مقالات وآراء

السودان يحتضر في جلباب البشير

 الطيب محمد جاده
الطيب محمد جاده

السودان الذي يعيش الآن في جلباب البشير! فحالة السخط والتذمر التي يعيشها الشعب جميعا ، سواء أكانوا مؤيدين للنظام أو معارضين له ، لا يمكن حصرها بل “حدث ولا حرج”، والفضل في ذلك يعود الى فشل نظام البشير الذريع في تحقيق العدالة الاجتماعية، وتردي الوضع الاقتصادي الداخلي بصورة غير مسبوقة، وغياب الحريات في ظل تعنت قوى الأمن والشرطة، وانهيار المنظومة التعليمية انهيارا كبيرا، وتزايد البطالة وغلاء الأسعار وغيره وغيره، كل هذه التداعيات غيرت من وجه السودان الى حد استشكلت فيه على السودانيين قبل غيرهم، وهذا ما شهد به “شهود” وليس شاهدا واحدا من أهله .البشير الذي ينظر الى فقراء شعبه بعينه العوراء ، هو ذاته الذي ينظر الى مطبليه بعين صحيحة ثاقبة البصر ، ذلك لأنه عندما حاول سد عجز ميزانية بلاده لجأ الى جيوب الفقراء والعاطلين عن العمل ، عن طريق رفع أسعار السلع الأساسية قرابة 300% والكهرباء والوقود، دون أي زيادة تذكر في الأجور أو توفير فرص عمل جديدة، كان في المقابل يزيد من رواتب الامن والمليشيات مثل الدعم السريع و غيرها ويمنحهم امتيازات وظيفية في المقابل! وفي الوقت الذي كمم فيه أفواه الصحفيين والناشطين وزج بهم في السجون . البشير الذي يكذب في كل مناسبة وخطاب له، بأن الله خلقه “طبيبا” يشخص أوجاع السودان ويصف له العلاج المناسب، وأنه مرسل من الله لنجدة السودان وانقاذه ، شوه صورة السودان دوليا وعالميا ، حتى أصبح ذكره حاضرا في كل محفل يذكر فيه تدهور حقوق الانسان وتردي الحريات ، وهذا ما صرحت به منظمتا العفو الدولية و هيومن رايس وتش ، وهو الذي أشبع شعبه وعودا وخطابات جوفاء لا أرض لها ولا سماء ، ابتداء بتعهده توفير حياة كريمة للبسطاء فأصبح أكثرهم يعيش تحت خط الفقر المدقع! فصل جنوبه وتخلي عن حلايب وشلاتين والفشقة ، انتهاء بخط هيسيرو . حقيقة كل هذا وذاك لا يعدو أن يكون سوى حقير خائن لوطنه . البشير الذي يعزي دائما فشله وفشل نظامه إلى معارضيه و دول الغرب والساهرون ليل نهار لإحباط مخططاته ، حتى قاد السودان إلى الدرك الأسفل عالميا وإقليميا ، ففي المجال الاقتصادي حصل السودان الى المرتبة 175 من 178 عالميا، وفي حرية الصحافة 178 من 180، ومن حيث الفساد 170 من 175، ومن حيث سوء التعليم الأساسي 141 من 144، وفي التعليم العالي المرتبة الأخيرة من 178.

 

مقالات ذات صلة