صوت ـــ صوت الهامش
قال رئيس تنسيقية (تقدم)، عبد الله حمدوك كلمة مصورة بمناسبة مرور عام على الحرب في السودان، ان الحرب فى السودان تكمل عامها الأول، 12 شهراً من الموت والخراب وفي كل يوم من أيامها تزداد معاناة أبناء شعبنا. فقد عشرات الآلاف من المدنيين والعسكريين من أبناء الشعب حياتهم، وتشرد الملايين بين مدن النزوح وأقطار اللجوء”.
وأشار حمدوك إلى أن الجوع والمرض والفقر يفتكون بالملايين، وتتقطع أوصال الدولة السودانية، وتنقطع خطوط التواصل بينها، وتنهار بنياتها الأساسية التي جرى تأسيسها بجهد ومال الشعب، ويفقد الناس ممتلكاتهم وأموالهم ويجري نهبها وسلبها.
ونبه فى كلمته نشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، ان الحرب لم تندلع فجأة، بل كانت أسباب تفجرها تتراكم يوماً بعد يوم، وقد ظللنا نحذر من لحظة اقترابها، ونحدث عما ستجلبه على بلادنا من كوارث ومصائب.
ونادى رئيس الوزراء المستقيل، التمسك بالحوار والوسائل السلمية وفقا لثورة العظيمة التي تمسكت بسلميتها رغم كل ما واجهها من عنف وعنت وتآمر.
واضاف :”ظلت بوصلتنا مصوبة نحو سلامة وأمن شعبنا، وبذلنا مع الحريصين من أبناء الوطن لمنع انفجار الأوضاع، ولم تتوقف الاتصالات الخارجية والداخلية، إلا أن النية كانت مبيتة عند البعض بإشعال الحرب غير مبالين بنتائجها وآثارها على البلاد”.
واوضح انه و منذ ذلك اليوم لم تتوقف جهود القوى المدنية لوقف الحرب، واستمرت الاتصالات مع قائد القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، و مع القوى والمنظمات الإقليمية والدولية، واردف :”ودافعنا في الوقت نفسه لتوحيد القوى الرافضة للحرب حيث نتج عنه تكوين تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية تقدم”.
وقال انه وفى كل هذه الاتصالات واللقاءات، وما سيجري منها مستقبلا،” كانت اعينهم مفتوحة على حياة وسلام وأمن الملايين السودانيين ، دون انحازيهم لأي طرف في الحرب، واضاف:”فى نفس الوقت لسنا محايدين أو وسطاء. نحن منحازون لأسر الشهداء من العسكريين والمدنيين، ومن كل الاطراف، ومنحازون لمن سلبت أموالهم وممتلكاتهم وتعرضوا لجرائم وانتهاكات خطيرة، منحازون للملايين الذين تم تشريدهم من مناطقهم فاتجهوا لمواقع النزوح واللجوء، منحازون للجوعى والفقراء الذين يعرضهم استمرار هذه الحرب للموت أمام أنظار العالم، منحازون للبرنامج الوطني الديمقراطي من أجل وطن يسع الجميع ومن أجل المواطنة بلا تمييز.
وجدد رئيس تنسيقية تقدم أنهم يتطلعون للقاء قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان لبحث سبل إنهاء الحرب، بعد أن التقت بقائد الدعم السريع في أديس أبابا أواخر ديسمبر الماضي.
ونوه الى تفهمهم لحجم الغبن والحزن والغضب الذي يعتمل في نفوس الذين تعرضوا لجرائم القتل والسلب والنهب والاغتصاب، وأرغموا على مغادرة مساكنهم ومدنهم وقراهم، لافتا الى انهم يحترمون حقهم في المطالبة بالعدل والقصاص، ونهم يعملون من أجله، داعيا القيادات السياسية المدنية والعسكرية والمجتمعية أن تنظر لابعد من ذلك
واضاف:” وتدرك أن استمرار الحرب لن يعيد الحقوق أو يوقف الجرائم أو يحقق العدل والقصاص، بل أنه يفتح الباب لمزيد من الجرائم والانتهاكاات، ويدمر ما تبقى من مصادر وثروات البلاد، ويهدد حياة ملايين أخرين.
واشار رئيس تنسيقية تقدم عبدالله حمدوك ان مشاركتهم غدا الاثنين في مؤتمر باريس حول السودان، بهدف للفت أنظار العالم للظروف المأساوية التي يعيشها شعبنا ولندعوه لتحمل مسؤولياته تجاه بلادنا وشعبنا باعتبار عضويتنا في المجموعة الدولية، واستنادا للمواثيق والمعاهدات الدولية. وفى هذا المقام،وتابع :” نود ان نعرب عن عميق تقديرنا للاشقاء والأصدقاء لوقوفهم مع الشعب السودانى في محنته ومساعسهم الحثيثة لوقف هذه الحرب”.