الأخبار

“مناوي” يدعو فرقاء فصائل تحرير السودان إلى الاتحاد لإنهاء عصور الظلم

باريس: صوت الهامش

ناشد رئيس حركة جيش تحرير السودان، مني أركو مناوي، جميع الحركات المسلحة وخاصة فصائل حركة تحرير السودان أينما كانت، إلى العمل معا من أجل إعادة وحدة التحرير لتتويج الوحدة الكاملة رغم العقبات التي يضعها أعداء هذه الوحدة في طريقها.

وحثّ مناوي، المجتمع الدولي والإفريقي، وعلى رأسه الاتحاد الأفريقي على مساعدة هذه الخطوة الجبارة وتقديم الدعم لها بما يُنهي عهد الشتات، تمهيدا لإنهاء عصور الظلم.
جاء ذلك في خطاب جماهيري بمناسبة العيد السادس عشر لتأسيس الحركة، تلقته (صوت الهامش)، قال فيه مناوي، “ها نحن اليوم من منبر التحرير هذا، ندعو كل فرقاء التحرير الذين فرقت بينهم الأسباب أيا كانت سياسية، أم اجتماعية، أم كانت بسبب الإهمال أو سوء التفاهم – ندعو هؤلاء الفرقاء لنبذ الفرقة والمضيّ معًا قُدما النظر إلى قضايا كبرى تشغلنا”.

وأضاف مناوي “نقف في بلاط الصفح والعفو لإعادة تمتين عرى التحرير للتصدي لمسئوليات جسام: من لاجئين ونازحين ويتامى وأرامل ومشردّين ومهجرين؛ ليس من السهل إعادتهم وتحسين أوضاعهم المعيشية من دون أن ندفع ثمنا غاليا”.

ونبه مناوي إلى أنه “كلما ذُكر اللاجئون والنازحون تلوح في الأفق قضية إقليم دارفور وتلوح معها وثيقة مفروضة على أهله غصبا عنهم؛ وهي (مسودة) وليست اتفاقا كما يروج لها النظام وإعلامه المأجور، الغرض منها إحداث تغيير ديموغرافي تخطط له حكومة الخرطوم ، مبررا للتوطين والتمكين على أيدي أبناء الضحايا من البسطاء غير الواعين في دارفور”.

وتابع مناوي قائلا: “على كل حال، نأمل أن ينتهي الفصل العنصري وسياسته الطاردة وأن نعمل على بقاء الأقاليم في وحدة”، مؤكدا أن “الوحدة القمعية من أكثر الأجسام قابلية للانكسار” وأن “الوحدة الطوعية هي أصدق وأقرب المعايير للوحدة الجاذبة” وأن “تقرير المصير حق مكفول لكل الشعوب، وليس بالضرورة أن نهاياته الانفصال ، إلا إذا عجز الطرفان عن إنجاز المطلوب لتوفير فرص للتعايش مع بعضهما البعض”.

ونبه مناوي إلى أن “النظام في الخرطوم لم يُفق من غفلة أن التعالي الأجوف هو سبب جميع أنواع الانفصال… إن الادعاء بالنقاء العرقي لا يوّحد بلدا مثل السودان يتميز برحابة ثقافاته وشعوبه… التفكيك أقرب حال لدولة المشروع الحضاري التي يُدار دولابها بالهيمنة الصفوية واحتكار الفرص”.

وشدّد مناوي: “نكرر دعوتنا الصادقة للفرقاء أن يتجاوزوا ما حلّ بهم بالحوار الجريء وابتلاع الأمواس… نحن على استعداد تام أن نقدم ما لنا من العون بتوسط بين الأشقاء، وحتى ذلك الحين ندعوهم إلى التخلي عن كل ما يثير التوتر من الأقوال والأفعال”.

وطالب مناوي، فصائل التحرير بفضّ أية شراكات غير شريفة مع الجنجويد من أجل محاربة ما يسمى بالهجرة؛ قائلا إنه “لا يحق للعالم أن يُطلق على هؤلاء صفة مهاجرين؛ إنهم لاجئون ينطبق عليهم قانون الحماية؛ والواقع يؤكد استحالة وقف هذه الظاهرة إلا باستئصال أسباب المشكلة عبر إرساء سلام عادل وكامل وشامل بمخاطبة جذور الأزمة من خلال الجلوس مع أطرافها وإعادة النظر في بدء عملية سياسية والسعي الجاد لدفع البلاد إلى حوار دستوري دائم لتجسير التحول الديمقراطي الكامل”.

وأكد مناوي أن “ميلاد حركة تحرير السودان جاء نتيجة الغليان من إفرازات الخلل البنيوي لهيكل الدولة السودانية التي لم تنل من الاستقلال سوى إحلال السيد بالسيد”، مشددا على أن انطلاق الحركة من دارفور لا يعني انحصار أهدافها في الإقليم .. دارفور خطوة إلى الأعمق والأشمل”.

وأشار مناوي إلى أن حركة التحرير ليست الأولى في تاريخ النضال بالسودان ولكنها متفردة في الصمود أمام الجبروت والطغيان.

وقال مناوي في خطابه إنه “من المفترض أن تتم “صياغة جديدة لمؤسسات الدولة بحيث تواكب المكوّن الوطني، بعد أن صارت الدولة أشبه بمجمع تجاري (مول) مملوك لكيانات لا تمثل أكثر من نسبتها المئوية المتواضعة في السودان الاجتماعي والاقتصادي ، وقد خدمت هذه الفئة الاستعمار في الماضي ثم عمدت من بعده إلى مناهج التعليم وزيفت هوّية البلاد واستطاعت بذلك تطويع الأغلبية وإبادة عناصر التاريخ، فكان الناتج شعبا بلا هوية لقمة سائغة للشموليات المتعاقبة القبضة الحديدية عليه”.

ونوه مناوي عن “تجاهل حكومات السودان المتعاقبة أن التنوع قوة وسبب لكل الحضارات الإنسانية الشامخة؛ فبات المنهج التعليمي مختلا وبحاجة إلى إعادة صياغة على نحو يتم التأكيد فيه على أهمية تجويد إدارة التنوع والاستفادة من الاختلاف مع الرأي الآخر”.

وبعد التعليم، تعرض مناوي في خطابه للخدمة المدنية التي “باتت تعتمد على المحاصصة القبلية، بدلا من أن تكون المواطنة هي الأساس للالتحاق بمؤسسات الخدمة الوطنية إضافة إلى مؤهلات أكاديمية وصفات أخرى… إن حركة تحرير السودان تعمل لتحرير الخدمة المدنية من أية مؤثرات سلبية سواء كانت قبلية عنصرية أو حزبية طائفية كما هو الحال في السودان زهاء 60 سنة من الاستقلال”.

ثم تطرق مناوي إلى الحديث عن مؤسسة الجيش، قائلا “يجب إعادة المهنية له بتنشئة مفوضية الترتيبات الأمنية بحيث يُضمن عبرها بناء جيش وطني نزيه يبدأ بنواة من مختارات القوات المدمجة من الفرقاء المسلحين مع استيعاب أبناء وبنات الوطن بمعايير نزيهة حسب نسب سكان الأقاليم”.

وأكد مناوي على “أهمية إعادة كتابة تاريخ السودان بعد الطمس المتعمد للحقائق والذي أضرّ بالتوازن الاجتماعي مُسببًا شرخا سياسيا، وتمييعا للهوية السودانية”.

ورأى مناوي أن “الواقع الماثل أمامنا هو دليل على أن الدكتاتوريات إذا تسلطت على الشعوب كان حقًا على الناس التصدي لها عن طريق كشْف حجم المظالم ولكشفها يجب المواجهة ولمواجهتها يجب التحلي بقدر من الشجاعة وبالشجاعة انكشف زيف المشروع الحضاري رغم مقاومته الخبيثة التي كادت تؤدي إلى نهاية مشروع التحرير لولا صمود رجاله ونسائه”.

يجدر أن الحركات المسلحة ظلت تقاتل الحكومة السودانية منذ سنين طويلة في مناطق متفرقة من السودان ، الا انها عانت من الانشقاقات ، ولم تتمكن الخرطوم من القضاء عليها، بينما أُنهِكت الجيش السوداني حتى لجأت الحكومة للاستعانة بالمليشيات القبلية والقوات البديلة كالدعم السريع .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. Language of feeling painful to what the situation in Darfur has reached to is what is read here. Unity must be among the different fighters in Darfur, otherwise things can’t pinch a pinch ahead. That is the only option and both groups including leader Mannawi and leader Gibril have to believe strongly in this without upholding any ideological backgrounds of creating differences among all in this region of more than bleeding atmosphere.