سامح الشيخ
حسنا فعلت وزارة العدل وهي المستشار القانوني للسلطة التنفيذية حسنا فعلت بتصحيح أو تعديل بعض القوانين المقيدة للحريات . رغم عن محاولة وزارة العدل تصحيح العور الواضح لهذه القوانين فهي تبقا قوانين من التراث الديني مثلها مثل محاكم التفتيش في أوروبا بالعصور الوسطى إلا أن عوارها هذا يظل باقي . الى ان تلغى نهائيا فنحن جميعا نسعى لان تكون الحقوق والواجبات اساسها المواطنة وليست العقيدة لان استثناء غير المسلمين من المواطنين من عقوبة الجلد اعطاهم ميزة على أساس العقيدة وليس على اساس المواطنة بعدم شملهم بعقوبة من ضمن ما يعرف بالعقوبات البدنية المحرمة دوليا بالتعديل الاخير ظهر جليا كيف أن قوانين العقوبات بالدولة الدينية همه التنكيل وازلال المواطن بالتخويف . حيث انه بالأساس لا ردة بالإسلام حتى يكون لها عقوبة ولا حد في الخمر حتى تكون لها عقوبة. فهذه التعديلات قد تسجل كنقاط في سجل السودان المتعلق بحقوق الإنسان باعتباره دولة تابعة للأمم المتحدة يجب عليها موائمة قوانينها مع ما يطابق المعيار العالمي المتجدد والمنصوص عليه بالعهدين الدوليين وهما ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وهو الشئ الذي فعلته المملكة العربية السعودية مؤخرا بالغائها لعقوبة الجلد وهي الخطوة التي وجدت ترحيبا رغم عن سجل المملكة العربية السعودية الغير نظيف في أضابير منظمات حقوق الإنسان الدولية.
رغم عن ذلك هي خطوة بالاتجاه الصحيح نحو معالجة عوار الدولة السودانية المتعلق في الأساس بمخاطبة جذور الازمة الازمة السودانية هذا المأزق التاريخي الذي لن يحل سوى بتطبيق مبدأ العلمانية بصورة جلية للعيان والبيان . كما توقعنا بانه شيوخ السلطان سيصرخون بالفعل كان اول الصارخين الهارب المدعو عبد الحي يوسف الذي بدأ بالعويل في دولة قطر التي ستنظم كأس العالم بعد أقل من عامين وهي الدولة الإسلامية والعربية التي يباع .فيها الخمر ومصرح به دون أن يكون هناك جلد أو عقوبة العقل والمنطق يقولان أن كان هنا أذى تكون هناك عقوبة فلا المرتد أو شارب الخمر اذوا احد حتى تعاقبهم لكن علماء السلطان يصرخون من بيع وشرب الخمر ويمكنهم أن يعيشوا في اي دولة ويصرخون منها ضد دولتهم التي لم تفعل شي سوى أنها تريد أن تكون دولة ليست خارجة عن الملة الدولية كقطر أو تركيا على سبيل المثال وهو شي لن يخرج اي مواطن عن ملته بل انها تسعى لان يكون الإنسان حرا وليس الحرية سوى أن يكون الإنسان خيار بين اثنين ان يشرب الخمر أو لا يشرب يكفر او يؤمن وهو حق فطري يجب أن لا تسلبه منك الدولة ولكنهم لم ولن ولا يصرخون ابدا حين اكل المال العام امام اعينهم واكلوا منه ولم يبتوا ببنت شفة حين يضرب الانتنوف في هيبان أو جبل مرة أو يابوس.
هناك كثيرون سيصرخون ستعرفهم من سيماهم أنهم شيوخ السلطان فكان أولهم من صراخا وعويلا كأنهم في مأتم هم عبد الحي يوسف ومحمد علي الجزولي واهم السمات التي تميزهم وأمثالهم أن ربع ما يحدثونه من جلبة وصراخ اذا كان موجها نحو الظلم والفقر الذي تحدثه الدولة وما تفعل من تعذيب وقتل وتنكيل لكن وللأسف الشديد لقد كانوا متساكنين مع النظام ومع اي نظام ولا تثور ثائرتهم والحمية للدين إلا على شرب الخمر والزنا وهي الذنوب التي يرتكبها البشر منذ الخليقة والله تعالي قال عنها في محكم التنزيل في ما معناه انها اسراف الإنسان على نفسه وقال الله لهم أن لا يقنطوا من رحمة الله فشيوخ السلطان رحماء على الظالمين اشداء على الذنوب عندهم الخمر اكبر كبيرة والظلم ليس الكبيرة وجرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان أشياء بسيطة لكنهم لا يكترثون للضرر والضرار الي يحدثه ظلم اصحاب السلطة. وبطبيعة الحال ما صراخهم إلا للتجييش العاطفي واستغلال الدين ليكسبوا في صفهم كثيرين من البسطاء التعساء بسبب التجهيل الممنهج من الدولة لذلك هناك نظرية معروف ان الانسان لا يتنمر على الاخر إلا عندما يضمن أن الأكثرية معه وبالفعل أن كثير من الناس اما يجهلون أو لا يعقلون أو لا يفقهون لذلك ميدان لعب علماء السلطان هو عواطف الأكثرية أو الأغلبية التي دوما وصفها الله بالجهل وغياب العقل وعدم العلم.
