الخرطوم – صوت الهامش | الأحد 23 نوفمبر 2025
قال رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، إن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يتضمّن انسحاب قوات الدعم السريع من جميع المدن والمناطق التي دخلتها بعد اتفاق جدة، بما في ذلك زالنجي والجنينة ونيالا والفاشر، وتجميعها في مواقع محددة قبل الدخول في أي ترتيبات سياسية لاحقة.
وأوضح البرهان خلال لقائه عدداً من كبار الضباط في الخرطوم، أن هذا الشرط يُعدّ أساسياً لتهيئة المناخ الإنساني والأمني، ولضمان عودة النازحين إلى مناطقهم، مشيراً إلى أن التجارب السابقة أثبتت أن أي اتفاق لا يتضمّن خروج المليشيا من المدن “لا يمكن أن يمثل أساساً لحل مستدام”.
وأضاف أن القوات المسلحة قدّمت للأصدقاء والأشقاء خارطة طريق واضحة لمعالجة الأزمة، تقوم على وقف إطلاق النار، انسحاب المليشيا، ثم بدء حوار سوداني يحدد مستقبل البلاد.
وأشار البرهان إلى أن المبادرة التي قدّمها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان “تمثل فرصة حقيقية لحقن الدماء”، مؤكداً تقدير القيادة السودانية للجهود السعودية، وخاصة ما ورد في حديث ولي العهد مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الوضع في السودان.
جاءت تصريحات البرهان في ظل تزايد النقاشات الدولية حول مسار إنهاء الحرب، بعد تعثر عدد من المبادرات الإقليمية والدولية، خصوصاً تلك المتعلقة بالرباعية (الولايات المتحدة، السعودية، الإمارات، وبريطانيا)، والتي قال البرهان إن جزءاً منها “لم يكن مقبولاً لأنه يُبقي على المتمردين داخل المشهد”.
وتشهد ولايات دارفور وكردفان منذ سيطرة الدعم السريع على عدد من المدن موجات واسعة من النزوح وانهيار الخدمات الأساسية، بينما تتهم تقارير أممية المليشيا بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق، ما دفع عدداً من الدول للمطالبة بعودة العملية السياسية بشرط تحسين الظروف الإنسانية ووقف الهجمات على المدنيين.
