مقالات وآراء

ليستعد نظام البشير علي التدفئة بما أوقدها من نيران الطلاب

أحمد محمود كانم

* لم يندهش أحد لغباء حكومة المؤتمر الوطني إزاء موقفها العنصري تجاه مشكلة طلاب دارفور في جامعة بخت الرضا بالدويم ومحاولتها تكميم الأفواه عبر “الدبشك” ومنعهم من دخول عاصمتهم الخرطوم ، والحيلولة دون إيصال الأكل والشرب لهم بعد أن جادت نفوس عظماء قرية الشيخ الياقوت لهم بذلك ، إضافة إلي تنصلها عن إلتزامها بترحيلهم إلي دارفور بعد أن عجزت كعادتها عن إيجاد حلول ناجعة لمطالب الطلاب بأسلوب حضاري يضمن لهم كرامتهم ويكفهم شر التصعيد وفورة النفس .
* إن الوقائع الأخيرة التي لا تزال ترواح مكانها تكشف بوضوح عن مدي الانحطاط الأخلاقي الذي يلازم كل منتسبي مدرسة الإخوان المسلمين ، وهو ما يجعلهم يعمدون دوما علي تغطية النار ب(العويش) في كل القضايا .
* فعندما يستهدف مدير جامعة بخت الرضا البروفيسور جاد الله الحسن أبناء دارفور دون غيرهم إنما ينفذ بذلك أجندات وأحقاد إدارة كتيبته ” الجهادية ” أو ما يطلق عليها إسم -الأمن الشعبي- وهي وحدة جهادية سرية تنشط وسط كل مؤسسات الدولة تحت أسماء وهمية تمويها ، لتقوم بتنفيذ المخططات الإرهابية داخل البلاد بتصفية أبناء دارفور والنيل الازرق وجبال النوبة وبعض المتحررين من المغضوب عليهم من أبناء الوسط والأقاليم الأخري ، كما تعتبر جسرا للتواصل بين النظام الحاكم وكل الجماعات الإرهابية الإسلامية بالعالم لتجنيد وإيواء و تصدير أخطر العناصر من وإلي دول العالم ، و علي هواها تسير كل مجريات الأحداث الإجرامية بحق الشعب السوداني ودول الجوار ، ويعتبر جاد الله الحسن أحد أنشط عناصر تلك الوحدة الدموية التي تمثل الوجه الحقيقي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم .
* فقرار استقالة أكثر من 1200 من طلاب إقليم دارفور بجامعة بخت الرضا التي يفترض أن تكون رائدة الجامعات السودانية ، لم يصدر عن عواطف طائشة من شباب قصر ، أو بإيحاء من جهات سياسية معارضة كما ظل ينعق بذلك والي النيل الأبيض عبد الحميد كاشا ونظامه وبعض منسوبي الصحافة السودانية ممن تشابه عليهم البقر ، بل أرغم الطلاب إلي هذا الخيار إرغاما بعد أن تجرعوا مرارات الاستهدافات العنصرية المتكررة الممنهجة ، وسدت في وجوههم كل المنافذ ، ليتوصلوا مؤخراً إلي أن بقاءهم بهذه الغابة الإسمنتية التي تسمي -الجامعة- ستؤدي بهم لا محالة إلي بيوت الاشباح حيث التصفيات الجسدية والإحتقار والتعذيب كالسابقين من أبناء الإقليم ،
ﻷن ذات النظام هو من جعل من اقليمهم نارا تلظي .
فقط ﻷنهم من دارفور !!
* وعملية إعتقال طلاب جامعة بخت الرضا القابعين حالياً بسجون النظام لم تستند أساسا إلى أية أدلة تثبت تورط هولاء الطلاب في الجرائم المزعومة ، سيما وأن مقتل الشرطيين الذين لقيا مصرعهما قبل عدة أشهر بالجامعة -كما ذكر- لم يأت نتيجة عراك بين الشرطة والطلاب ، وإنما بطلق نارية طائشة ، -بحسب تصريحات إدارة الجامعة نفسها – وهي ما لم يمتلكها سوي قوات الشرطة المقتحمة للحرم الجامعي وبعض عناصر الكتائب الإرهابية من طلاب المؤتمر الوطني بالجامعة ، وذاك موضوع آخر .
* تناست حكومة البشير أن كل نيران البلاد الملتهبه ما هي إلا وليدة حلول غبية انتهجتها منذ قدومها المشؤوم ،
ولست بحاجة إلي أن أعيدك -أخي القارئ – إلي تصريحات البشير العنهجية التي أوردت السودان المهالك وجعلت منه مجرم حرب هارب .
فهل تعتقد حكومة البشير أن تلك المراوغات الساذجة ستفطس مطالب طلاب دارفور ؟
أم أن دفعهم إلي خيار الذهاب إلي دارفور سوف ينهي أزمتهم وينساها إنسان الإقليم ؟
إذاً فليستعد نظام البشير لتحمل نتيجة خبيث فعاله والتدفئة بما أوقدها من نيران ، بعد أن سعي جاهداً لصنع أعدائه بكامل إرادته وأرسلهم إلي المجهول .

 

مقالات ذات صلة