حوارات خاصة

(قوى تحرير السودان): التجمّع فاجأ نظام الخرطوم وحلفاءه ممن ظنوا أن الثورة في دارفور إنتهت

نائب أمين إعلام تجمع قوى تحرير السودان إسماعيل ابوه لـ (صوت الهامش):

[quote]قواتنا تقاتل الإرهاب في ليبيا والنظام متورط في مدّ الإرهابيين بالسلاح[/quote] [quote] نهدف إلى تحرير العقول من المفاهيم الخاطئة المتراكمة [/quote] [quote] تأسيس التجمّع استغرق وقتا شأن أية عملية كبرى ومعقدة[/quote] [quote]نمتلك آليات كافية بكل أنواعها ولدينا القوى البشرية كمًا ونوعًا[/quote] [quote]معسكراتنا داخل دارفور ويوميا تستقبل مقاتلين جُدُدا[/quote] [quote] النظام متورط في تجارة الرّق ونمتلك تسجيلات لضحايا هذه التجارة[/quote]

فاجأت ثلاث قوى مسلحة بدارفور الجميع عندما أعلنت عن توحدّها في كيان واحد أطلقت عليه “تجمّع قوى تحرير السودان” .. الكيان الجديد اكتنفتْ عملية تكوينه سريةٌ تامة إلى أن تم الإعلان عنه في حدث مثّل مفاجأة كبرى، خاصة للذين كانوا يعتقدون بأن العمل المسلح بدارفور إنتهي كما يزعم النظام وحلفاؤه … ولكن في المقابل، هنالك مأخذ على قوى التجمع وهي أنها تستبعد أي اتفاق مع الحكومة السودانية، هذا إلى جانب الفوارق الفكرية الكبرى وغيرها…

(صوت الهامش) أجرت حوارًا شاملا مع نائب أمين الاعلام، إسماعيل ابوه، وطرحت عليه العديد من التساؤلات على النحو التالي:

حوار:صوت الهامش

-إعلان تجمع قوى تحرير السودان مثّل مفاجأة بالنسبة لكثيرين… متي بدأ التفكير في إنشائه؟

أولا أوجه خالص الشكر والتقدير لصحيفة “صوت الهامش” و كل الفريق العامل ودمتم منارة للعمل الإعلامي .. نعم الإعلان عن تجمع قوى تحرير السودان كان بمثابة مفاجأة للكثيرين الذين يعتقدون ان الثورة إنتهت كما تزعم الحكومة أو نظام الإنقاذ و حلفاؤه و يروجون دائما بأنهم هزموا الثورة والثوار ولا يوجد معارضة مسلحة على الأرض و خاصة في دارفور؛ هذا ما هو إلا دعاية من دعايات النظام الكاذب وعبره استطاع ان يقنع البسطاء وأنصاره فرحون بذلك، ولكن كل الذين يسعون إلى تغيير النظام يعلمون ويعرفون جيدًا أن الثورة باقية والثوار موجودون علي الأرض يصولون و يجولون فيافي دارفور وغاباتها، نعم أحيانا نُهزم ومرات كثيرة نهزِم النظام ومليشياته وهذه هي طبيعة الحروب نخسر ويخسرون هم أيضا، وفكرة التجمع فكرة قديمة متجددة لجمع شتات الثورة و تجميع مجهودات كل القوى المسلحة في كل الجبهات لمواجهة العدو الواحد طالما ان القضية واحدة؛ وقبلها عدة تحالفات لم تصمد كثيرا نسبة لوجود خلل في بنيتها التكوينية كالجبهة الثورية وتحالف قوى تحرير السودان الذي أعلناه في عام 2014 م.
بدأ العمل جديا والمشاورات المكثفة لتأسيس التجمع قبل أربعة شهور واستمر حتى إعلان التجمع رسميا بعد عقد المؤتمر في الشهر الماضي 4 يوليو 2017.

