منوعات

“كاشا” فيلم سوداني يحصد جائزتين في مهرجان البندقية السينمائي الدولي

فينيسيا: صوت الهامش

فيلم “كاشا” للمخرج السوداني هشام حجوج كوكا، يسترعي الأنظار في ورشة “فاينال كات” في دورة مهرجان البندقية السينمائي لهذا العام، حاصدًا جائزتين.

وحصل “كاشا” على جائزة أفضل فيلم لمرحلة ما بعد الإنتاج؛ حسبما ذكر موقع (فارايتي) … ويصوّر الفيلم قصة حب استثنائية في زمن الحرب الأهلية السودانية، ويتتبع -على مدى 24 ساعة حاسمة هي زمن الرواية- “عدنان”، المعارض المسلح المُحّب للكلاشنكوف ولحبيبته “لينا” التي عانت معه طويلا، و”عبسي” المتهرب من العودة لوحدته بالجيش … وتقع أحداث الرواية في منطقة تسيطر عليها المعارضة المسلحة
وفي حديث خاص لـ (صوت الهامش) ، أكد كوكا أن “كاشا” هو فيلم عن المعاناة، عن المقاومة، عن استمرارية الحياة تحت الحرب”؛ مضيفا أن “حصول الفيلم على جائزة من أقدم مهرجان سينمائي في العالم وهو فيلم خارج من الهامش وكل ممثليه من سكان الهامش السوداني المبدعين ذوي البشرة السوداء الجميلة – هو أمر مهم”.

يذكر أن الـ “كاشا” هي العملية التي يطارد فيها الجيش أي عسكري مجند لم يعد إلى وحدته بعد انقضاء أجازته؛ وهي لحظة مكثفة مليئة بالاضطراب والرعب – العالم الخارجي للثورة قد دخل عالما فيه الأشياء “عادية” وأكثر بساطة.

ملخص الفيلم:

“عدنان” هو أحد أبطال الحرب الثوريين، حبه للكلاشنكوف وللقتال لا يعادله إلا مشاعره تجاه “لينا” حبيبته التي عانت معه طويلا. عندما تأخر عدنان عن العودة لوحدته العسكرية من أجازته، أصدر القائد تعليمات بعمل “كاشا”التي تعني مطاردة الجنود المتغيبين والقبض عليهم. عدنان المشتت الفكر بسبب “لينا” يتفاجأ بالأمر ويجري هربا، ويلحق به “عبسي” وهو مُحبّ وليس مقاتلا يهرب أيضا من الـ “كاشا”. ومعًا، يبتكر الصديقان غير المتشابهين خططًا لإعادة “عدنان” إلى سلاحه و حبيبته “لينا” في غفلة من الجنود المطاردين لهما. وعبر سلسلة ساخرة من الأحداث يستغرق زمنها 24 ساعة، نستكشف حياة وأيديولوجية في مناطق تسيطر عليها المعارضة في السودان.

بيان المخرج:

“كاشا” هي قصة حب عالمية استثنائية وساخرة في زمن حرب – لكن تلك الحرب في السودان وهي تحدث الآن. ويشهد السودان نزاعا منذ 5 سنوات إبان انفصال الجنوب. طيلة هذه الفترة سادت حالةٌ شبه دائمة من الاقتتال وتشريد الناس.

في منطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق بالسودان، تشبعت حياتنا بحديث وأيديولوجية الحرب والثورة. لكن الناس هنا أيضا يحاولون أن يعيشوا حياتهم العادية – ثمة موسيقى وتجمعات وقصص حب وثمة ضحك.

أجد تعايشا بين الأفكار الفلسفية الكبرى حول الثورة وبساطة حياة الناس جنبا إلى جنب- أجد ذلك مثيرا للاهتمام؛ إنه هذا التناقض الذي أراه يوميا. أريد أن أقدم فيلما يجعل المشاهد يشعر بأنه مشارك في أحداثه إلى جانب متعته في المشاهدة مع استمرار إثارة أسئلة حول الحال التي نعيشها. أريد أن أستكشف العالم الذي نعيشه عبر قصة أكثر بساطة – مستخدما الخيال للاقتراب أكثر من قراراتنا وتطلعاتنا.

إن الأسئلة التي يطرحها الفيلم هي أسئلة كبرى وأفكار عالمية يمكن أن تجتاح أي مجتمع يشهد تغييرا واضطرابا: علامَ نقتتل؟ أي نوع من المجتمعات نحاول بناءه؟ كيف تبدو الحرية؟ هل ستتحسن حياتي لأني أقاتل؟ في جبال النوبة، هذه الأمور تتخذ معنى حقيقيا جدًا: الناس ينضمون إلى المعارضة المسلحة وينطلقون في القتال، إنهم يتدربون لكي يصبحوا جنودا والعديد منهم لا يعود أبدا إلى بيته.

حجوج كوكا:

حجوج كوكا

هو صانع أفلام سوداني، يتردد حاليا بين نيروبي في كينيا وجبال النوبة في السودان. فيلم حجوج الوثائقي الأول عام 2014 “على إيقاع الأنتونوف” تم عرضه لأول مرة في مهرجان تورونتو الدولي وفاز بجائزة جمهور الأفلام الوثائقية.

حظي الفيلم بالعرض على “PBS” و”POV” وشوهد في أكثر من 60 مهرجان وحصد 7 جوائز دولية، بينها جائزة أفضل فيلم وثائقي طويل في مهرجان قرطبة للسينما الأفريقية، وجائزة لجنة التحكيم الرئيسية للفيلم الوثائقي بـمهرجان أنجرز للسينما الأفريقية، وجائزة أفضل فيلم وثائقي بمهرجان ديربان السينمائي الدولي، وجائزة النيل الكبرى لأحسن فيلم وثائقي بمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية.

أما أعمال حجوج كوكا السابقة، فتضم الفيلم الوثائقي “الهيكل العظمي في دارفور” عام 2009، والذي يستكشف الصراع في منطقة السودان المضطربة منذ عام 2003.
ويقوم حجوج بتدريب شباب السينمائيين في السودان ويعمل معهم؛ كما عمل كوكا أيضا كمخرج ومحرر لدى محطة تلفزيون “الحرة” في واشنطن العاصمة ولدى إحدى شركات الإنتاج في نيويورك.

مقالات ذات صلة