برلين _صوت الهامش
نددت الجالية السودانية في ألمانيا في مظاهرة كبرى بالانتهاكات الجسيمة والجرائم التي ترتكبها قوات الدعم السريع في السودان، مطالبة الحكومة الألمانية والاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية باتخاذ مواقف حازمة لحماية المدنيين ووقف المأساة الإنسانية المتصاعدة.
وقالت الجالية في خطابها التي تم تلاوته في التظاهرة التي إقيمت في مدينة هانوفر ، إن مليشيا الدعم السريع، منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023، مارست عمليات قتل جماعي واغتصاب للنساء واختطاف للمدنيين، إلى جانب تدمير البنية التحتية والمرافق الحيوية مثل المدارس والمستشفيات ومصادر المياه والكهرباء.
وأشار الخطاب إلى أن هذه الجرائم وقعت في مناطق عديدة بينها الجنينة، زمزم، الصالحة بأم درمان، الفاشر، النهود، وقرى الكنابي وود النورة.
من جانبه، قال القيادي بالقوة المشتركة أحمد يعقوب ، إن الجالية تقف بقوة ضد الانتهاكات الوحشية التي تمارسها قوات الدعم السريع بحق المدنيين، من قتل وتعذيب وتشريد، مؤكدًا أن هذه الجرائم لا يمكن السكوت عليها، وأن واجب المجتمع الدولي هو التحرك الفوري لمحاسبة الجناة.
وفي سياق متصل، أكد أحمد حسين، وهو قيادي في القوة المشتركة وشارك في المظاهرة التي نظمتها الجالية، أن تدخل دويلة الإمارات، في الشأن السودني سلبي ومدمر.
كما ثمّن جهود السودانيين في ألمانيا لتوصيل صوتهم إلى العالم، داعيًا الجميع إلى مواصلة التضامن والتوحد لصد هذا العدوان ومواجهة المليشيا كجبهة واحدة، مشددًا على أن السودان سيستعيد عزته وكرامته رغم كل الجراح.
ودعا حسين الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ إجراءات ضرورية وحاسمة، بما في ذلك التنديد الرسمي بمليشيا الجنجويد وتصنيفها كمنظمة إرهابية، لما ترتكبه من جرائم ضد المدنيين.

وفي كلمته خلال الوقفة، أكد النور بشر نيام، رئيس رابطة أبناء دارفور بألمانيا، أن هذه المظاهرة لم تأتِ من فراغ، بل كانت ثمرة جهود مكثفة استمرت لثلاثة أسابيع، وأضاف نيام أن الغالبية العظمى من أبناء السودان في ألمانيا يقفون خلف القوات المسلحة السودانية، والقوات المشتركة.
جدّد نيام إدانته الشديدة للجرائم الوحشية التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع بحق المدنيين، كما أدان الدول التي تدعم هذه المليشيا ماليًا وعسكريًا.
وطالب الحكومة الألمانية والمجتمع الدولي بالتحرك العاجل للضغط على المليشيا لوقف جرائمها، والضغط على الدول الداعمة لها، وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للنازحين واللاجئين السودانيين.
وأكدت الجالية أن ما يجري في السودان يمثل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بل يرتقي إلى مستوى جرائم إبادة جماعية، في ظل توثيق حالات دفن جماعي للضحايا، وتشريد قسري، وفرض حصار على المدن، ومنع دخول المساعدات الإنسانية، إلى جانب استخدام الطائرات المسيّرة في قصف الأحياء السكنية.
وطالبت الحكومة الألمانية والمجتمع الدولي ممارسة الضغط الفوري على مليشيا الدعم السريع لوقف انتهاكاتها، وكذلك الضغط على الدول والمنظمات التي تقدم لها الدعم المالي والعسكري من أجل وقف هذا الدعم فورًا. كما شددت على ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للنازحين واللاجئين والمتضررين من الحرب داخل السودان وخارجه.
كما دعت الجالية الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الإفريقي، ومنظمة العفو الدولية، إلى التدخل السريع لإنقاذ ما تبقى من أرواح المدنيين، وإنهاء الانتهاكات المتواصلة بحق الشعب السوداني.
