مقالات وآراء

معاناة السودانيين في مصر

حسين بشير هرون آدم

Hessianbashir1@Gmail.com

[quote]مُعاناة السُودانيين وصرخاتهم الذي لا تجد لها آذان صاغية في المهجر[/quote]

يُلاحقهم المعاناة بعد أن هربوا منها قاصدين ملاذاً آمن من منبع الظٌلم والعُنصرية والقتل والتشريد والإغتصاب من الحكومة السودانية وضيق الحياة وفُقدان أبسط مقومات الحياة اليومية لاذوا فارّين إلى حيث الأمان والسلامة والرعاية إلى حيث المفوضية السامية للأمم المتحدة بمصر وإلى حكومة مصر حتى يوفر لهم ذلك الجسم الأممي الحماية والأمان والرعاية بكل جوانبها وإنقاذهم من الموت المحتوم في السودان ولكن يبكي الزمان أسفاً على من رمى به حكومته وأهمل به وذجّ به في سعير النار ليعيش المواطن السوداني بين فكّي المعاناة والظُلم والعُنصرية أينما حلّت به الزمان والمكان وذلك ليس لسبب إنه إنسان عُدواني أو مُجرم ولا حاقد ولا ظالمٌٌ ولكن لأن حكومته يُهمل به ولا يهتم به ويلطمه ويبطشه كل قاصٍ وداني على العلم المواطن السوداني يمتاز بالطيبة والصدق والكرم والجود والأمم شهد على ذلك بشهاداتهم ولكن الأمم يفعل عكس م يقولون

اللاجئ السوداني في مصر عانى من الظٌلم المُركّب على مستويين – علي المستوي المحلي”السودان”::::

غالب طبع الإنسان الصراع المستمر .فكان صراعه الأوّل مع الطبيعة ليُطاوعُها حتى يتمكّن من إستمرارية وجُوده في الحياة.ولما تمكّن من ذلك تحول ذات الصراع مع أخيه الإنسان لذلك عمل الإنسان القوي على إخضاع الإنسان الضعيف تحت سيطرته من أجل أن يستفيد هو صاحب السلطة فقط من خيرات الطبيعة المتوفرة وبذلك نٌسلط الضوء على الدولة السودانية لأنه لا زال يعاني بقساوة من صراع الإنسان ضد الإنسان وبذلك يعاني السودان من حروب ونزاعات دموية طاحنة وعدم الإعتراف ببعض المكونات الأساسية للكيان السوداني ونتيجة عدم الإعتراف بهذا المواطن الأصيل وعدم الإعتراف بالتعدّدية بواقع السودان أفرزت تغليب الثقافة العربية على الثقافات الغير عربية بمعنى آخر إن التنوع العرقي اللغوي الهائل في السودان قد أسهم مباشرة في بلورة العنصر الثالث في تاريخ السودان الحديث على وهو العنصرية الثقافية وأدى ذلك إلى تقسيم جزء عربي وجزء غير عربى وجزء مسلم وجزء غير مسلم وبين مهمش على الصعيد الإجتماعي والثقافي والاقتصادي والسياسي ومركز متسلّط ومسيطر وذلك أدى إلى تقسيم السودان إلى مركز عربي إسلامي وهامش من الطرف الآخر والشق الثاني طفقوا به في جهيم الظلم والفساد واستهدفت أقاليم معينة ومنظومات محدّدة ونتيجة ذلك الصراع قُتل الآلاف من الأبرياء وإغتصاب النساء وحرق القرى وتهجير سكانها بهدف التغيير الديموغرافي واستبدال سكانها الأصليين بسكان مجلوبين باسم القومية العربية ” إقامة دولة قريش” وشن حرب اقتصادي على الرأسماليين من تلك المنظومات وتلك الأقاليم وتلك الحرب الإقتصادي لم يسلم منه حتى المواطن البسيط أيضا بنهب أمواله وإغتصاب ثرواته وكسر شوكته وإذلاله ونتيجة لذلك بات رئيس الجمهورية مطالباً لدى المحكمة الجنائية الدولية لقتله300الف مواطن ويزداد كل شروق شمس جديد وتشريد أكثر من مليون ونصف ولا زال هارباً من العدالة وآخرون من ضمنهم أحمد هارون وعلى كوشيب وادريس الذي تم إلقاء القبض عليه مؤخرا من قبل السلطات السويدية ولهم كامل التحية والتقدير والإحترام والإمتنان من الشعب السوداني الشريف .

الشعب السوداني ومعاناته من هؤلاء المرجفين الكيزان لا يسع صفحاتنا لذكرها ونتيجة لهذه الظلم التاريخي والإقصاء المٌمنهج وهرباً للبحث عن ملاذ آمن يحميه من قاذفات الطائرات الحربية وبطش الجنجويد وحكومته ليرتمي بأحضان منقذ الشعوب من بطش حكوماتها الدكتاتورية”مفوضية الأمم المتحدة”لجأ بقايا الحرب والموت المحتوم والسياسيين المنفيين إلى مصر حيث يربطهم بها علاقة تاريخية مليئة ب……وحيث وجود المفوضية السامية لحقوق الإنسان لنيل حقه في الحياة والحماية الذي كفلها له القانون الدولي لكل شخص أُعتٌبر لاجئاً بمقتضى ترتيبات 12 أيار/مايو 1926 و 30 حزيران/يونيه 1928 أو بمقتضى اتفاقيتي 28 تشرين الأول/أكتوبر 1933 و 10 شباط/فبراير 1938 وبروتوكول 14 أيلول/سبتمبر 1939 أو بمقتضى دستور المنظمة الدولية للاجئين.

-على المستوى الخارجي”حكومة مصر وشعبها والمفوضية السامية لحقوق الإنسان”!!!!!

كما هو العرف الإجتماعي الصاعد في التعاملات البشرية والواقع المعاش أن الناس في أي بقعة جغرافية داخل الكيان السياسي أو على مستوى دول الجوار أو على مستوى القارة لا تستطيع ان تتعايش فوق رقعة جغرافية واحدة فيها يتبادلون المنافع وينظمون شؤون حياتهم الكثيرة دون أن تكون تلك المعاملات قائمة على رؤية العيش المشترك يشارك في تأسيسها كل المجتمعات داخل تلك الرقعة وجوارها بهدف البقاء والمعاش والأمن والرفاهية ولكن الإخوة المصريين لم يراعوا لذلك القانون ولم يراعوا لحقوق الجار وكما أن الضيف يستضاف ويُكرم ويحفظ حقوقه من المضيف ويُقدم له الغالي والنفيس وعلى العلم مصر والسودان تربطهم روابط ومصالح مشتركة كثيرة
ويبدو غريباً أن تكون هنالك برتوكولات متفقٌٌ عليها بين الدولتين مصر والسودان وتلك الإتفاقيات تتضمّن بطياتها الحرّيات الأربعة وهى حرّية التنقل والإقامة والتملّك والعمل إلا أن هذه الحرّيات مكفولة للمصريين فى السودان بالحرف الواحد بينما السودانيين فى مصر تعلمون م يدور خاصة في المرحلة الأخيرة الذي ملأ الدنيا ضجيجاً بتناحرات من الطرفين
تزداد وضع اللاجئون السودانيون ذل ومهانة وانتهاك حقوقهم فى مصر التي لم يذكرها السودان يوما ولم يسبقها شقيقة السودان والمصالح المشتركة على مر التاريخ بغضّ النظر المكائد المحاكة ضد هذا أو ذاك وبغضّ النظر عن التناحرات والتناقضات المفتعلة الآن وسابقاتها ولا يفوت على دولة مصر حكومةً وشعباً عدم شرعية الحكومة السودانية وموقف الشعب السوداني تجاه نظامهم الحاكم وذلك يعني أن كل م يُبادر من الحكومة السودانية لا يمثّل الشعب السوداني ولكن التعاملات الخارجية للشعوب العربية مع الشعب السوداني يبني على تعامل النظام السوداني مع حكومات تلك الشعوب ولكن الشعب المصري يختلف عن الأخريات وذلك بناء على التعامل الغير إنساني الذي بادر من الحكومة المصرية في ميدان مصطفى محمود في العام 2005 في حق الأطفال والنساء من قتل وضرب بأعقاب البنادق والرش بمادة سامة وحارقة ورشهم (بموية نار) واعتقال العديد منهم وذجهم في السجون دون أي حق فقط لأنهم طالبوا بحقوقهم الشرعية من المفوضية السامية للأمم المتحدة الشريك في ذلك المجزرة والنظام السوداني المجرم الأول في كل م يجري في حق السودانيون في مصر ومر تلك المجزرة دون تحقيق ودون محاسبة لا من طرف الشعب المصري لحكومتهم المرتكبة لذلك الجريمة ولا المفوضية الراعى الحقيقى للاجئون السودانيون ولا الحكومة السودانية ووزير الخارجية غندور دون أن يُحرك تلك الحادثة إنسانيته وآدميته وعطفه تجاه أبناء السودان صرّح وقال هؤلاء معارضين ويجب قتلهم.

ويلي تلك الحادثة في العام 2014 قطار من الإنتهاكات لحقوق السودانيين وذلك بشهادة من مركز أفريقيا للسلام
فقد أظهرت دراسة حديثة لإستطلاع الرأي قام بها مركز أفريقيا للسلام والتنمية الإجتماعية في ديسمبر كانون الثاني عام 2014 شملت عينة منتقاة من اللاجئين والمهاجرين “السودانيين” بأن ظاهرة التمييز العنصري ظاهرة مستفحلة ومتفشية في وسط المجتمع المصري ويعاني منها السواد الأعظم من “السودانيين ” وبات اللاجئ والمهاجر السوداني في مصر وفقا لتقرير هيومن رايتس ووتش هدفاَ للعنصرية وسوء المعاملة والعنف وضحية للكراهية والإبتزاز وأكثر عرضة لنشاطات عصابات الاتجار بالبشر .

ومنذ مطلع عام 2011 على وجه التحديد ازدادت وتيرة تدفق السودانيين إلي مصر بشكل غير مسبوق و يرجع عدد من المختصين والباحثين أسباب تزايد أعداد “السودانيين ” بمصر إلي الحرب التي تدور رحاها منذ سنوات في السودان وتدنّي مستوي المعيشة وتباطؤ النشاط الإقتصادي وارتفاع معدلات البطالة في وسط الشباب وتفشي الفساد والجريمة فضلاً عن إنتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان و الحريات العامة ، وخلافاً لما هو سائد في السابق بدأ حديثا الإعلاميين والمختصين المصريين في الشأن الأفريقي يدركون بأن وضع المهاجرين الأفارقة بشكل عام والسودانيين بشكل خاص لا يمكن فهمة أو تناوله بدون الرجوع إلى الجذور الأساسية للأزمة وهو قضية التميز العنصري والعداء المتنامي و الإقصاء الإجتماعي الممارس من المجتمع المصري ، هذا المجتمع الذي يصنّف “السودانيين” بأنهم دٌخلاء ذو منزلة أدنى بصورة فطرية ضمن أنماط وقوالب مشوّهة وخرافات وتُرّهات راسخة في الجاهلية تركت بصماتها العميقة في الشارع المصري ، خلال فترة ما بين 2006 – 2012 أجريت الكثير من التحقيقات والتقارير الصحفية المصرية وتناول العديد من كتاب الرأي حول أوضاع السودانيين بمصر ولكن هذه المنشورات كانت تظهر اهتماماً خاصاً بقضايا رئيسة وخطوط عريضة مثل الوضع الإقتصادي والمعيشي والتسلل إلي إسرائيل وجذور الهجرة إلي مصر بينما قضية التمييز العنصري وتنامي الشعور المعادي تجاه “السودانيين” وهي قضية جوهرية تقع ضمن قضايا المسكوت عنها لم تأخذ نصيبها من النشر والنقاش ووضع الأصبع على الجرح الغائر في أعماق الفرد والمجتمع السوداني بمصر .
يصعب تحديد الأرقام الحقيقة للمهاجرين “السودانيين” بمصر بسبب انعدام الوضع القانوني لبعض المهاجرين ولكن طبقا لإحصاء صادر عن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بمصر فإن عدد اللاجئين وطالبي اللجوء “السودانيين” المعتمدين لديها حتى حزيران يونيو 2014 يبلغ (26000,400 ) لأجئ سوداني حيث يحتل المرتبة الثانية من إجمالي عدد اللاجئين البالغ 183 ألف لاجئ والآن يزداد عددهم أكثر من ذلك بكثير هذا قبل ثلاثة سنوات.
ويستند هذا التحقيق إلي دراسة ميدانية ومقابلات لأفراد وأسر من ضحايا التمييز والعنف تتراوح أعمارهم بين عشرين وخمسين عاماً في القاهرة الكبرى والإسكندرية ، لقد رسم هذا التحقيق صورة مروعة وحوادث صادمة من العنف الجسدي والإغتصاب والإضطهاد والضرب بالحجارة والتعدي على الأموال وممارسة الإساءة اللفظي والإستغلال المادي وخطف الحقائب اليدوية والهواتف المحمولة أثناء المحادثة.

