جنيف/ صوت الهامش – 9 سبتمبر 2025 أكدت بعثة الأمم المتحدة المستقلة لتقصي الحقائق بشأن السودان أن الحرب المستمرة في البلاد تشهد تصعيدًا خطيرًا. يتم ذلك من خلال استهداف المدنيين بشكل متعمّد، واستخدام أسلحة متطورة مصدرها دعم خارجي. هذا يفاقم معاناة السكان ويقود إلى انتهاكات جسيمة للقانون الدولي.
وقال رئيس البعثة محمد شندي عثمان في مؤتمر صحفي اليوم بجنيف إن هناك “علاقة مباشرة بين تدفق السلاح إلى السودان وتصاعد العنف”. مشيرًا إلى أن الطائرات المسيّرة والأسلحة الثقيلة تُستخدم على نطاق واسع ضد مناطق مأهولة بالسكان. وأضاف أن التدخلات الأجنبية تجعل النزاع أكثر تعقيدًا وخطورة.
من جانبها، أوضحت الخبيرة جوي إنوجي إزييلو أن “الجوع يُستخدم كسلاح حرب” في عدة مناطق من السودان. مؤكدة أن آلاف المحتجزين والمدنيين يموتون نتيجة الحصار ونقص الغذاء. وحذرت من أن الأزمة الإنسانية تتفاقم يومًا بعد يوم، داعية الدول إلى احترام وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بحظر السلاح.
أما الخبيرة القانونية مونا رشماوي، فقد حذّرت من أن القصف العشوائي والتعذيب والاضطهاد العرقي الموثق في مناطق مثل دارفور “قد يرقى إلى جرائم ضد الإنسانية”. وشددت على ضرورة وقف استهداف المجموعات العرقية وحماية المدنيين من موجات عنف متزايدة.
وأشارت البعثة إلى أن الحرب في السودان ليست نزاعًا داخليًا فحسب، بل أزمة ذات أبعاد دولية بفعل التدخلات الخارجية.
كما أكدت أن المدنيين يواجهون أوضاعًا كارثية. يحدث ذلك في ظل حصار متكرر للمناطق وقصف للبنى التحتية الحيوية مثل المستشفيات والأسواق ومصادر المياه.
واختتمت البعثة بدعوة المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف الانتهاكات وضمان وصول المساعدات الإنسانية، مؤكدة أن المساءلة عن الجرائم المرتكبة شرط أساسي لتحقيق السلام والاستقرار في السودان.