مقالات وآراء

نقاط على بيانات عقار وعرمان المضللة والكاذبة

يعقوب سليمان / مناظير الهامش

طالعنا كغيرنا على وسائل التواصل الإجتماعي قبل المواقع الالكترونية بيانين متتاليين يتضمنان مجموعة من الأكاذيب والتهم الموجه لرئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان والقائد الأعلى للجيش الشعبي لتحرير السودان الذي كلفه الشعب، من مجموعة يبدو انها قد اصابها جنون السلطة وبدأت تبث السموم بيانات كخيار وحيد تبقى لهم ويعنونونها بعناوين غريبة تاتي على شاكلة ” نرفض الإنقلاب لأن الإنقلابات لا تجني سوى إنقلابات آخرى” تتضمن البيانات مجموعة من التهم وترفض تكليف الفريق عبدالعزيز ادم الحلو رئيساً للحركة الشعبية لتحرير السودان وتصف خطوة تكليفه من قبل الشعب بالغير شرعية وتعتبره إنقلاب إذا نجح سيرصف الطريق لإنقلابات آخرى ستأتي بعده، حسب البيانات الموقعة من قبل رئيس الحركة المقال عقار الذي يضيف في بياناته التي كتبت بلغة صديقه الذي اشركه في خيانة الثورة عرمان او الصحيح كتبها هو بأن خطوة تكليف الحلو لن تجد القبول من قبل أعضاء وقادة الحركة، و “كلام كتير كضب في كضب” لكن سنتناول جزء منه للتوضيح لانه يبدو ان مجموعة عرمان وعقار قد اصابهم جنون السلطة وحب المال وبدأوا يتخبطون بسبب فقدهم مناصبهم التي كانوا يستغلونها ويتمتعون من خلالها وبنوا عليها احلام الغد وهذا امر بديهي وطموحات الانتهازيين وردة فعل طبيعية منهم لكن حينما يصل الأمر الى النفاق والتشويش يجب علينا توضيح بعض النقاط حتى لا يعبثوا هؤلاء المنافقون في سماء الفوضى بعد ان اصطدموا بالكم الهائل من الغضب والكراهية من قبل جماهير الحركة الشعبية الذين عبروا عن ارائهم عبر مجلس التحرير وقالوا كلمتهم بمختلف شرائحهم صغارًا، كبارًا، شبابًا، رجالاً ونساءً بعد ان كانوا يحملون جبالاً من المعاناة بسبب عقار وعرمان، وأرتالاً من المظالم وكانت النفوس مشحونة بمشاعر السخط من قبل سياستهم وتشبثهم بالسلطة، وكانت القلوب مملوءة بالغيظ من الخيانة العظمى لهم للثورة مما بلغت حد اليأس الذي فاض معه الكأس، وتحطم حاجز الخوف وصدرت القرارات المصيرية السليمة في إتجاه تصحيح مسار الثورة والكل كان متوقع ويعلم ردود افعالهم جراء هذة القرارات التاريخية خاصة بعد ان اصدر عرمان وصديقه اللدود عقار بيانهم الاول المضلل وتبعه البيان الاخير الذي صدر أمس المليئ بالاكاذيب وتم تعميمه بواسطة اتباعهم الذين لا نريد تسميتهم في الوقت الحالي لانهم يعيشون أبشع انواع الحياة وهي تلك الحياة التي يحركها المصالح الشخصية وسنكتفي بتناول البيانين.
البيان الأول المضلل الذي صدر في في الخامس من يونيو المنصرم والذي فكر فيه عرمان وكتبه، ومرره لعقار ليقراءه فقط ويوقع عليه ومن ثم يلعبه (ثرو) للاتباع الحنينين المطيعين الموعودون لتوزيعة للوسائل الإعلامية.