هربوا من نظامهم الباطش ليكونوا ضحايا العنف والتعذيب والعنصرية من الإخوة المصريين
يتمركز أغلب ” السودانيين ” في الأحياء الشعبية والمناطق العشوائية التي ترتفع فيها نسبة الأمية والبطالة وتنتشر الجريمة وتزداد معدلات الفقر وبنيتها التحتية وخدماتها ضعيفة حيث تنخفض الأجور نسبياً مقارنة بالأحياء الراقية ولكن ترتفع فيها الكراهية و الفوضى وتتضخم الشعور المعادي “للسودانيين ” أكثر من الأحياء الراقية التي تعيش فيها جماعات من الطبقة الوسطي والنخب الإجتماعية المتعلمة حيث تنخفض مستوى التمييز العنصري الحاد ، ويعيش “السودانيين” في شقق متواضعة في مناخ ملائم لتأجيج مشاعر الكراهية والتذمّر وفي أجواءٍ يُسيطر عليها الخوف والعزلة يمثلون كتلة بشرية غريبة لا تُهضم في داخل الجسد المصري الذي ينضُح فيه عدم الرضي والسخط والإحباط تجاه “السودانيين ” على نحو خاص
ويقول لؤي أحمد 29 عاما ويعيش في منطقة عين شمس منذ فبراير شباط عام 20111م والحسرة تظهر في قصته نحن نعاني الأمرين أما السكن في الأحياء الراقية إذ تنخفض العنصرية ولكن ترتفع أجور الشقق أو العيش في الأحياء الشعبية حيث تنخفض أسعار الشقق وترتفع معدلات الجريمة وتفتقد للأمان و تنامي الشعور المعادي ” للسودانيين ”
ويقول لؤي أنني اخترت الإقامة في منطقة عين شمس بسبب أوضاعي الاقتصادية ونعاني من نظرة المجتمع السلبي تجاهنا ونتعرض يومياً لأشكال من التمييز ، ويحكي لؤي انه أصيب بجروح قطعية في بطنه و ذراعه الأيمن قبل عامين على يد شاب مصري ويروي لؤي تفاصيل الحادث الذي تعرض له بالقول أثناء حديثي بالهاتف المحمول في منطقة ألف مسكن فوجئت بشاب يعترض طريقي و يحاول خطف هاتفي المحمول وعندما رفضت ذلك نشب بيننا مشادة كلامية استلّ خلالها الشاب مطواة كانت بحوزته وسدد لي ثلاثة طعنات محدثا إصابات نافذة في البطن وذراعي الأيمن دخلت على أثرها المستشفى ويقول لؤي رغم كل هذا لا نجد سبيلا سوى الإستمرار في الإقامة بمصر لأنه لاجئ لدي المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وينتظر تسوية أوضاعه القانونية والحصول على وضع لاجئ معترف به من المفوضية .
نعيش في عزلة اجتماعية وأبنائي يتعرضون للضرب من أقرانهم :
نصر الدين عبد الله 388 عاماً يعيش وأسرته في حي المعادي منذ سنتين يقول انه تعرض خلالها لأشكال من العنف والتمييز والعزلة أما أبناءه الثلاث يخشون النزول إلي الشارع بسبب تعرضهم للضرب المبرح والسب والشتم والإساءة بالألفاظ مرارا وتكرارا من أقرانهم المصريين في الحي ويحكي نصر الدين ان ابنه الأكبر واسمه مأمون وعمره تسعة سنوات تم ضربه بالحجارة في رأسه مرتين من أبناء جيرانه فقد على أثره الكثير من الدماء وعندما ذهب إلي أولياء أمور الطفل الجاني للشكوى تعرّض لسوء المعاملة وطُرد وقال له والد الطفل ” أقفل الباب وراءك وما تجيش هنا ثاني من فضلك ” وفي أثناء حديثنا أصرّت أم الفقرة زوجة نصر الدين ان تعد لنا واجب الضيافة ‘ كوب من الشاي ‘ وبعد ان خلصت من كرم ضيافتها بدأت وجهها تنتفض والدموع تنساب من عينيها فقد كانت في حاجة لمن يستمع إليها قالت أنها منذ إقامتها في الحي لم تتعرف على أحد من جيرانها وينظروا إليها بالسخرية والكراهية وتعيش شعور بالغربة والعزلة والخوف من جيرانها وتضيف أم الفقراء نحن كبار نتفهم الأمر ولكن قلقنا وخوفنا الأعظم على أبناءنا ضحايا الاضطهاد والإساءة والظلم والتمييز والضرب لقد تصاعدت وتيرة الاعتداءات والضرب والمضايقات من زملائهم في المدرسة بشكل كبير مما يجعلنا في حالة قلق دائم ونشعر بالخوف على مصير أولادنا .
نسمع ألفاظ عنصرية في الشارع:
التميز العنصري يحاصرنا في كل الاتجاهات في الشارع ومكان العمل وفي الحارة وفي المؤسسات الحكومية ومخافر الشرطة ونتعرض يوميا في الشارع للاستفزاز والإساءة لفظية مثل – يا عبيط ، يا أسود ، يا شوكلاتة ، يا شيكة ، يا سمارة ،يا دلمة ، – هكذا عبّر نادر عن معاناته مع العنصرية مضيفاً ان المصرين ينظروا إلينا بنظرة عداء وكأناس أغبيا وبدائيين ومتخلفين وأصحاب جرائم العنف ومتعاطيّ الممنوعات وهي نظرة تتسم بالغباء والجهل وتحتوي على مشاهد من التمييز على أساس اللون والعرق بل هي تصور مشوه وزائف للحقائق التاريخية والثقافية لا تنطلي على أحد

