مقالات وآراء

قل أنا متمرد في وجه الطغاة إذا توفرت فيك هذا الوصف

ابراهيم موسى شمو

إن لم يكن هنالك شيء يستدعي التمرد لما وجد التمرد اساسا، والذي يخلق دوافع التمرد هو الظلم والاستبداد في الوطن ، والذي يصف المطالبين بالحقوق، انهم مخربين، ذلك الوصف المحموم ناتج من الطغاة المارقين عن مسار الانسانية.
وكي يكونوا المتمردين على مستوى مطلبهم، احتحاجهم على الواقع المأزوم، والتمرد لا يطلب الحياة، بل يطلب أسباب الحياة التي تضمن الكرامة والعدل والمساواة والأمن والاستقرار شكلاً وتطبيقاً يستبعد صور التهميش في وطن متعدد.
وان حقيقة التمرد يرفض نتائج الموت لأنه قائم على أسباب الحياة، رغم أن الذين على متن التمرد حياتهم مهددة بالموت، لأنهم مناضلين بأرواحهم واجسدهم من أجل حياة كريمة للاخرين، هذا ما يبرر تمردهم ، الصراع ضد قتل يعني المطالبة بمعنى الحياة يتسوي فيها أعضاء المجتمع، والنضال من أجل القاعدة التي تأسس للحقوق والعدالة.
غبشة الوضع المميت بصورها العامة في الوطن، تتجسد في شكل من أشكال الانهيار والانزلاق الأخلاقي والفساد المؤسسي، مما جعل فوضى في سلامة الحياة ، فالتمرد يستخدم العقل الرشيد الذي يوزي مستقبل الحكم الرشيد وهذا ما يطلبه مستقبل السودان.
ومن زاوية النظرة إلى الحركة السياسية المتكدسة، مسالتها مسألة خائبة لآلية ديناميكية يخلق الوعي المدني داخل أروقة المدن كي تتركم الوعي في أغلبية الشعب لخلق ثورة، وهنا احيانا يظهر أزمة بعض المتمدين بافتراضهم المغلوط في وطنية الحركات الثورية، إن النظرة إلى التمرد بأنه ليس حركة نبيل هو افترض يعد صورة غبشة الوضع المتردي إلى المربع الأول ، ولكن إذا ما نظرنا إلى أسباب الحياة، نجد نبل التمرد فيما يتطلبه من قيم إنسانية التي تدعم بناء دولة المواطنة.

مازال الواقع يلتصق بجذور أزمته التاريخية التي أوجدت الدولة بهذه الصورة المشوهة، تغيب فيها معنى الحياة الكريمة، لذا خرجت حركة التمرد رفضاً رفض تام لما يحدث في الواقع بصور يكرر الجرائم ضد المنّسيين في التاريخ الوطن السودان.
يقول سانفور : أخلاقي التمرد، بالمبدا على المرء أن يكون عادلاً قبل أن يكون كريماً، ونحن عكس ذلك .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock