مقالات وآراء

لماذا يحاول المستعربين أن يجعلوا السودان دولة عربية

نعم نطرح هذه الاسئلة وغيرها حرصا على وحدة الوطن وخوفنا من استمرار داء العنصرية التي سوف يجعل السودان في خبر كان لماذا استمر السودانيين المستعربين منذ اواسط القرن الماضي في العمل الدؤوب لجعل السودان دولة عربية ؟ ما عيب الافريقية وهم في الاصل ابناء افارقة ؟؟ وما يحزنني كثير وقد يشاطرني فيه الكثيرون هو الوقت الذي اهدره هولاء المرضى بالعروبية في العمل على خلق هوية اخرى بديلة للهوية الافريقية الاصيلة والوقت الذي كان يمكن صرفه في بناء الدولة التي احتوتهم وجعلتهم مواطنين فيها ولكنهم صرفوا كل علمهم وجهدهم لوهم يعيش في دواخلهم اسمه الانتماء إلى العروبة وما عيب ان يظل لإنسان بأصله الافريقي وهو يعلم أن دمه الذي يجري في عروقه دم اجداده الافارقة ويعلم أن الأرض لتي يقف عليها هي ارض افريقية والعالم يعرفه جغرافيا بموطنه افريقية حتى العرب الجزائرين والمغاربة يعتزون بافرقيتهم إلا قليلا منهم لماذا هذا المرض البغيض يستشري ويدار على مستوى دولة ؟
ماذا سيستفيد السودانيون إذا اصبح السودان دولة عربية ؟؟؟ وهل قدم العرب للسودان غير اللغة العربية ؟ ولا تضف عليها الاسلام لأن الاسلام في السودان فيه قول اخر . علمنا من بعض القراءات ان ما جرى ويجري في السودان سببه النخب التي تعاقبوا في حكم السودان وعلى خلفية طلبهم انضمام في جامعة الدول العربية ضمن الدول العربية لقد انكر العرب عروبة السودان وهم محقين في ذلك، ثم وافقوا بشروط تعجيزية واهمها أن تتم عمليات لجعل السودان دولة عربية في ان يقوم هولاء الحكام السودانيون بتعريب السودان غصب عنه ولقد جرى ما جرى والكل يعلم ذلك فان اصبحت السودان بؤرة العنصرية بين اهله .
فهل كان السودان محتاج ليكون دولة عربية ولماذا ؟؟ والسودان كان اغني من كل تلك الدول وقتها وبدون تفاصيل نعتقد ان مجموعة الدول العربية وعلى رأسهم مصر لقد فلحت في اشغال السودانيين بنفسهم في نزاعات وحروب أهلية ضراع حول الهوية التي لم يوجد لها ارضية اخصب من السودان وحتى الآن لم يفق السودانيون من وهمة العروبية المضمحلة والتخلص من المقلب العربي .
المعضلة الحقيقية لعدم استقرار السودان منذ استقلاله هي ادارة الدولة للعنصرية بواسطة المتعلمين من ابناء الشمال المستعربين الذين ظلوا يتعاقبوا على حكم السودان منذ ذلك الوقت إلى اليوم لدرجة قتل الانسان اخيه الانسان لأنه سمع من رأس نظامه لغة النصرية الموجهة ضد ذلك انسان الذي يشكل له في فهمه الدونية وعدم القبول به ، ولمصلحة من جعل هولاء العنصريون بالعنصرية يفصل جنوب الوطن ويدمر بقية السودان ؟؟؟ لماذا زرعوا هولاء العنصريون الكراهية بين الافارقة والعرب ؟ كان يمكن ان يتعايش الناس في محبة ووئام إذا ما ساد العدل وصفت النفوس وتساوى الناس في كافة شئون حياتهم فأن التمسك بالاصالة السودانية الافريقة هي ضمان لجذب احترام الاخرين لكم كمواطنين سودانيين أما الهرولة وراء السراب العروبي هو تشويه لهوية المستعربين ‘ذ أنهم لم يصبحوا عرباً مهما فعلوا وكما هو تشويه للقيم الانسانية والخلقية إذا علمنا أن العرب انفسهم لا يؤمنون بعربتهم بالمجمل وعلى سبيل المثال يوجد في مصر عدد كبير منهم لا يوؤمنون بالعروبة ويقولن نحن ليسوا عرب نهايك عن الاقباط والنوبيين في جنوب مصر فان تمسك المستعربين السودانيين بالنهج العنصري يجلب لهم الذل والهوان فان القاسم المشترك بين الافارقة والمستعربين هو الأصالة المرتبطة بالوطنية التي يجب ان يتمسكوا بها لأنها ستكون مثرية للتماسك الوجداني والتنوع الثقافي وتعضد التقلاح المجتمعي وتصنع بنية شعبية صحية معافى من امراض التعالي والعنصرية وهذا عماد القوة والعزة .
فأن المتواليات من نظريات الاقصاء التي تنفذ عبر انظمة الدولة لهي عملية إجرامية بمعنى الكلمة يحق للسودانيين إذا شا الله ان تصبح السودان دولة مواطنة ان يحاسبوا كل أولئك الذين تسببوا في انتاج العنصرية كمفهوم وطني لتغذية به عقول الناس المستفيدن منه وتسببوا في تعطيل قيام الدولة السودانية لأكتر من نصف قرن وان يوضع بعد ذلك صراحة مصفوفة من القوانين التي تحد من تفاعل هذا الفعل الضار ويوقع العقوبة على اي شخص يمارس او يتعالى على الاخرين بسبب عرقه اوجنسه او لونه وثقافته يوضع ذلك قبل كل القانونين فإذا كنا نتحدث عن العدالة الاجتماعية فأن العدالة الاجتماعية يجب ان تبدأ من القاعدة في تماسكها ورفضها للمارسات السالبة ثم القاعدة هي التي تفرض نفسها بارداته على القمة الالتزام بما يتوافق عليه القاعدة ويتاتى ذلك عن طريق موجبات التعامل بين الناس في التنادي فيما بينهم بافضل اسمائهم وتناسي الاحقاد والغبن ولتكن هذه مرآءة شفافة يستطع المجتمع ان يرى فيها نفسه لأنها تصبح ثقافة سائدة لا يمكن لمن في القمة تجاوزها حتى لو تعمد تخطيها بسن قوانين خاصة بها مثل ما يحدث من نظام المؤتمر الوطني .
ومحاربة العنصرية في السودان محتاجة شجاعة اجتماعية في التربية من البيت الاسرة مثال تعليم ابنائها بان إبن عمك كوكو من جبال النوبة وابن حاج ابكر من دارفور وابن يونس من النيل الازرق وابن عمك محمد الجعلي وعمك حمد الشايقي كلهم سودانيون أخوان ثم ياتي دور المؤسسات التعليمية في تعميق الوطنية تتحدث عن الحقوق المواطن ووجباته .
محمود جودات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock