بورتسودان/صوت الهامش – 1 أكتوبر 2025م أكد رئيس الوزراء د. كامل إدريس أن حكومة الأمل تضع في مقدمة أولوياتها إطلاق عملية تفاوضية شاملة لإنهاء الحرب وتحقيق سلام دائم، مشيراً إلى أن خارطة الطريق التي قدمها السودان لبناء السلام وجدت قبولاً واسعاً من المجتمع الدولي، وستكون الأساس لأي مباحثات مقبلة تضع حداً للقتال وتفتح الطريق أمام التنمية والاستقرار.
وشدد إدريس على أهمية توحيد الصف الداخلي والتوافق الوطني من أجل بناء دولة قوية تستجيب لتطلعات الشعب السوداني، مؤكداً أن “السلام والتنمية وجهان لعملة واحدة، ولا يمكن العيش في حالة حرب مستدامة”.
وفي الشأن الإقليمي، أوضح رئيس الوزراء أن السودان يتطلع إلى علاقات استراتيجية مع المملكة العربية السعودية تقوم على الشراكة المنتجة والتعاون المثمر، لافتاً إلى أن الزيارة الأخيرة إلى الرياض أسفرت عن طرح مشروعات استثمارية بمليارات الدولارات من شأنها تحقيق مصالح مشتركة للبلدين. كما أشار إلى الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية للبحر الأحمر كمورد عالمي حيوي.
أما على الصعيد الأفريقي، فقد أكد إدريس أن عودة السودان إلى عضوية الاتحاد الأفريقي مسألة وقت، مبيناً أن القادة الأفارقة أبدوا استجابة قوية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، خاصة وأن السودان من الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الأفريقية.
وأشار إدريس إلى أن وفد السودان في نيويورك أجرى تحركات واسعة لفك الحصار عن مدينة الفاشر والمدن الأخرى المحاصرة، مطالباً المجتمع الدولي بالضغط على مليشيا الدعم السريع لوقف انتهاكاتها، والعمل على تصنيفها كتنظيم إرهابي.
وأوضح أنه لمس خلال الزيارة دعماً واضحاً من الأمم المتحدة ومؤسساتها لقضايا السودان، مشيراً إلى أنه قدّم دعوة رسمية للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لزيارة السودان، وقد قبل الدعوة، مما يعكس الاهتمام الدولي المتزايد بالملف السوداني.
كما أكد رئيس الوزراء اهتمام السودان بملف مياه النيل وسد النهضة الإثيوبي، كاشفاً عن تنسيق وثيق مع مصر وإثيوبيا لتحقيق المصالح المشتركة ومنع أي أضرار مستقبلية، موضحاً أن الحكومة ستجري مراجعة تفصيلية للملف بالتشاور مع البلدين.
وختم إدريس بالتشديد على أن المرحلة المقبلة ستعتمد على السلام الوطني، التنمية، وبناء دولة قوية، مشيراً إلى أن الحراك الدبلوماسي الأخير وضع السودان على طريق جديد نحو الاستقرار والشراكات المثمرة إقليمياً ودولياً.
