مقالات وآراء

يافاطمة دغرية ديل الحرامية

طرد رئيس الوزراء ووالي الخرطوم من عزاء المناضلة فاطمة أحمد إبراهيم والهتاف ضدهم بكلمة يا فاطمة دغرية ديل الحرامية هذا دليل واضح لبداية الثورة لكنه محتاج لشوية تكاتف وترابط من كل النشطاء والمعارضة ، لقد ارتكب هذا النظام منذ أنقلابه المشئوم عام 1989م جرائم ضد الشعب السوداني بواسطة أجهزته و أعضائه و أتباعه و قد شملت هذه الجرائم الاعتداء على النفس و العرض و المال و تراوحت بين الاعتقالات و الاغتيالات و الاعتداء على الممتلكات و الانتهاكات الواسعة النطاق لحقوق الإنسان وإساءة استعمال السلطة و الوظيفة مرورا بالأستيلاء على السلطة بالقوة وإفساد الحياة السياسية و الأجتماعية و الأقتصادية وتزويره لعمليات الأنتخابات الوهمية والعبث بالمال العام والإبادة الجماعية والتعذيب والممارسات المشينة في حق النشطاء والإعتداء على حقوق الإنسان و الحريات العامة ونشر الفساد و حماية المفسدين وتعاطي الرشوة والمحاباة و استغلال النفوذ ؟؟؟!!!! لقداستطاع هذا النظام جعل السودان من أكثر الدول فسادا في العالم و مرتعا لكل الآفات الأجتماعية و الفساد السياسي والإداري والمالي والأجتماعي و الأخلاقي ولم ينجح القائمون على هذا النظام إلاّ في هذا المجال و لو تنافسوا مع الشيطان في هذا المجال لكانت الغلبة والتفوق لهم عن جدارة و استحقاق فلم يدخل هؤلاء الفاسدون في مجال إلاّ وأفسدوه وأضحى الفساد رياضة وطنية بامتياز ونجح النظام في تعميمه حتى أصبح المعيار الوحيد لتولي المسؤولية و المناصب في المؤسسات و الهيئات ، فهذا النظام الفاسد بقدر ما يمنح و يعطي من منافع و امتيازات و سلطات ومناصب بقدر ما يأخذ من شرف و كرامة و دين و أخلاق المرء ، إنها المعادلة المعمول بها في السودان المنكوب بهذا النظام وهذا بغرض جعل كل من يتولى مسؤولية ويشغل منصبا رجلا فاسدا حتى لا يستطع أحد أن يكشف الفساد أو يندد به أو يحاربه لأنّه اصبح بكل بساطة عضوا في تعاونية الفساد ، فالنظام ينشر الفساد و يتغذى من الفساد و هو الراعي السامي للفساد . فقد فشل هذا النظام في كل شيء ابتداءاً بالمجال الصحي والدليل أنّ كل رموز النظام و حاشيته يلجأون إلى العلاج و التداوي في الخارج وفي مجال التربية و التعليم بدليل أن أبناءهم يدرسون  بالخارج و أن ترتيب الجامعات السودانية بين جامعات العالم هو في أدنى المراتب ، لم ينجح هذا النظام إلاّ في زرع العنصرية و افساد المجتمع ، كل هذه الأسباب تدعو و تدفع للسعى و العمل الجاد لأجل تغيير النظام القائم في السودان ، ولكن هل يكون التغيير ونحنوا غير متفقين فيما بعضنا ، أذا أردنا تغيير النظام علينا بالاتفاق ثم الاتفاق ثم الاتفاق بغض النظر عن قبائلنا ومناطقنا الجغرافية .

الطيب محمد جاده / فرنسا

مقالات ذات صلة