ان الهدف الأول منه هو اتخاذ خطوة استباقية لارباك المشهد والموقف السياسي قبل صدور قرارات مجلس التحرير المتوقعة في ذلك الوقت وهذا ما فشلوا فيه تماماً ليصيبهم الإحباط بعد صدور القرارات هذا من ناحية التوقيت اما بالنسبة لأسلوب البيان والمحتوي كان يعكس احساس الثنائي بالهزيمة والخروج من الملعب السياسي لان البيان كان مليئ بالتناقضات مما اكد ان عرمان وعقار مازالا يواصلان بخبث ومكر مسلسل الكذب والتضليل وذر الرماد في العيون بهدف صرف الأنظار عن القضية الأساسية وهي المؤامرة والخيانة الكبرى المتمثلة في ورقة النقاط الخمس المتعلقة بدمج الجيش الشعبي شمال في القوات المسلحة، وهنا لابد من التوضيح والتأكيد مرة اخرى مع تسلسل اهداف البيانين لان الامر لا يتطلب ترتيب لحملة عنوانها “كلنا ضد الحلو” ولا يحتاج الأمر لصرف اموال مقابل هذه الحملة لان نهايتها مسخرة للمرسلين والمنفذين لها امام العامة فدعوة الرئيس والأمين العام المقال للحلو للتنحي معهما من القيادة وتكليف قيادة جديدة مؤقتة هي كلمة حق أريد بها باطلا، فالجميع يعلم النبل الذي تحلي به وذلك بتقديمه لاستقالته الشهيرة الا ان القواعد في الاقليمين هي من رفضت تلك الإستقالة وعلي الثنائي التحلي بذات النبل والشجاعة والكف عن التهريض والتشويش، وعليهم ان يعلموا ان جماهير الحركة لا يحتاجون منهم أي وصايا بخصوص تحديد القيادة البديلة لقيادة الثورة لان هذا لم يصبح من شانهم بعد اليوم وليس من حق الثنائي بعد سحب الثقة منهما وفقدانهما للشرعية الحق في التنظير لمجلس التحرير الذي يمثل الشعب لانهم اصبحا يمثلان انفسهم فقط فمن الملاحظ ان البيان يعكس نوايا محاولات الثنائي المحمومة لنقل تجربة الأحداث الدموية التي دارت في النيل الأزرق الي جبال النوبة وهذا (عشم الكلب في موية الابريق) فالواضح ان الثنائي يريدان تحميل مسؤولية ماجري في النيل الأزرق للقائد عبدالعزيز الحلو، بينما يعلم الجميع وبشهادة البيانات التي صدرت من الرفاق في النيل الأزرق والمنظمات الإنسانية والأمم المتحدة وشهادة محافظ المابان ان الثنائي هم من دبرا لتلك الأحداث والجرائم التي ترتقي الي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والموقف المعلن من الثنائي لحق تقرير المصير مناقض تماما لمبدأ الوحدة الطوعية ليؤكدان تناقضهما وفشلهما في التصدي لإرادة الشعب لانهما فشلا فشلاً زريعاً في إدارة التنظيم الذي كانوا يتعاملون معه كمشروع ربحي ليس الا، وبعد ان انكشف امرهم بدأوا يتخبطون ويكيلون التهم وكنا قد اعتقدنا انهم سيعقلون بعد ان كشف لهم الواقع بانهم نمور السودان الجديد الورقية لكنهم مازالوا يوهمون انفسهم ويعتقدون بأكاذيبهم هذه ربما يغيرون من إرادة الشعب عبر الاغتيالات الشخصية وبث السموم عبر بياناتهم المضللة لكنهم يخسرون انفسهم ويتبعون السراب وينفخون في قربة مقدودة.
نعود إلى البيان الثاني الذي صدر بتاريخ الأمس الموافق 9-6-2017م الذي جاء تحت عنوان ” نرفض الإنقلاب لأن الإنقلابات لا تجني سوى إنقلابات آخرى” المليئ بالأكاذيب المضللة والذي تضمن مجموعة من النقاط المضللة التي تهدف الى النيل من شرعية تكليف رئيس الحركة الشعبية الفريق عبد العزيز ادم الحلو حيث ذكروا في البيان (ان المجلس الإقليمي المعين قسمه الرفيق عبدالعزيز آدم الحلو الي قبائل وإتحد مع بعضها ضد بعضها، وبهذا بذر بذرة ضد وحدة أهل وشعب جبال النوبة وهذا مضر بنضالهم في المستقبل) انا شخصياً لم افهم مايعنيه عقار بتقسيم القبائل لان البيان لم يوضح كيف قسم الحلو القبائل وما علاقة تقسيم القبائل اذا افترضنا جدلاً بالإنقلاب الذي يقصدونه او قرارات المجلس؟ ربما القصد من النقطة الثانية التي ضمنوها في البيان انحياز رئيس الحركة المقال عقار سابقا ومحاولته تمييز قبائل النيل الأزرق وتسببه في فتنتهم لإشعال الحرب هناك لولاء وعي قبائل النيل الازرق الذين فوتوا له الفرصة.
ذكر البيان “واحدة من الأسباب التي أخرت قيام المؤتمر العام هي ضرورة إشراك ثلاثة قوى مهمة تشكل الحركة الشعبية وهي التي شكلت القيادة الحالية، الحركة الشعبية في المنطقتين والحركة الشعبية في ولايات القطاع الشمالي وفي المهجر، وأن تقرر مجموعة صغيرة في مدينة كاودا مستقبل الحركة هذا لن يجد القبول مهما يكن” انها الفوضى والاستخفاف، فالافضل على عقار وعرمان ان يراجعوا حساباتهم بدلاً من اللعب على وتر التضليل، من الذي كان يفتي ويقول بان قيام المؤتمر العام يتطلب ميزانيات واجواء مهيئه؟ في حين ان الاجواء كانت مواتية لذلك، من الذي كان يتماطل في قيام المؤتمر العام؟ كنا نعتقد انهما شجعان ويقولان الحق بدلاً من التضليل، ان السبب الاساسي وراء عدم قيام المؤتمر العام شعور هؤلاء الثنائي بخطر وجودهما في مواقعهم وعدم ضمانهم لاي من اصوات جماهير الحركة الشعبية في حال قيام مؤتمر عام بسبب انتهازيتهم وخيانتهم للثورة وبهذا لا يستطيعون المحافظة على مواقعهم التي تمت إقالتهما منها وشعورهم بخطر ذلك، الافضل لهم ان لا يخضعا انفسهم والاكتفاء بالصمت والكف عن التضليل لان جماهير الحركة اصبحت اوعى من ما يعتقدون.
ذكر المقال عقار وعرمان في بيانهم ” ان الحركة الشعبية تحتاج الي إعادة تقييم شامل ومكاشفة توضح لماذا حدث ما حدث، وما هو الطريق السليم الي الأمام” لماذا لم يسألوا انفسهم طيلة فترة الـ6 سنوات هذه الاسئلة؟ وكيف تفاقمت المشاكل وماهي الحلول الامثل لها؟ ومن هو السبب وراء ذلك؟ انه اليأس والفشل لانهم لوكانوا حكما لاحتوا واجابوا على التساؤلات اعلاه في حينها، وصف البيان تكليف الرفيق الحلو برئاسة الحركة الشعبية بالإنقلاب الذي يمهد الطريق لقوى داخلية وخارجية لمحاصرة الحركة وهذه القوى ظلت في عداء تام مع الحركة طوال الوقت”،!!! ونحن بدورنا نتساءل من هم الاعداء الاكثر منهم عداوة؟ كما نتساءل من هم الإنقلابيون؟ هنا الإجابة واضحة ولا تحتاج لمجهود عقار وعرمان هم الانقلابيون بأنفسهم لانه ببساطة الأمر حاولوا تغيير اسم الحركة الشعبية لتحرير السودان واهدافها ووسائلها وحلوا الأجسام القومية ورفضوا تكوينها من جديد ليقرروا على انفرادهم في كل شؤون الحركة، ومجلس التحرير الذي لا يريدون الإعتراف به يمثل إرادة شعبية وقراراته تتصف بالمشروعية على عكس قراراتهم الإنفرادية اما مسألة الادعاء بالديمقراطية عليهم الإجابة على هذا السؤال لماذا السعي طوال هذه السنيين لإدارة الحزب بشكل إنفرادي وبدون مؤسسات؟ بدلاً من الاصطياد في المياه العكرة وتكريس مجهوداتهم وصرف اموال الحركة في حملات لمقاومة تكليف الرفيق الحلو والإستمرار في المؤامرات لنقل تجربة النيل الأزرق إلى جبال النوبة، وهذا الأخير من المستحيلات لان قرارات المجلس قرارات إرادة شعبية وجدت التأييد الكبير من الإقليمين ودول المهجر والرفاق في الداخل والخارج والمواطنيين في المناطق المحررة.

yacobsuleiman@gmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock