مقالات وآراء

وطني يؤلمني (7)

أعيشه هذه الأيام ألماً بسبب حالة وطني الحبيب السودان تعجز الكلمات عن وصف حالته ويعجز القلم عن الكتابة لأن الحزن يملأ قلبي وأشعر بالحسرة حين أري وطني يتمزق أمام عيني وأنا عاجز من أنقاذه لوحدي لان أبنائه لا يتحركون يكتفون بالمشاهدة إليه وهو ينهار تدريجياً ، في عهد هذا النظام انتهي كل شيء في الدولة السودانية حتي الاخلاق والقيم التي كنا نتفاخر بها انتهت بسبب هذا النظام الراعي للفساد والإرهاب والعنصرية ، آمل بكل جوارحى أن ينزل الله سبحانه وتعالى أشد العقاب علي هذا النظام الفاسد القاتل المستبد مع العلم بأنه ما من عقاب يمكن أن يعوّض عن كل هذا الألم وهذه المعانة التي يعيشها الشعب اليوم .
لقد مرّت ثمانية وعشرون سنة والوطن يتمزق كل يوم ، عارٌ على مجلس الامن الدولي لأنه يحمي نظام الإبادة الجماعية في السودان ! وعارٌ على المحكمة الجنائية الدولية التي تدعى أنها النصير الأعظم لحقوق الإنسان الا أنها لم تتدخّل بطريقة مجدية وفعالة للقبض علي الرئيس السوداني الذي يصول ويجول بين الدول برغم أمر الاعتقال الصادر في حقه منذ العام 2009 ! عارٌ علينا ننظر الي الوطن وهو يتمزق أمام أعيننا ونحنوا لا نفعل شيء بل نتشتت ونتفرق كل صباح بداعي العنصرية القبلية التي زرعها أصحاب المشروع الحضاري .
عندما أسمع صرخات الألم التى يطلقها الشعب وخصوصا شعب المناطق الملتهبة يعتصرني الالم والدموع تزل من عيني كالمطر ، ما ذنب هذا الشعب أن يعيش هذا الجحيم على الأرض؟ إنهم يستغيثون طلباً للنجدة لكن يبدو أنه لايوجد مغيث في ظل الغلاء الطاحنة والظروف الصحية السيئة وطاغية يرقص علي جثثهم .
لكن يبدو أن حال وطننا السودان لا يمكن أن تنصلح فالهلاك قادم لامحال بعد أن أدار المجتمع الدولي ظهره وتخلّى عن البشير يجلد في الشعب السوداني بكرباج من حديد يبقى الشعب وحده من أكبر المآسى التى تسبّب بها الإنسان فى عصرنا. إذا انتظرنا المحكمة الجنائية او مجلس الامن الدولي أو المعارضة السودانية المشلولة فلن يبقى شىء فى السودان كى نعود إليه ، البشير هو حجر العثرة يجب أن يرحل بطريقة أو بأخرى قبل أن يقع الفاس في الرأس .
الطيب محمد جاده

مقالات ذات صلة