منوعات

يسألونك عن من الذي زرع في أذهان الفتيات ان البشرة ذات اللون الفاتح او الأحمر من مقاييس الجمال ؟

في هذة الحلقة اود أن اثير مسالة باتت تشغل بالي منذا سنوات ولكن لم تتاح لي فرصة الكتابة فيها . وقد سألني المرحوم طاهر ماطوس وهو كان مسجل عام اللجنة الشعبية العامة للمرافق ببلدية طرابلس ( عميد بلدية طرابلس ) وكان هذا الكلام قبل 34 سنة , وقد كنت أعمل مع هذا الرجل في الأدارة القانونية وكنت مختصا بالقضايا القانونية وأعداد قرارات التعين وأجراء تحقيقات مع الموظفين الذين يقصرون في اداء واجباتهم , وترقيات وتقاعد وكل ما يتعلق بالشؤون العاملين . سألني مرة قائلا ( يا ولدي يا ادم انتو سوادين تنجبون بنات بيضاء وفي نفس الوقت تنجبون اولاد سود ولا كيف ؟ وقلت له لماذا تقول هذا الكلام يا الحاج ؟ وأجابة قائلا اني أري دائما في شارع او محلات تجارية سوادين مع زوجاتهم البيضاء ) وأدركت ما كان يقصده ومنذ ذلك الحين ظل هذا الموضوع في ذهني وما زال هذا الكلام يرن في ذهني كلما أشاهد صور عرسان الجدد برفقة زوجاتهم ذات الألوان المختلفة . تختلف معايير أو مقاييس الجمال التي تميز التي تميز المرأة من مجتمع لآخر. فكل مجتمع له معاييره خاصة للجمال . فمن وجة نظر بعض المجتمعات الأفريقية مثلا يزداد جمال المرأة كلما زادت درجة سواد بشرتها . وفي بعض المجتمعات الأخري كاليابان مثلا كلما كانت أقدام المرأة صغيرة زاد جمالها , في حين كانت العرب ايام الجاهلية كانوا يفضلون السمراوات البدينات اي السمينات كبعض مناطق في تشاد في الوقت الحالي , بالأضافة الي ان بعض مناطق مجتمعاتنا قبل سنوات قريبة كانت يفضلون المرأة المشلخة ذات الشفاة السوداء وغيرها من مقاييس الجمال وكانت المرأة جميلة وهي لا تعرف شيئا عن كريمات تفتيح البشرة . من هنا يظهر لنا إن مقاييس الجمال متغيرة بين عصر وأخر . ولكن خبراء التجميل في الوقت الحالي , لديهم رأي آخر في جمال المرأة , فيقولون لا توجد ابدا إمراة ذميمة او قبيحة او لا تتمتع به من جمال ولو جزئية بسيطة . فعلي سبيل المثال اذا كانت أمراة صاحبة بشرة غامقة وشفاة عريضة نجد لديها عيون واسعة وعميقة , واذا كانت صاحبة أنف كبير نجد لديها بشرة ناعمة وفما صغيرا مع أبتسامة ساحرة وهكذا يقولون هم وليس من عندي حتي لا أتهم من الجماعة الطيبين بانني اسعي لأبراز محاسن المرأة . فقط أنني أود من خلال أثارة هذا الموضوع اود ان أثير ظاهرة انتشارة كريمات لتفييح البشرة وأثارها الضارة صحيا وأقتصاديا من أجل أستجلاب جمال مزيف بات الجميع يستخف به.
وقد بحثت هذه المسالة منذ عدة سنوات واطلعت عدة مصادر وتقاريرعن مقاييس جمال المرأة ولكن لم أجد من بينها اللون , وقد ذكروا العديد من هذه الصفات وكانت علي النحو التالي :
1 – العيون الواسعة
2 – الغمازات
3 – النمش
4 – الشامة
5 – الرموش
6 – الأبتسامة الجذابة
7 – الأذن الصغيرة
8 – الشعر
9 – الشفاة المحددة
10 – الحواجب المرسومة
11 – الطول
12 – الأصابع الطويلة
13 – السيقان الممشوقة
14 – الرقبة الطويلة
15 – الأنف المرتفع
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه من الذي زرع في أذهان بعض الفتيات في مجتمعاتنا أن اللون الفاتح او الأحمر جزء من مقاييس الجمال ؟ مما جعلت اغلب الفتيات تركضن وراء هذا اللون الزائف . والعمل علي اكتساب بشرة فاتحة عن طريق أستخدام كريمات خطيرة ورخيصة . ولأجابة هذا السؤال أطرح للأخوة القراء والمختصين لآعطاء مزيد من الأضواء وبيان أضرارها وأثارها . ولكن في تقديري الخاص أن هذه المسألة مفتعلة من قبل وسائل أعلام لدي بعض أنظمتنا التي تتدعي بإنتمائها الي ماوراء البحر الأحمر وأرادت أن تثبت ذلك بأختيار فتيات ذات الوان فاتح البشرة للعمل وأطلالة علي شاشات التلفزة وأعمال الدراما التلفزيونية وذلك بغض النظر عن القدرة الكفاءة فقط يكفي نجاحها أكتساب شوية لون زائف ولو عبر الكريمات . وقد خلق هذا النوع من التفكير أزمة نفسية ومركب نقص لبقية فتيات المجتمع وقد إنتابهن بالغبن وأحساس بالظلم مما دفعت الكثيرات منهن اللجوء الي كريمات لأكتساب لون فاتح او احمر مش مهم من أجل أرضاء مجتمع الأستلاب الذي فقد الأرادة والرؤية وغطي عينه الغشاوة وأراد أثبات نفسه وتوصيل رسالة مزيفة ولوعبر الفضائية بإنها جزء من ذلك الكيان برغم الحقيقة المرة التي يهربون منها ولكنها باتت معلومة للجميع .
مما لاشك فيه أن أستخدام كريمات تفتيح البشرة بشكل عشوائي ومبالغ به من قبل بعض بناتنا والسيدات ينطوي علي مخاطر صحية ويؤدي الي نتائج خطيرة للغاية . حيث أن التحليل الكيمائي لكريمات تفتيح البشرة المتداولة تجاريا في الأسواق وخصوصا المستوردة من نيجيريا , وقد تبين أحتوائها علي مجموعة خطيرة من المواد والمركبات مثل الهيدروكينون والكرتزون بالأضافة الي عدد كبير من المواد ذات الأصل الزئبقي , الذي يسبب تهييج البشرة وألتهابها مما يزيد من أحتمالات الأصابة بالسرطان وأمراض أخري كثيرة يمكنكم الأطلاع عليها في مواقع التجميل لدي عمنا (القوقل ) .
خلاصة القول يجب أن ندرك أن مهما بلغت المرأة من جمال يبقي جمال روحها وأخلاقها وتعاملاتها الطيبة مع الآخرين هو ما يميزها ويزيدها جمالا وأنوثة ومحبة في قلوب الناس , فما فائدة الجمال الخارجي المزيف , أذا ما أتصفت المرأة بالأخلاق السيئة في تعاملاتها مع الغير التي تفقدها جزءا كبيرا من جمالها وتفقدها محبة ومودة من حولها.
آدم كردي شمس

مقالات ذات صلة