مقالات وآراء

واشنطن والغرب وابرام صفقة الخرطوم

حسن اسحق

يبدو أن الرياح تجري كما تشتهي حكومة المجرم عمر البشير، اللعبة باتت واضحة جدا للعيان، لا تحتاج الي متابع حريف او محلل سياسي محترف، التقارب السوداني الأوروبي الامريكي، ثماره ستخطفها الخرطوم وحدها، وتتاذي منها الغالبية المحروقة بسياط الحرب في مناطق الحرب، رغم إعلان الحكومة انتصارها علي الحركات الحاملة للسلاح في غرب السودان مؤخرا ، إلا أن الواقع علي الأرض يقول غير ذلك اطلاقا، هي موجودة علي الارض، رغم ادعاء الحكومة القضاء عليهم، ومن تبقي منهم بات مرتزقا في ليبيا، وجيوب في جبل مرة، لكن مادام هنالك من يحمل السلاح ضدها، يعني ببساطة أن الحرب لم تنتهي بعد، فالقادم قد يكون أسوأ.

استغلال الحكومة لمحاربة الهجرة غير الشرعية العابرة الي اوروبا، وباتت السياسات الأوروبية الواضحة للمتابع، ان حكومة السودان ليس لديها مانع أن تقوم بهذا الواجب، الحارس الجنوبي باوروبا من تدفق هؤلاء الهاربين من جحيم حكومات بلدانهم الي امان اخر شمال المتوسط، لكن أوروبا التي وصفت بالرحيمة مؤخرا، كشرت عن انيابها الاستعمارية القديمة، ولم تستعن الا بمجرم حاكم، سخر مليشيات معروفة بانتهاك جرم إنساني شنيع في غرب البلاد، لكن أوروبا يهمها حماية حدودها من هؤلاء البؤساء الجدد، بأي طريقة، حتي لو تعاونت مع عصابة حكومية، أما امريكا يبدو أن حصارها للبلاد، يأتي في سبيل مكافحة الارهاب، ملفات حقوق الانسان والحكم الرشيد، ومحاربة الفساد، هي للاستهلاك الاعلامي، وخداع البسطاء البؤساء المكتون بنيران الأزمة المستمرة.

بينما مجرمو النظام تحت عباءة البشير، اذا كان رفع العقوبات الأمريكية عليهم، وتدفق الأموال الأوروبية للحد من الهجرة غير الشرعية، كما يزعمون زورا ونفاقا، حكومات هذه الدول التي يتدفق منها البؤساء الي شمال المتوسط الرحيم، حكوماتهم لها سفارات في بلدان البؤساء هؤلاء، لم لا يضغطون عبر سفاراتفهم لإيقاف هذا العبث بشعوبهم حتي لا يتدفقوا اليهم، أقول ذلك لا لاحمل دول شمال المتوسط ما يجري في بلداننا التعيسة.

لكن ما يجعل الفرد يذرف الدمع، هي سياسة النفاق العلنية، والخداع المجافي للحقيقة، هم يستعينون بمجرم كعمر البشير لمحاربة تدفق البؤساء اليهم، هنا بالذات مفهوم حقوق الانسان، أصبح في مهب الريح، ويستخدم للاستهلاك السياسي وخداع البسطاء والبؤساء ليس الا، امريكا اوروبا سياستهم اولوية، ما تبقي، هو للونسة فقط، قد اكون محقا في نظر البعض، ومخطيء في نظر الاخرين، يجب عليك أن لا تؤمن ايامنا مطلقا، بما يسمي ملفات حقوق الانسان المطروحة دوما، ان الملف الأمني هو من يحدد كيف للسياسة أن تجري الي مستقرها.

مقالات ذات صلة