تعرضت للاغتصاب والعنف الجنسي:

تضاعفت حالات التحرّش و الإعتداء الجنسي المسلّط على الفتيات السودانيات في مصر خلال السنوات الأخيرة ويؤكد مركز دراسات السودان المعاصر في تقريره الصادر في يوليو تموز عام 2014 م تزايد حالات الإغتصاب وسط اللاجئات السودانيات مع انسداد السُبل أمام التماس العدالة ، وطالب مركز دراسات السودان المعاصر ومركز القاهرة لحقوق الإنسان في سبتمبر أيلول عام 2014 السلطات المصرية بإتخاذ إجراءات صارمة وفعّالة لوضع حد لإفلات مرتكبي جرائم الإعتداء الجنسي ضد السودانيات من العقاب ، وهناك العديد من الفتيات اللاتي كنّ بشكل ثابت ضحايا لجرائم الإغتصاب والعنف الجنسي ولكن يصعب كشفها أو الإفصاح عنها إذ تعتبر المصارحة بحادثة الإغتصاب عند الفتاة السودانية أكثر المواضيع حساسية ً بسبب الإحساس بالخجل والخوف من العار لذلك تلجأ ضحايا الإغتصاب إلي الصمت وإبقاء الجريمة طي الكتمان إلا اننا تمكنّا من الوصول إلي أحد ضحايا الإغتصاب طلبت عدم الكشف عن إسمها ونعزي ذلك لأسباب سالف الذكر
(س م ) فتاة سودانية 24عاما تعيش مع أسرتها في مدينة 6اكتوبر حوالي 322 كيلوا متر جنوب القاهرة قالت إنها تعرّضت لجريمة إغتصاب وحشية على يد ثلاث مراهقين مصرين في أحد شقق داخل المبني الذي تسكن فيها وتروي (س م ) بأنها أثناء نزولها من الطابق الخامس عبر السلّم خرج شاب من باب شقة في الطابق الثالث مع سبق الإصرار والترصد وأمسكها من يدها ثم سحبها بسرعة داخل الشقة وإستل مطواة كانت بحوزته وهددها بالقتل حال صراخها ووضع قطعة من القماش في فمها ثم أدخلها في غرفة حيث يجلس شابين أخرين داخل الغرفة فامسكا من يدها ثم قاما بدفعها نحو السرير تحت تهديد وتضيف -س م – بعد ان إحمرّ وجهها خجلا بأنها استسلمت لمغتصبيها أخيراً بسبب الخوف وضعف الحيلة ثم تناوب الشُبّان الثلاث بإغتصابها لأكثر من ساعتين وكشفت الفتاة الضحية بأنها توجهت اليوم التالي إلي مخفر الشرطة لتسجيل البلاغ ولكن رجال الشرطة تجاهلوا شكواها وتعرّضت في المخفر للسخرية والمضايقات والضحك من بعض رجال الشرطة وأشارت في ختام حديثها بأنها تعرف العديد من النساء اللواتي تعرّضن للإغتصاب وفضّلن الصمت خوفاً من الفضيحة والعار والقصاص من الجناة موضحاً ان هذه الظاهرة الواسعة الإنتشار جعلت البنت السودانية التي تعيش في الأحياء الشعبية في حالة حذر وخوف وقلق دائم وغير قادرة على ممارسة حياتها بصورة طبيعية لا سيما في الأحياء الفقيرة ، حيث تشعر بأنها في بيئة تفتقد للأمان و عرضةً للتحرش والإعتداء في أيّ لحظة
نعاني في العمل
رغم صعوبة إيجاده يحاول الكثير من السودانيين البحث عن عمل لتحسين ظروفهم المعيشية ودفع تكاليف السكن المرتفع نسبيا ويضطر السودانيين العمل بأجور منخفضة وبمشقة وجور في الأعمال العضلية وفي الغالب “الخطرة” مثل المناجم، والأعمال الكيميائية، والمصافي، ودباغة الجلود ، ومصانع الحديد والنحاس ، ورفع الأثقال ويقول محمود 28 عاما انه يعمل 12 ساعات في اليوم في مصنع لسبك المعادن براتب 1100 جنيه يواجه خلالها لأشكال من التمييز والعنصرية و الضغط الجسدي والنفسي وأضاف الطاهر بأن هذا المبلغ لا يكفي احتياجاته اليومية وأجور الشقة المرتفعة نسبياً ، أما النساء العاملات يعملن في البيوت و يمارسن أعمال الكنس والنظافة في ظل وضع يسودُ فيه الفوضى وينتشر التحرّش والتمييز العنصري وتقول سامية 30 عاما متزوجة وأم لطفلين أنها تعمل في النظافة والكنس في أحد الشقق في حي مصر الجديدة براتب ضئيل من تسعة صباحا حتى الرابعة مساءاً وتتعرّض أثناء عملها للضغط والشتم والتحرُّش والعنصرية من أرباب العمل وأبناءهم الصغار.

