الخرطوم _صوت الهامش
اتهمت صحيفة ذا إستاندر الكينية حكومة نيروبي بالتورط في عمليات سرية لدعم قوات الدعم السريع في السودان، وذلك في أعقاب مقتل طيار كيني خلال غارة جوية نفذها الجيش السوداني على مطار نيالا في جنوب دارفور، في 3 مايو 2025.
ووفقًا لتقرير الصحيفة، فإن الطيار الكيني جورج نيومودي كان يقود طائرة شحن من طراز بوينغ 727، يُعتقد أنها كانت تنقل إمدادات عسكرية إلى قوات الدعم السريع، التي تسيطر على المطار وتواجه اتهامات دولية واسعة النطاق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
شهود عيان أكدوا أن الطائرة هبطت وأقلعت عدة مرات قبل أن تُستهدف بشكل مباشر أثناء توقفها، مما أسفر عن انفجارات داخل المطار وأضرار بمبانٍ مجاورة، من بينها منشآت كانت تُستخدم سابقًا من قبل بعثة “يوناميد”.
وذكرت الصحيفة أن الطيار القتيل كان يؤدي مهام سرية شملت نقل جنود وعتاد من تشاد إلى دارفور، ما يُظهر، بحسب الصحيفة، “ضلوعًا مباشرًا لكينيا في الصراع السوداني، وتورطًا في دعم جماعة مسلحة مدعومة من دولة الإمارات”.
ولم تصدر الحكومة الكينية، بما في ذلك وزارة الخارجية أو هيئة الطيران المدني، أي تعليق رسمي بشأن الحادثة حتى الآن، وهو ما وصفته الصحيفة بـ”الصمت المريب”، معتبرة أن ذلك يثير شكوكًا حول وجود تنسيق على مستويات عليا داخل الدولة.
وأكدت ذا إستاندر في افتتاحيتها أن هذه الحادثة “تقوض موقف كينيا كوسيط نزيه في النزاعات الإقليمية”، محذرة من أن دعم جماعات مسلحة متورطة في الفظائع قد يضع نيروبي في موضع المساءلة الأخلاقية والدبلوماسية.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد على أن ما يحدث في السودان ليس مجرد نزاع داخلي، بل صراع إقليمي يتشابك فيه اللاعبون الدوليون، وعلى رأسهم كينيا، التي لم يعد دورها “خفيًا أو محايدًا”.
