بورتسودان/صوت الهامش – 28 أغسطس 2025 أعرب السفير السعودي لدى السودان، علي بن حسن جعفر، عن أسف بلاده العميق إزاء ما يجري في مدينة الفاشر، حاضرة ولاية شمال دارفور، من حصار وقصف ومعاناة إنسانية قاسية يعيشها المدنيون، مؤكدًا أن ما يحدث من “مأساة وقتل أمر مؤلم”، ومطالبًا بفك الحصار فورًا وتمكين المساعدات الإنسانية من الوصول إلى السكان المتضررين.
وقال السفير، في مداخلة خلال لقاء تنويري حول الوضع الإنساني بالفاشر نظمته مستشارية مجلس السيادة لشؤون المنظمات والعمل الإنساني للسفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية بمدينة بورتسودان، إن المملكة العربية السعودية تقف منذ “إعلان جدة” مع الجهود الرامية لإيقاف الحرب التي “دمرت الإنسان قبل أن تدمر المباني”، مشيرًا إلى أن بلاده ما زالت تبذل جهودًا حثيثة لإيجاد سبل لإنهاء النزاع وإعادة السودان موحدًا وناهضًا.
وأضاف أن الفيلم القصير الذي عُرض خلال اللقاء كشف بعضًا من حجم المأساة، موضحًا أن مشاهده “مؤلمة جدًا”، خاصة مشهد قتل شخص أمام الكاميرا، رغم أنه “لا يغطي كل الانتهاكات التي وقعت في الفاشر”.
وجدد جعفر مطالبة بلاده للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي بالتحرك الجاد لفك الحصار عن الفاشر والمدن المحاصرة الأخرى، مشددًا على أن المملكة، عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، “لن تقف مكتوفة الأيدي”، بل ستعمل على إيصال المساعدات الإنسانية للمستحقين متى ما تهيأت الظروف.
وتشهد مدينة الفاشر حصارًا خانقًا منذ أكثر من عام من قبل قوات الدعم السريع، أدى إلى انقطاع طرق الإمداد ونقص حاد في الغذاء والدواء والوقود.
كما تتعرض أحياؤها السكنية ومرافقها الحيوية لقصف متكرر، ما أسفر عن سقوط مئات الضحايا من المدنيين بينهم نساء وأطفال، إلى جانب تفاقم خطر المجاعة وانتشار الأمراض المعدية في ظل غياب الخدمات الصحية والإنسانية الأساسية.