الخرطوم – صوت الهامش – 24 أكتوبر 2025
أعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي أن وزير الخارجية السوداني محيي الدين سالم أحمد يقوم بزيارة رسمية إلى العاصمة الأمريكية واشنطن بدعوة من حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، في إطار حرص السودان على تعزيز علاقاته الثنائية وتوسيع التعاون مع واشنطن.
وقالت الوزارة في بيانها، إن الزيارة تأتي ضمن الجهود المستمرة لتطوير العلاقات بين الخرطوم وواشنطن ومواصلة الحوار حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك دعم مسار السلام في السودان وتعزيز التعاون الاقتصادي والإنساني، وبحث فرص إعادة بناء العلاقات على أسس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
ويُتوقع أن يلتقي الوزير خلال زيارته مسؤولين من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعدداً من الدوائر السياسية والاقتصادية في واشنطن لبحث مستقبل التعاون بين الجانبين، خاصة في مجالات الطاقة والبنية التحتية والقطاع الإنساني.
وتأتي هذه الزيارة في ظل حراك دبلوماسي متسارع يهدف إلى وقف الحرب الدائرة في السودان، حيث تعمل الولايات المتحدة على بلورة رؤية جديدة للحل السياسي بعد تعثر مبادرة جدة التي كانت ترعاها مع السعودية، وسط محاولات دولية لإعادة إطلاق عملية سياسية شاملة.
كما تتزامن الزيارة مع تصاعد الجهود الأوروبية والإفريقية الداعية إلى تسوية شاملة، من بينها خلاصات مجلس الاتحاد الأوروبي الأخيرة بشأن السودان، والتي أثارت تحفظات من الحكومة السودانية لاعتبارها “غير منصفة” وتتجاهل الانتهاكات التي تمارسها مليشيا الدعم السريع بحق المدنيين في دارفور والفاشر.
وفي الداخل، تشهد الساحة السياسية تحركات واسعة عقب إعلان قوى سياسية وأطراف سلام في بورتسودان عن تشكيل لجنة وطنية لإدارة الحوار السوداني الداخلي، في خطوة تهدف لتوحيد الموقف الوطني تجاه المبادرات الدولية وتعزيز الحلول السودانية للأزمة.
وترى أوساط مراقبة أن زيارة وزير الخارجية إلى واشنطن تمثل محاولة لإعادة ضبط العلاقات مع الولايات المتحدة ونقل وجهة نظر السودان الرسمية الرافضة لمعادلة المساواة بين الدولة والمليشيا، مع تأكيد الانفتاح على حوار دولي “يحترم السيادة الوطنية ويخدم استقرار البلاد”.