العنصرية الخفية – ما يبدو خفيا هو واضح ببساطة .
صلاح عبدالعزيز ناشط سياسي سوداني عبّر عن شعوره وتأسُفه عن العنصرية التي تٌمارس ضد السودانيين بمصر وقال أن الشعور بالتمييز العنصري والكراهية والإحساس بعدم القبول من المجتمع المصري منتشر على نطاق واسع في أوساط المجتمع السوداني بمصر وهو إحساس يعيشه كل سوداني يوميا ويضيف صلاح بأن العنصرية الموجهة تجاه السودانيين لم تقتصر على الألفاظ النابية وأوصاف علنية أو لغة اللسان فحسب بل تتعدي ذلك ليصبح ممارسة العنصرية من خلال ما يعرف بالعنصرية الخجولة أو العنصرية الخفية وهي شكل من أشكال العنصرية تمارس بواسطة إستخدام لغة الجسد ولغة الإشارة بدلا من لغة اللسان مثل الحركات الجسدية وإيماءات اليدين وإصدار الأصوات و سعال ، لقد تحول أغلبية العنصريين المصرين إلي هذا النمط من العنصرية في السنوات الأخيرة ، ويوضح الأستاذ صلاح بأنه كل يوم في الشارع وفي المترو والأماكن العامة نسمع السعال من أشخاص يجلسون أو يمرون من قربك وهي إشارة إلى سوء الهضم و وضع اليد في الأنف وحكه وهذا إشارة إلي القذارة أو ان يحك رأسه ، ويحكي صلاح ان والدته جاءت لزيارته في مصر قبل ثلاثة سنوات فسألني ما إذا كان المصريين مصابون بأمراض الرئة والصدر فوقفت عند هذا السؤال قليلا ثم قلت لها ان المصريين أكثر شعوب العالم تدخيناً للسجائر والشيشة مما تسببت لهم السعال الدائم حفظاً لمشاعرها ، هذه الحاجة المسكينة لا تعرف كثيرا عن المصريين ولكنها عرفت بأن هنالك مرض عضال يسيطر عليهم ، مرض نفسي يصيب الشخص ويحوّله إلي الكراهية ومعاداة أخيه الإنسان انه وباء العنصرية ، إن وضع اليد على الأنف أو السعال في محيط تواجدك يعتبر أن صاحبه مارس العنصرية تجاهك وان ما يبدو خفياً لدي المصريين هو واضح ببساطة لدي الضحايا السودانيين .

وفي مطلع العام 2017 ازدادت الإنتهاكات وأصبحت لا تُحصى ولا تعد ولكن أحاول أن أذكر بعضها وجلّها يرتكبها النظام السودانى والمفوضية السامية لحقوق الإنسان ومصر ولا ينسى ضميرنا مجزرة السودانيين الإحدى عشر الذين وجدت جثثهم ينحشها القوارض والذباب بعد أن تعفنت وتحللت في شقة مهجورة ،بعد أن تم أخذ اعضائهم كليا ،وأيضا مرت مرور الكرام ويرتكب هؤلاء المجرمون الثلاثة جريمة أخرى في حق الشعب السوداني بقتل أستاذ في عين شمس وأستاذ سوداني في 6أكتوبر ويمر ذلك الجريمتان كسابقاتها دون تحقيق ودون الوقوف على أسباب وقوع الجريمة والاعتداء على المواطن ع م ع دون أي سبب فقط لأنه سوداني في محافظة الجيزة بأرض اللواء بالقرب من سلم اللواء من قبل شباب مصريين أكثر من 50 شاب انهالوا عليه ضرباً وأخذوا هاتفه المحمول وجلّ م بحوزته وتم حمله إلى شقة بالقرب من الكابتن والقائه من بلكونة الطابق الثاني إلى الطابق الأول مما أدى إلى كسر في ساقه اليسرى وكسر في الحوض وأضرار جسيمة أخرى وتم اسعافه إلى المشفى لتلقّى العلاج وأيضا مر مرور الكرام دون تحقيق ودون محاسبة ودون ودون …الخ !!!!
و جريمة أخرى مخلّة بالآداب والخلق السوي وليست كسابقاتها بالإعتداء على المواطن م ع وخطيبته عندما كانوا في طريقهم إلى المنزل من مكان عملهم اعترض شباب طريقهم وانهالو ضربا على الشاب وأمسكوا بالفتاة ويقول لها بعضهم اليوم سوف نغتصبك بلغتهم المحلية إلا أن هنالك شابين كانوا ايضا في طريق عودتهم إلى المنزل فتدخلوا وانقذوا الفتاة وخطيبها بعد عراك .وأكثر من مداهمة منزلية من بلطجية باسم السلطات المصرية وينهبوا كل م يقع على أعينهم
وحادثة إعتداء الشباب المصريين لشباب سودانيين في نادي للمشاهدة وذلك في الأسبوع الماضي عقب مشاهدة مباراة “ريال مدريد وبايرن ميونيخ” وانهالو عليهم ضربا بالزجاج والمكسرات بشتى أنواعها واستخدام السلاح الأبيض(المطاوي)والحجار والحقوا الضرر بمجموعة من الشباب وتم اسعافهم
والمفوضية العائل الوحيد لهؤلاء الغلابة اللاجئين ولكنه تناساهم تماماً وترك أمرهم لصاحب الدار يفعل به م يشاء بعد أن قام المفوضية بإيقاف الراتب الشهري للاجئين والمعونات الاقتصادية الأخرى والرعاية الصحية والإجتماعية والحماية وتم دمجهم مع المجتمع المصري بعد أن كانوا في سكنات للمفوضية وهنا بدأت مرحلة المعاناة الحقيقية وقوانين العمل الذي يعتبر انتهاكا لحقوق الإنسان
وبحار من الاساءات والنعوت العنصرية اليومية من المواطن المصري ويسبقهم في ذلك مساعد وزير البيئة المصري عندما نعت الأفارقة عموما بأنهم*كلاب وعبيد* باللغة العربية في حالة غضب انتابته خلال مؤتمر دولي انعقد في نيروبي وليس جلّهم أو كلّهم منهم من يقول للمواطن السوداني ي زول ي شكبالا تشبيهاً للاعب شكبالا المصري ذات اللون الزنجي وي شبح*ظل * وي شوكولاته و….الخ. وهذه النعوت لا يسلم منها إخواننا ذوات البشرة السيادية في السودان الذين كنا نسمع منهم قبل هؤلاء!!
تلك النعوت العنصرية أسمّيها نُعوت لأن قائلُها يقصد بها ذلك وليس هروباً من حقيقة لون بشرة الإنسان السوداني ولكن متى أصبح لون بشرة الإنسان دونية وجريمة وهل يُخيّر الإنسان في إختيار لون بشرته ي ترى?!وإذا خُيّروا هل يختار الجميع اللون الأبيض الذي بات يرمز للسيادة?! وهل ي ترى اللون يُحدد الأصل العرقي?!
وهل أنت ناعت الآخرين ينطبق عليك عكس لونه?!
أم هذا العنجهية ناتج من العقلية العربية الذي نقده الجابري في ثلاثيته حيث التكوين والبنية والعقل السياسي وذلك بخلط الواقع العلمي بالدين وتقديس م ليس مقدساً وثقافة زمنها اعتمادي تحمل العديد من عوامل التخلف بداخلها وأن هذه العوامل لم تحسم على المستوى العشائري داخل بوتقتكم العرقية الذين لا شك بأصالتهم العرقية ولا شبهة في عروبيتهم “قاطني الجزيرة” ثقافة متشددة مركزياً على مستوى الزمان والمكان والثقافة العربية الإسلامية ظلت تجتر التشدد العرقي الكائن منذ الجاهلية واللغة العربية التي يفترض أنها أوسع القواسم المشتركة لغة لا تاريخية وليست محايدة بل تقف ليس ضد الأعاجم فحسب بل ضد العرب الذين ولدوا في كنف الثقافة العربية الإسلامية منذ عهد الخليل بن أحمد القرن الثاني الهجري كمعوق لتقدمهم بإنحيازها لأفق ونظرة وفلسفة الاعرابي صانع العالم ولا ننسى العهد الأموي حيث الموالي والعبيد ومصطلح واقوماه ويستغرب المصريين عندما يجدون سودانياً يتحدّث العربية بطلاقة ويسألونك سؤال ربما لا تتوقعه من أحد يوما وهو أنت مسلم?!رغم عن السؤال ليس به شئ وعادى جداً ولكن في مصر ليست عادية وإن دلّ يدلّ على أنّ المعاملة يتم بناءً على الدين والعرق
ولكن لا عليكم لأننا في بوتقة واحدة في رؤية غيرنا قاطني الجزيرة العربية.
وكل تلك المظالم في حق اللاجئين السودانيين في مصر أحمّل الذنب والمسؤولية للشعب المصري والمفوضية السامية لحقوق الإنسان وحكومة مصر والنظام السوداني ربما يقول أحدكم لماذا الشعب المصري? لأننا نعلم تماماً بأن الجريمة يرتكبٌها شخص أو جماعة ولكن يشجّعٌها الصامتون والمتفرّجٌون والشعب المصري هنا في موقف المٌتُفرّج والصامت لأنه عندما يعتدى الشباب المصريين على لاجئ بغضّ النظر جنسيته ولا أحد من المارةّ يتدخّل وينقذ ذلك المسكين لا شرطيُُّ ولا مواطن وعندما يلجأ الضحيّة إلى الشرطة ليفتح بلاغاً يضحكون عليه وينعتونه هم الآخرون بنعوت عنصرية وكلامُُ بذيئ و…….الخ لذلك السبب أحمّل الذنب للشعب قبل الكل وهنا المسؤول الأكبر هم المثقفين والتنظيمات السياسية المصرية لماذا كل هذا الصمت وأنتم تراقبون الجرائم في حق ضيوفكم اللاجئون?! لماذا صمتتم في مجزرة ميدان مصطفى محمود?!لماذا تصمون على النعوت العنصرية اليومية?! لماذا أنتم في موقف المتفرج على كل م يجري في حق اللاجئون?!
لماذا لا تُدينُون نظامكم الحاكم في صمته عن جرائم ضد الإنسانية في حق اللاجئين?!

ولكن السؤال الذى يطرح نفسه دائما هو لماذا تهضم حقوقنا دائما كشعب سودانى داخل الوطن وخارجه وفى ذات الوقت يُطلب منا الصمت وإحترام الهاضمين رغم أٌنفنا بالإضافة الى التؤاطُو المستمر فى دعم قضاياهم فى المسرح الإفريقي والدولى ,وفى هذا المنوال نجد موقفنا أكثر تصلباً وعدوانيةً لبنى جلدتنا من الأفارقة مع ان أمنا هى تلك الخالدة الكنداكة الحسناء ذات البشرة السمراء والدة السمراوات والبيض وغيره من الألوان الحواء الميتوكوندريا.

نداء إلى الإخوة السودانيون بالقاهرة توحّدوا باسم الوطن وطالبوا بحقوقكم واضغطوا على المفوضية بمنحها خيارين فقط لا ثالث
– خيار ترحيلكم إلى اي دولة أخرى به مفوضية حقوق الإنسان إلى حين توطينكم
-أو عزلكم عن المجتمع المصري كما السابق

نداء عاجل لتناول هذه القضية على المستوى العالمي
لإنقاذ اللاجئين السودانيين في مصر من العنف والظلم والعنصرية
إلى راديو دبنقا “صوت الشعب السوداني”
إلى قناة المقرن”طليعة الإعلام النزيه”
الي أصحاب الأقلام الحرة
إلى رواد السوشل ميديا
إلى النشطاء السياسيين تناولوها ليعلم العالم معاناة هؤلاء تحت مظلة المفوضية السامية لحقوق الإنسان وحكومة مصر والنظام السوداني
إلى الإخوة والأخوات السودانيين في المهجر عليكم بتنظيم وقفات احتجاجية أمام مكاتب مفوضيات دول تواجدكم لرفع الخناق عن إخوانكم في مصر
إلى المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية
إلى المفوضية السامية لحقوق اللاجئون العالمية عليكم بتسليط الضوء على مركز مصر على العلم المفوضية في دولة مصر نسيت دورها تماما
إلى منظمة العفو الدولية
إلى السيدة هيلي بيكر مسؤولة منظمة حقوق الإنسان العالمية
إلى الشعب السوداني عليك أن تقفوا لمناصرة أبنائكم في المهجر
إلى حكومة السودان رغم أن القاتل لم ينقذ يوما وهو شريك في الجريمة لعله يعطف على بني جلدته
إلى الشعب المصري
إلى حكومة جمهورية مصر العربية
عليكم بإنقاذ هؤلاء الهاربين من الجحيم السوداني من الظلم اليومي والمعاناة

حسين بشير هرون آدم
Hussin Bashir

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. والله ديل منهم مساكين مقرر بهم لمصلحة من يتاجرون بي قضاياهم ومنهم من اراد ان يجرم البلد ويتاجر بهؤلاء ..على اي حال كل من اراد ان يطلب حق اللجوء الحكومة غير مسئولة عنه …الرجاء حل قضاياهم بعيدا عن البلد