-لكل قوي آليات لتحقيق الأهداف .. ماهي آلياتكم أنتم في تجمع قوي تحرير السودان؟

هناك آليات كثيرة ولكن أغلبها لا تجدي نفعا في وضعنا الحالي أو وضع الثورة عموما مع التغيرات الحاصلة في السياسة الدولية والإقليمية تجاه قضايا السودان، فمثلا التعويل على المجتمع الدولي وعلي الآخرين لأن لا أحد يمكنه مساعدتنا في ظل وضعنا الحالي وأن هنالك مجموعات متناثرة وكلٌ في اتجاهه، بل أصبحنا نحن العائق الحقيقي لعملية التغيير فالمخرج الوحيد الذي يعتبر من أقوى الآليات في المرحلة الحالية والقادمة هو وحدة الصف قبل كل شيء؛ متمثلة في وحدة القوى السياسية المسلحة في قيادة واحدة ثم التنسيق مع القوى السياسية المدنية وطرح رؤية واضحة ومشروع متكامل ليتوحد خلفة جموع وجماهير الشعب السوداني الساعية للتغيير، الآن الشعب السوداني عرف تماما أين العدو وسيخرج وحده ولا يحتاج دعوة للخروج بسبب سياسات النظام من تجويع وقتل وانتهاك كرامة الإنسان السوداني، فقط يحتاجون المساندة والمساعدة في بعض الجوانب الفنية وهي مسئولية المعارضة بكل عناصر، فنحن نعتمد كليا على جماهير الشعب السوداني وآلياتنا العسكرية وبعض ارتباطاتنا.

-ما الهدف الذي من شأنه أنشئ هذا التجمع؟

الهدف الذي من شأنه تم تأسيس التجمع هي ذات الأهداف التي من أجلها انطلقت الثورة: ابتداءً بتحرير العقول من المفاهيم الخاطئة المتراكمة التي أدت إلى تفكيك النسيج الاجتماعي وتقسيم الناس إلي طبقات والتمييز العنصري على أساس اللون والعرق والجغرافيا الذي كرست له كل النخب السياسية السودانية (الغائبين والحاضرين منهم)، والذي بسببه (التمييز العنصري) تم تأجيج الحروب في أنحاء السودان وكان حصاده من فصل الجنوب وقتل ونزوح ولجوء الملايين من أبناء الشعب السوداني، فقط من أجل تكريس وتوريث السلطة لهم وأحفادهم أو مجموعاتهم الإثنية وأيضا تحرير الناس من المفاهيم المترسخة في عقول بعض أبناء الشريط النيلي مفهوم (السيد والعبد) كما ظهر جليا علي السطح الآن وقضية طلاب دارفور في جامعة بخت الرضا، وثم تحرير السودان من العصابة الحاكمة، والتأسيس لعقد اجتماعي جديد يحترم فيه كل السودانيين بعضهم بعضا وبناء دولة المواطنة المتساوية.

-كم المدة التي استغرقها تكوين هذا التجمع؟

تأسيس التجمع استغرق وقتا كما تستغرق كل عملية كبرى ومعقدة كدمج قوات تحت قيادة واحدة وإعادة توزيعها الي وحدات، ولكن لم يأخذ وقتا طويلا نسبة لقناعة كل مكونات التجمع بالوحدة وأهميتها لمواجهة العدو والدفاع عن مكتسبات الشعب وإعادة مجد السودان؛ إستغرق تكوين التجمع أربعة أشهر علي الأقل ونجاح التجمع مرتبط بعزيمتنا التي قادتنا الي الوحدة الاندماجية تاركين وراءنا كل انتماءاتنا السابقة وقبولنا للآخر الذي هو أساس تجمعنا وسنقوى ونتقدم وننجز المهام بصورة أفضل عندما يلتحق بقية الرفاق في الحركات الأخرى الي سفينة التجمع.

-القوة البشرية عامل أساسي في نجاح أية قوة ثورية .. هل لديكم رصيدا كافيا من القوى البشرية لمنازلة ومقارعة النظام؟

نعم القوة البشرية و السلاح عاملان أساسيان ومهمان في العمل المسلح بل هما روح العمل المسلح وأنا لا أريد أن أقول كما يقال نحن الأكبر والأقوى على الأرض ونمتلك و و و …..إلخ.
الآن نمتلك آليات كافية وبكل أنواعها وأيضا لدينا القوى البشرية كمًا ونوعًا ومعسكراتنا تستقبل يوميا شبابا ولكن للأسف الشديد هناك أطفال في وسط هؤلاء الشباب و رفضنا إلتحاقهم بالثورة المسلحة وأعدنا البعض منهم الي مدنهم والبعض الاخر أيضا سيتم إعادتهم الي أهلهم في أقرب وقت، وأعتقد بأن الثورة الآن في مسارها الصحيح وأكثر تماسكا وإقبالا من ناحية الشباب ونتمنى أن يستمر هذا النهج.

