخرين ولكن يجب أن يكون القرار والحل للأزمة سودانيا خالصا.
ونوه جبريل الي ان رئيس الوزراء الأثيوبي أكد لهم ان الحلول ليست في يد الخارج وإنما عند أهل السودان، لذلك ينبغي عليهم توحيد أنفسهم من أجل تحقيق الوفاق الوطني الشامل.
وقال إن رئيس الوزراء الإثيوبي أبدى إستعداد بلاده للمساعدة في تقديم كل ما من شأنه تحقيق وفاق وطني سوداني سوداني خالص
من جانبه أثني محمد حمد سعيد ممثل كتلة الحرية والتغيير القوى الوطنية في تصريح صحفي على تعاطف أثيوبيا حكومة وشعبا مع القضية السودانية مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الإثيوبي أكد لهم بأن زيارته للسودان ولقاءاته ليست بهدف أن تكون بلاده وسيطا في الأزمة لأنه على قناعة بأن الحل بيد السودانيين مشيدا بقدرة أهل السودان على حل مشاكلهم الداخلية بانفسهم وأثنى على الدور الكبير الذي قدمه أهل السودان للكثير من حركات التحرر في العالم والمساهمة في حل كثير من الخلافات بين الدول.
واكد ممثل الحرية والتغيير القوى الوطنية أستعدادهم للجلوس مع الجميع لتحقيق الوفاق الوطني الشامل بالبلاد داعيا الي أهمية ترك نهج إقصاء وعزل الآخرين في هذه المرحلة مبينا ان القوى التي شاركت في في صنع الثورة وسقوط النظام السابق معروفة لدي الجميع.