مقالات وآراء

عرمان -عقار -ينشقان رسميا عن الحركة الشعبية- شمال وينضمان لحركة جلاب!!..

عبدالغني بريش فيوف
أوضحنا في عدة مقالات لنا على الصحف الإلكترونية ومواقع التواصل الإجتماعي منذ مارس 2017م بأن قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال لم تفصل السيدين/ياسر سعيد عرمان ومالك عقار اير من عضوية الحركة الشعبية ابدا ، بل تم اقالتهما فقط من منصبهما القيادي، إلآ انهما لم يرضيا بهذا القرار وفضلا الإنسلاخ والإنشقاق عن الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال والإنضمام للحركة الشعبية الأغلبية الصامتة المنشقة هي الأخرى عن الحركة الأم قبل ثلاث سنوات بزعامة اسماعيل خميس جلاب. وفي بيان صادر يوم الأربعاء 15/11/2017م وقع ثلاثتهم على إعلان سياسي مشترك بالوحدة بينهم على أساس العمل لإسقاط نظام المؤتمر الوطني وتوحيد السودان على أسس جديدة والحكم الذاتي بصلاحيات واسعة للمنطقتين والوصول لترتيبات أمنية جديدة والدعوة لوحدة الحركة الشعبية.
وتجئ هذه الخطوة العبثية بعد فشل الممارسات التخريبية الفتنوية لعرمان -عقار ،ضد الثورة التصحيحية وقيادتها في المنطقتين وصبغها تارة “بالإنقلاب”، وتارة أخرى بالإجراء العنصري في محاولة يائسة ليعود الأول الى الأمانة العامة والثاني لرئاسة الحركة الشعبية ، إلآ ان محاولتهما خابت بالفشل الذريع ليقررا الإنشقاق عن الحركة الشعبية والإنضمام لمجموعة عدوهم القديم اسماعيل خميس جلاب ،ولا ندري منطق التحقاهما بتنظيم جلاب الذي لا يتجاوز عضويته على ثماني أشخاص!!.
بالطبع لا نمانع أن ينشق عرمان وعقار عن الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال ،وقد حدث ان انشق عنها دانيال كودي وتابيتا بطرس وعرديب وجلاب وعبدالباقي قرفة وآخرين، ولكن العيب كل العيب هو أن تكون المبررات غير مقنعة، والطريقة مشوهة ،والإتهامات ساقطة. وأن أخطر وأقبح ما في هذه الإنشقاقات يتمثل في تبرؤها من المحظور، ورفعها لعلم المزايدات، والسطو على إرث الحركة الشعبية المادي والرمزي، تاريخها وقاداتها. ويبدو لي من خلال هذا الإنشقاق غير المبرر والتخلي عن الحركة الشعبية الأم- مبادئها وأهدافها السامية ، أن عرمان ومالك وجلاب لا يرون في النضال سوى مجرد منصب سياسي من أجل تحقيق مآرب شخصية ضيقة، وكأن كل أبواب الرزق قد سدت أمامهم ولم يبقى لهم غير المتاجرة بآلام الناس وآهاتهم والإستثمار في كوارثهم!.
عزيزي القارئ ..
أمثال عرمان وجلاب وعقار يدّعون النضال والوقوف مع قضايا شعوبهم المقهورة المظلومة ..لكنهم للأسف الشديد يعتقدون أن المناضلين همأصحاب النفوس التواقة إلى الحلول السهلة المائعة التي لا لون لها، اللاهثين وراء المظاهر الخداعة، والثراء السريع بكل الطرق. لا يرون في النضالغاية منبعها الوعي والأخلاق السليم والحس الجماهيري ، ولا يرونه وعدا ووفاءا بالعهد..يرونه انزواءا بين معتقداتهم وأفكارهم بحيث يجعلوا منها سياجا يطوقهم، ويرونه استعلاءا على الناس بممارساتهم، يعتقدون أن العناية الإلهية قد بعثتهم لقيادة الناس وزعامتهم..لا يرون في النضال تعبير عن يقظة الحس والفكر وتعبير عن امتلاك مواقف واضحة وشجاعة ومبادئ للإنطلاق منها.
نعم النضال عند عرمان وجلاب وعقار، أصبح مؤشرا على الفوضى وطريقا للإسترزاق والتسول، وغطاء للتستر على الفضائح والمصالح ..إذ لا ينبع النضال عند هؤلاء من قناعة فكرية معينة ومبادئ حقيقية لضرورة اصلاح الوضع وتغييره ، بل يملؤون الدنيا ضجيجا وإناء أفعالهم فارغـا، لا تعنيهم مصلحة الحركة الشعبية وقواعدها الجماهيرية إلآ بقدر ما تقربهم من السلطة، أو تحفظ لهم زعامتهم ومكانتهم في حياتهم ..يدعون تمثيل مصالح الشعوب السودانية ببياناتهم المتناقضة المتضاربة، فيظهر تقزمهم في المواقف وتبدو ضحالتهم حين تشتعل المعارك الكبرى ..فهنيئا لهم انشقاقهم عن الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال ، لأن ذلك خير لمستقبل الحركة وقواعدها الجماهيرية العريضة في كل مكان التواقة للتغيير، إذ أن القضية ليست فقط في اسقاط نظام الإبادة الجماعية الحاكم، بل تتجاوزه لهيكلة الدولة السودانية وتأسيس دولة المواطنة ، وإلآ على شعوب السودان تقرير مصيرها.

مقالات ذات صلة