-لكن البعض يقول بأنكم ليس لديكم وجودا عسكريا بدارفور … وهل هذه من سلبيات التجمع؟

قصة عدم وجودنا في أرض المعارك أو في دارفور هذا حديث استهلاكي دعائي لتضييع الوقت من قبل النظام وأنصاره لكي يطمئن قواته بغرض بثّ روح الثبات فيها لأنها مرعوبة، ولا أساس لتلك الادعاءات من الصحة؛ معسكراتنا موجودة في دارفور والحكومة هي أول العارفين بذلك؛ وكما تتابعون تصريحات النظام الدعائية يوما تلو الأخر يعلن فيه انتهاء التمرد وبعد ذلك بأيام يعلن إنه كبدّ المتمردين خسائر .. هذا هو التناقض الصريح وصاحب العقل يمييز … إذ كيف يمكن تكبيد خسائر لشخص غير موجود؟!

-لماذا تتواجد قواتكم في ليبيا طالما أن قضيتكم هي في دارفور ؟

بالنسبة لموضوع وجود قوات لنا في ليبيا؟ نعم لدينا قوات في ليبيا والثوار الليبيون الأحرار الذين يقاتلون الإرهابيين ويكافحون الإرهاب هم رفاقنا وحلفاؤنا والشعب الليبي شعب شقيق ويجب مساندته في محنته المتمثلة في الإرهاب الذي تدعمه الحكومة السودانية بالمال والسلاح والتدريب، فنحن جيران وعلينا واجبات تجاه بعضنا البعض، فلا تنسوا أننا نقاتل نظام إرهابي أفسد السودان وماضٍ في إفساد دول الجوار فالأمر يتطلب تضافر جهود كل القوى المؤمنة بأن الإرهاب هو العدو الأول ويجب محاربته و محاربة كل مَن يدعمه؛ قواتنا تقاتل الإرهاب والإرهابيين أينما وُجدوا وهناك حقائق كثيرة غائبة عن الكثيرين: استخدام الحكومة للشريط الصحراوي الرابط بين ليبيا والسودان -الذي يبلغ طوله آلاف الاميال- في تهريب السلاح والعتاد لدعم الإرهابيين في ليبيا، كما يقوم أشخاص نافذون في الحكومة باستخدام هذا الشريط الحدودي في تجارة البشر .. وهناك أسواق للرق حاليا ربما الكثيرون لا يصدقون هذا يباع الناس فيها ويتم شراؤهم كالاغنام ومعظمهم سودانيون من كل أنحاء السودان .. حررنا الكثيرين منهم، فيهم من رجع إلى أهله ومنهم من انضم للثورة وسنمدكم لاحقا بأشرطة مسجلة؛ هل يجب أن نسكت على كل هذه الممارسات التي تمارس ضد أبناء شعبنا؟! طبعا لا؛ عليهم أن يعرفوا الغرض قبل الغوص في أمور لا علم لهم بها.

-هل تراهنون علي البندقية لتحقيق أهدافكم ومن بينها إسقاط النظام؟

العمل المسلح وسيلة وليس غاية .. لم نحمل السلاح إلا عندما فُرض علينا أن نحمله للدفاع عن الثورة ومكتسباتها .. والسلاح من أقوي الوسائل لمواجهة نظام دكتاتوري فاسد قاتل للأطفال مغتصب للنساء وحارق لقرى المدنيين الأبرياء العزل .. فلذلك بالتأكيد لدينا عدة وسائل لتحقيق اهداف الثورة؛ سياسية وعسكرية وأخرى أيضا؛ فالغاية تبرر الوسيلة طالما كان المقصدُ نبيلا.

-لكن البعض يقول بأنكم في طريقكم للتفاوض مع النظام؟

وحتي نحن في التجمع مثلكم نسمع بهذه الشائعات والدعايات التي تطلق من حين لآخر بأنهم سيذهبون للتفاوض مع النظام أو المعروف بين الثوار (ماشين خرطوم) هذه دعاية صاحبت مسيرة الثورة تطلقها أجهزة الأمن لزعزعة الثقة بين الثوار ويروّج لها أنصارها و للأسف الشديد أيضا يأتي الترويج من أناس يدّعون أنهم مناضلون، فهم يخدمون النظام دون مقابل ويحطمون بنيانهم بأيديهم نسبة لجهلهم؛ رسالتي للذين يروّجون لمثل هذه الشائعات أن يكفوا عن ذلك إذا كانوا يعلمون ما يروجون له وإن كانوا يعرفون ما يقومون به وهم على قصد فيجب أن يحذروا (و بعدين عشان نبقى واضحين الزول الماشي الخرطوم دا ما محتاج يوصفوا ليهو الدرب؛ و الزول الماشي يوقع اتفاقية مع النظام آكيد ماشي لمحاصصات أو داير كيكة زي ما بقولو الناس فيبقى ما محتاج يتلم مع الناس عشان يشاركوه الكيكة) هذا حديث غبي والأغبى هو الذي يروّج له .. نحن موجودون وثابتون ثبات الجبال ما بتهزنا ريح، قاتلنا زمنا طويلا فقدنا أعز رفاقنا ومررنا بأوقات صعبة وعصيبة لم نوقع اتفاقية مع النظام لذلك على الثوار أن يطمئنوا.

-من المآخذ على التجمّع أنه نصّب الطاهر حجر، العائد من حواره مع النظام، رئيسًا في خطوة ربما تربك التجمع مستقبلا؟

أود ان اقول شيئا : الطاهر حجر شارك في الحوار و لكنه لم يشارك كالطاهر ولم يشارك وهو من داخل الخرطوم .. حجر ذهب إلى الخرطوم مشاركا في الحوار بتفويض من الحركة بعد نقاش طويل ومشاورات مطوّلة داخل الحركة؛ وبدعوة وضمانات من الاتحاد الإفريقي ورئيس دولة تشاد إدريس دبي وبتوصيات من حركة تحرير السودان للعدالة وقتها متعلقة بملف النازحين واللاجئين وقلنا لهم بالحرف الواحد إذا أنزلت توصياتنا على الأرض وظهرت نتائجها في الواقع، حينها يمكننا أن نجلس للتفاوض للنظر في بقية المواضيع العالقة؛ ولكن للأسف الشديد ازداد الأمر سوءا و تعقيدا وحدث مزيد من النزوح والتهجير والقتل والاغتصاب فلذلك لا عهد بيننا.
أما مسألة إلجلوس مع النظام، فهذا شيء طبيعي جدا (وحيجلس مع منو ما نحن اثنين طرفي الأزمة، وكل القوى المسلحة ولا المدنية أيضا بتجلس مع النظام إذا كان داخل السودان أو خارجه؛ سرية ولا علنية ونحن نعرف ذلك أن لم يعرفها الناس) فلابد أن نجلس ونناقش جذور الأزمة ثم البتّ في حلّها ويجب على الناس التفريق بين الجلوس على طاولة الحوار والمفاوضات والتوقيع لاتفاقية سلام حجر تمّ تكليفه برئاسة التجمع باختيار من الأطراف المكونة للتجمع وهو شخصيا مستعد للتنازل عن رئاسة التجمع والإعلان عن مؤتمر إذا لحقت بقية القوى المسلحة بسفينة التجمع ويختار فيها المؤتمرون من يريدونه.

-الخوف عليكم من الشتات بسبب التباعد الفكري بين المكونين للتجمع؟

أود ان أؤكد بأن تجمّع قوى تحرير السودان ليس كبقية التحالفات؛ فهو يختلف عنها كثيرًا، وهي وحدة اندماجية كاملة لكل المكونات الثلاثة، وهي دمج كل القوى تحت قيادة واحدة وتوزيعها على وحدات عسكرية، هذا على الصعيد العسكري.. و قيادة أخرى سياسية؛ وهذا لم يحدث في كل التحالفات السابقة في تاريخ الثورة السودانية؛ لذلك سيستمر التجمّع.
أما مسألة الفوارق الفكرية، فهذا حديث فضفاض ودائما يستخدمه أنصاف المثقفين لتمرير ما يدور في مخيلاتهم وهم الذين عطلوا سير قطار الثورة وأخروا وصوله إلى المحطة الأخيرة .. التجمع له نظام أساسي ودستور وفيه كل التشريعات والنظم ونظام الحكم والدولة والجميع يحترم ذلك، لذا لم يكن هناك أي تخوّف.

-هل فكرتم مليّا في جمع شتات كل الحركات المسلحة أسوة بما حققتموه أنتم؟

نعم، وعلى هذا الأساس جاءت فكرة التجمع .. وفكرتنا هي كالتالي: توحيد القوى المسلحة المنطلقة من دارفور مع الحركة الشعبية لتحرير السودان وتكوين جبهة قتالية واحدة بقيادة واحدة حكيمة رشيدة وبعدها جبهة سياسية لتحقيق آمال وتطلعات الشعب السوداني .. ولدينا إتصالات مع كل القوى المسلحة ووصلنا إلى مراحل متقدمة جدا مع بعض من تلك القوى، وستسمعون مزيدا من الأخبار المفرحة عما قريب والنصر قادم عن قريب إن شاء الله.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock