واشنطن – صوت الهامش – 9 أكتوبر 2025م
أدانت الولايات المتحدة على لسان مبعوثها الخاص لشؤون أفريقيا، مسعد بولس، الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر بشمال دارفور، والتي طالت آخر مستشفى عامل ومسجداً مجاوراً وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين، بينهم أطباء وممرضون.
وقال بولس في بيان، إن استهداف المستشفيات ودور العبادة والمدنيين يُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، مؤكداً أنه لا مبرر لمثل هذه الهجمات التي تفاقم معاناة المدنيين وتمنع وصول المساعدات الإنسانية.
وأضاف المبعوث الأميركي أن الحرب في السودان “طال أمدها وأزهقت أرواح الأبرياء يومياً بالقصف والمجاعة”، داعياً أطراف النزاع إلى الاعتراف بعدم وجود حل عسكري للأزمة والعمل فوراً على وقف القتال وفتح الممرات الآمنة للمساعدات الإنسانية.
وشدد بولس على أن بلاده تواصل التنسيق مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي للضغط من أجل محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين، مؤكداً أن المجتمع الدولي لن يقف متفرجاً أمام الجرائم المرتكبة في دارفور.
وتُعد مدينة الفاشر آخر معقل رئيسي للجيش السوداني في إقليم دارفور، وتشهد منذ أشهر حصاراً خانقاً من قبل قوات الدعم السريع التي كثّفت هجماتها بالقصف المدفعي والطائرات المسيّرة، مما أدى إلى سقوط مئات القتلى وتدمير واسع للمرافق الصحية.
وقال مسؤولون في منظمات إغاثة إن الوضع الإنساني في الفاشر بات من الأسوأ في السودان، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه، بينما لا تزال المنظمات الدولية ممنوعة من الوصول إلى المدينة منذ مايو الماضي.
وكانت الأمم المتحدة قد حذّرت في تقارير حديثة من أن استمرار الحصار والقصف المتكرر يهدد بوقوع مجاعة وشيكة في شمال دارفور، داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار وضمان حماية المدنيين وفتح ممرات آمنة لإجلاء الجرحى وتوصيل الإمدادات الإنسانية.
ويأتي بيان المبعوث الأميركي في وقت تتصاعد فيه الإدانات الدولية للهجمات على الفاشر، وسط مطالبات بفتح تحقيق مستقل وتفعيل آليات المساءلة الدولية بشأن انتهاكات القانون الإنساني في دارفور.