الأخبار

800 مليون دولار إحتياطات نقدية متبقية للسودان تكفي لمدة شهر فقط. تقرير الإيكونومست : البشير المتهم كمجرم حرب يقود البلاد نحو المجهول

الاقتصاد السوداني ينهار والمستقبل المجهول ينتظر الدولة

الخرطوم: صوت الهامش

كشف تقرير خطير نشرته مجلة (الايكونمست) حقائق صادمة عن الوضع الاقتصادي العام لاسيما الواردادت وقالت المجلة وفقا لتقرير نشرته ان ما تبقي من الاحتياطات النقدية للسودان هي (٨٠٠) مليون دولار فقط قالت بانها تكفي لمدة شهر واحد فقط ويذهب السودان الي المجهول.

ونقلت المجلة عن طبيبها قالت بانها تشعر بالقلق وقالت د.منى عبده، طبيبة عيون بانها تشعر بالقلق من تركها لوطنها لفترة طويلة لأنها تخطط للانتقال إلى المملكة العربية السعودية وان راتبها هناك سيكون حوالي ستة ألف دولار في الشهر وهو ما يعادل دخلها هنا لمدة ثلاث سنوات .

وأشار تقرير (الايكونميست) التي أطلعت عليه (صوت الهامش) ان بعض القياسات تقول إن الاقتصاد السوداني بدأ يتعافى بعد إنفصال الجنوب وفقدان 75% من الإحتياطات النفطية حيث نما الناتج المحلي الإجمالي بحوالي 3٪ سنويا منذ عام 2013. إلأ ان التضخم ظل في خانة العشرات، رغم إنه أقل كثيراً من مستوياته القياسية في 12-2014 عندما بلغ في متوسطه ما يقرب من 40٪. ولكنه ماذال من رقمين ، كما إن الدولار يباع في السوق الأسود بأكثر من ثلاث أضعاف سعره الرسمي واشار التقرير ان هناك 800 مليون دولار فقط من إحتياطيات النقد الأجنبي في البنك المركزي – وفقا لصندوق النقد الدولي – لافته ان ذلك يكفي لتغطية شهر واحد فقط من الواردات.
ومضي التقرير ان هناك رجال الأعمال في السودان يسارعون إلى إلقاء اللوم على العقوبات الأميركية المفروضة منذ 1997م والتي تم تشديدها في 2007م .

وأضاف التقرير انه في السنوات القليلة الماضية بدأت البنوك الدولية في رفض التعامل مع السودان، بعد ضيّقت أميركا الخناق على منتهكي الجزاءات ضد السودان ،ونسبت المجلة قول لأحد المدراء التنفيذيين السابقين قال إنه يحتاج لحقيبة كبيرة تسع 10مليون دولار لسداد إلتزامات معاملاته التجارية مع الخارج ،فالبنوك تخشى العقويات الأميركية تقول إن التجارة مع السودان مستحيلة.
وأشار انه على الرغم من إزدهار التنقيب عن الذهب و تصدير الكثير من المواشي الى الخليج. إلا إن ذلك لم يعوض الفاقد من الإيرادات النفطية . كما إن العقوبات تمنع السودان من الإستفادة من إمتيازات جدولة وإعفاء الديون البالغة 48.2 مليار دولار و حوالي 86% منها هي متأخرات وذلك حتى نهاية عام 2015 .
وأكد التقرير ان الاقتصاد السوداني على دفعة كبيرة منذ سبتمبر عام 2014، عندما طرد الدبلوماسيين الإيرانيين وإنحاز إلي المملكة العربية السعودية في قتالها ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن. ومنذ ذلك الحين على الأقل 2.1 مليار دولار تم إيداعها في البنك المركزي من قبل المملكة العربية السعودية ودول صديقة أخرى. ومع ذلك فمليارات الدولارات من الاستثمارات السعودية والمساعدات العسكرية الموعودة لم تر النور بعد .
ويضيف التقرير انه ينظر لدخول السودان في حلف دول الخليج بإنه يرغب في الخروج من عزلته ، إلا إن العقوبات الإمريكية قد تم تجديدها مرة أخرى في 31 أكتوبر الماضي وهي لا تزال تحظى بدعم قوي من الحزبين في الكونجرس الأمريكي. ويقول “وليد فارس” مستشار “دونالد ترامب” في الشرق الأوسط أن العقوبات على السودان يجب أن تبقى ، وهو موقف أمريكي من غير المرجح أن يتغير نظراً لسجل الحكومة الاسلامية التي يهيمن عليها العرب في السودان والتي قامت بقتل المسلمين الأفارقة في دارفور .
ومضي التقرير الي انه قامت القوات الحكومية هذا العام بمهاجمة جبل مرة معقل حركة عبد الواحد وهو ما دفع لتشريد 205.000 مواطن ، وتقول منظمة العفو الدولية إن هناك مؤشرات على إستخدام أسلحة كيمائية إلأ إن قيود تفرضها الحكومة تصّعب التحقق من ذلك .
يرفض عبد الواحد الذي يقيم في باريس أي محادثات سلام مع الحكومة السودانية ، بينما تجرى حركة العدل والمساواة وحركة مناوي محادثات سلام معها وهو علامة ضعف كما يراه “تايلور” من مجموعة الأزمات الدولية ومقرها في بروكسل :- “وقال التقرير يبدو إن الحكومة تعتقد إنها قريبة من النصر بعد 13 عاماً من الصراع ، إلا إن العنف مستمر في دارفور لإنتشار السلاح هناك ولاسيما بين المجموعات العربية التي كانت جزءاً من مليشات الجنجويد ” وفقاً تايلور .
وأشارت الي إنهيار محادثات السلام مع الحركة الشعبية قطاع الشمال التي تقاتل في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان رغم إن الرئيس السوداني عمر البشير مدد وقف أطلاق النار في موسم الإمطار. .
ولف التقرير التعريج للحوار الوطني وقال أضطر الرئيس السوداني لإجراء حوار وطني بعد مقتل 170 شخص بعد إحتجاجات على رفع الدعم عن الوقود في 2013 ولكن ذلك الحوار الذي أختتم في أكتوبر الماضي ليس أكتر من حواراً تجميلياً أبقى السلطة والقبضة الأمنية في يد الرئيس البشير ، رفض “تحالف نداء السودان” الإنضمام إليه ولكنه فشل في تكوين معارضة متماسكة ، وحتى الآن الإحتجاجات التي طلعت ضد مزيد من خفض الدعم في نوفمبر قد تم السيطرة عليها .
وبين التقرير ان كثير من أبناء الطبقة المتوسطة في الخرطوم الآن لا يفكرون في تغيير البشير بقدر تفكيرهم في الخروج من البلد ، وتحويلات مئات الآلاف من المغتربين الذين هاجروا قبلهم هي ما يبقي إقتصاد السودان على قيد الحياة . كما إن البشير المتهم من قبل المحكمة الجنائية الدولية لا يظهر عليه أنه سيتنحى قريباً.

مقالات ذات صلة