الخرطوم _صوت الهامش
كشفت صحيفة الغارديان البريطانية عن فشل مؤتمر استضافته لندن، يوم الثلاثاء، في تشكيل مجموعة اتصال دولية لدفع جهود وقف إطلاق النار في السودان، بسبب خلافات بين الدول العربية المشاركة، على رأسها مصر والسعودية والإمارات، ما أدى إلى عرقلة إصدار بيان ختامي موحد.
وقالت الصحيفة إن هذه الانقسامات تمثل انتكاسة جديدة للجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الحرب الدائرة في السودان منذ عامين، رغم الدعوات إلى توحيد المواقف الإقليمية والدولية تجاه الأزمة.
وأوضحت الغارديان أن المملكة المتحدة كانت تأمل في توحيد جهود القوى المؤثرة من خلال إنشاء مجموعة اتصال جديدة تدعم مسار السلام، لكن الخلاف حول صياغة البيان الختامي، ولا سيما الفقرات المتعلقة بتحميل المسؤولية لطرفي النزاع، حال دون التوافق.
وأشارت الصحيفة إلى أن المؤتمر لم يكن مخصصاً لتقديم تعهدات مالية أو إطلاق وساطة رسمية، بل كان هدفه تنسيق المواقف الدولية بشأن السودان، إلا أن غياب الإجماع أضعف النتائج المتوقعة.
في سياق متصل، أصدرت وزارة الخارجية البريطانية بياناً أكدت فيه أن الاجتماع شهد اتفاقاً واسعاً بين المشاركين حول ضرورة إنهاء الحرب، وتجديد الالتزام بسيادة السودان ووحدة أراضيه، ورفض أي تدخل خارجي من شأنه إطالة أمد الصراع أو تهديد وحدة البلاد.
وأعلنت بريطانيا في ذات البيان عن تخصيص 120 مليون جنيه إسترليني كمساعدات جديدة للسودانيين المتضررين من النزاع، في حين تعهدت ألمانيا بتقديم 125 مليون يورو، وتهدف هذه المساعدات إلى دعم اللاجئين داخل السودان وفي الدول المجاورة.
وبحسب الغارديان، تزامن المؤتمر مع إعلان قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” عن تشكيل ما أسماه “حكومة السلام والوحدة” في المناطق الخاضعة لسيطرته، وهو ما اعتبرته الصحيفة خطوة تصعيدية قد تعمّق الانقسام داخل البلاد.
كما نقلت الصحيفة معلومات عن هجمات شنتها قوات الدعم السريع على مخيمات للنازحين قرب مدينة الفاشر، أسفرت عن مقتل المئات وتشريد آلاف المدنيين، وسط تحذيرات من منظمات حقوقية من تكرار سيناريو الإبادة الجماعية في دارفور.
وأكدت الغارديان أن منظمات دولية، من بينها هيومن رايتس ووتش، دعت إلى فرض عقوبات على الدول التي تزوّد أطراف النزاع بالسلاح، وتشكيل تحالف دولي لحماية المدنيين في السودان.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن المجتمع الدولي لا يزال يعوّل على جهود الاتحاد الأفريقي، ومنظمة الإيغاد، والمبادرات المدنية السودانية، للدفع نحو تسوية سياسية شاملة تنهي الحرب وتفتح الطريق أمام الاستقرار.
