افريقيا اليوم

نيوأفريكان: هل تنشد بريطانيا بعد مغادرة الأوروبي علاقات أوثق مع أفريقيا؟

لندن في 22 أبريل ________ نشرت مجلة (نيو أفريكان) مقالا للكاتب الأوغندي كالوندي سيروماجا، رأى فيه أن بريطانيا بعد أن صوتت لصالح مغادرة الاتحاد الأوروبي ستسعى إلى تدشين علاقات جديدة مع دول الكومنولث، لا سيما في أفريقيا.

وتساءل سيروماجا عما إذا كانت بريطانيا ترغب في بداية جديدة مع الشعوب في المقام الأول، أم أنها ترغب في إصدار ثانٍ للإمبراطورية على نحو ما يقول بعض المسئولين.

ولفت الكاتب إلى أنه قبل حدوث تسونامي انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، وقع ما يبدو الآن بمثابة زلزال متوسط الحجم عندما قررت بريطانيا -بفارق ضئيل في الأصوات- مغادرة أمان وأمن واعتيادية الاتحاد الأوروبي والمضيّ قُدما وحدها.

ونوه الكاتب عن وصْف المؤيدين لبقاء المملكة في الاتحاد – قرار الخروج بأنه “قرارٌ جنوني” وعن موافقة معظم المتابعين حول العالم على هذا الوصف ، لا سيما بعد أن بدا المؤيدون للخروج متفاجئين بانتصارهم كما بدوا غير مالكين لأية خطة مستقبلية باستثناء الخروج.
وقال سيروماجا إنه أيا كانت تبعات قرار الخروج على البريطانيين، فإن اهتمام الأفارقة مٌنصبٌ على تبعات ذات القرار على أفريقيا؛ وهل سيؤثر انخفاض قيمة الجنيه الاسترليني على الصادرات الأفريقية ويرفع معدلات التضخم في البلاد؟ وماذا سيحدث لعمليات التبادل التجاري والمعونة الخارجية وخدمة الديون والمؤسسات المالية المرتبطة بمدينة لندن، إلخ…

وأكد الكاتب أن التوجه الاستراتيجي منطقيا لبريطانيا بعد قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي هو تأمين مصادر دخل بديلة عبر تدشين عمليات تبادل تجاري جديدة أو تعزيز أخرى قائمة بالفعل على سبيل التعويض – وهنا تدخل دول الكومنولث تحت الضوء؛ حيث ستسعى بريطانيا إلى نفْخ حياة جديدة في الشبكة العالمية الطوعية للدول المعروفة باسم الكومنولث.

ورصد سيروماجا اجتماعا افتتاحيا مدته يومان عقده وزير التجارة الدولية البريطانية ليام فوكس في شهر مارس المنصرم في لندن مع ممثلين عن 22 من دول الكومنولث.

ونبّه الكاتب إلى حرص ساسة الاتحاد الأوروبي فيما يبدو على إرهاق بريطانيا في عملية الخروج وتكليفها أكبر ثمن ممكن… وفي المقابل فقد تركتْ جهود بريطانيا الاستعمارية على مدى قرون آثارًا ثقافية كبرى على كوكب الأرض وشعوبه؛ اللغة الإنجليزية وحدها تعمل كأداة رئيسية من أدوات التجارة والدبلوماسية والاقتصاد…. هذا فضلا عن حقيقة أن معظم ثروات العالم -ولا سيما الخامات- موجودة في البلاد التي كانت من قبل خاضعة للتاج البريطاني.

وتساءل سيروماجا عمَّن ستسعى بريطانيا إلى إنعاش العلاقة به: أهي الحكومات ومَن يديرونها؟ أم ستتعامل (بريطانيا) مباشرة مع المالكين المحليين الفعليين في تلك الفضاءات؟ لا سيما وأنه في المستعمرات الأفريقية سابقا، ثمة اضطرابًا متناميا حول السؤال بشأن امتلاك الموارد وحقوق الوصول إليها وتنميتها.

ورجح الكاتب أنه إذا ما اختارت بريطانيا التعامل مع المؤسسات الحكومية كجزء من قرار بإعادة الاستثمار في الكومنولث- أن يرحب العديد من الحكام المستبدين بتلك العلاقة كسبيل لتعزيز قبضتهم على الحكم.

المصدر: صوت الهامش/ نيو أفريكان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock