واشنطن _صوت الهامش
قالت مجلة الإيكونوميست البريطانية إن دعم الإمارات لقوات الدعم السريع في السودان يُعد “أسوأ من الجريمة، إنه خطأ فادح”، في إشارة إلى تداعيات هذا الدعم على أمن واستقرار المنطقة وسمعة أبوظبي الدولية.
وأشارت المجلة إلى أن الإمارات، التي ترفع شعار التسامح وتدعو إلى الوحدة، تواجه اتهامات أمام محكمة العدل الدولية بالتواطؤ في جرائم إبادة جماعية بدارفور، بعد أن قدم محامو الحكومة السودانية أدلة تتهمها بتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة، ما أدى إلى ارتكاب مجازر ضد جماعة المساليت.
ونقلت المجلة عن مسؤولين إماراتيين نفيهم لهذه الاتهامات، حيث وصفتها مسؤولة في وزارة الخارجية بأنها “حملة علاقات عامة ساخرة”، إلا أن المجلة أكدت أن الدعم الإماراتي لتلك القوات لم يعد محل شك، رغم احتمال تعثر القضية في المحكمة لأسباب إجرائية.
ووصفت المجلة سياسة الإمارات الخارجية بأنها تتسم بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى عبر دعم جماعات مسلحة خارجة عن إطار الدولة، مستشهدة بدعمها للواء خليفة حفتر في ليبيا، والمجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، وعلاقاتها مع سلطات بونتلاند وصوماليلاند في الصومال.
وأضافت أن الإمارات، رغم تحالفها الوثيق مع السعودية، تتبع مسارًا أيديولوجيًا أكثر عدائية تجاه الإسلاميين، وتسعى لتوسيع نفوذها الجيوسياسي على حساب استقرار الدول، وهو ما يضعها في خلافات متزايدة مع الولايات المتحدة وعدة قوى دولية.
واعتبرت المجلة أن الدعم الإماراتي للدعم السريع لا يمكن تفسيره فقط بالمصالح الاقتصادية، مثل الطموح في الذهب السوداني أو الموانئ، بل يرتبط أيضًا بميول أيديولوجية وتحالفات شخصية، لا سيما مع قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الذي سبق أن أرسل مقاتلين لدعم الإمارات في اليمن.
وأشارت الإيكونوميست إلى أن نتائج هذه السياسات كانت عكسية، إذ فشلت القوات المدعومة إماراتياً في السيطرة على طرابلس والخرطوم، ما أدى إلى تعزيز النفوذ التركي في ليبيا والسودان، وتآكل سمعة الإمارات في المحافل الدولية، وسط دعوات أمريكية لفرض عقوبات على أبوظبي.
