مقالات وآراء

في مسألة البارون – و اللعب على فوبيا الثقافة السودانيّة.

لَعِبَت الحكومة السودانيّة وجهاز أمنها على مسألة البارون بذكاء ماكر وخبث لم ينتبه إليه أحد و كذلك لم يمر بخيال ولا عقل احد من الناشطين أو الذين تضامنوا و لا حتى محاميه .
أولاً : عزف جهاز الأمن ومارس ضغوط أسرية معطوفة بكبار الشخصيات من أقاربه وأهله – هذا في إعتقادي، ولكنها لم تنجح البتة نسبة لإصرار البارون وشغفه بالوصول لنهايات قضيته منطقياً وقانونياً .
ثانيا: مارس جهاز الأمن كافة حيله فلم ينجح، لذلك لجأ إلى فوبيا ثقافتنا السودانيّة المتشبعة بالتخوين و التخويف و الإلقاء و العنصرية و الطّبقية و الذكورية و الشك في أصول أي منا وعادي بأن توصم بالعبد أو السيد و كذلك ( دا ود خادم ساي – دا أبو عب ساي ) أو ( دا ود شرموطة – وَد فدادية ) و يفوت عليك إذ كنت من إحدي القبائل الحدودية مثلاً : ( دا تشادي – دا إريتري ) و ايضاً ( دا بقاية أتراك – أنجليز ) .
ثالثاً: والأخطر في كل ما سبق إذ كنت مغايراً ومميزاً بأفكارك الذي تبثها لأجل التغيير إجتماعياً وثقافياً ودينياً – و هنا بسرعة شديدة يتم وصمك بالجنون ( مشوطن ) وهذا الوصم يبتدئ من أسرتك ( دمك ولحمك ) و الحلة / الحي / المدرسة الجامعة وشلة الأصدقاء وهكذا و هناك أمثال كثيرة ك/ حالة معاوية محمد نور / والشاعر إدريس جماع و الشاعر التجاني يوسف بشير و ألخ .
رابعاً: أنتبهت الحكومة وجهاز أمنها إلى هذه الفوبيا المترسخة بالثقافة السودانيّة فما كان عليها إلا ووصم البارون بالجنون ( مشوطن بالمخيال الثقافي السوداني )، فجاؤوا بالطبيب النفسي لإعداد تقرير بأنه مريضاً نفسياً وهكذا تم إنهاء مسألة البارون .
و لكن إذ أنتبه الناشطين و المتضامنين إلى فوبيا ثقافتنا السودانيّة كان من الممكن أن يحدث شيء مَّا..!
و أعتقد لو قدم الناشطين والمتضامنين عشرة طلب مثلاً او خمسين طلباً ذي ما قدم البارون بأثناء مجريات مسألته لكان شيء ما سيُحدث، أو إلا تطلع الحكومة وجهاز أمنها بأن الشباب السوداني تضربه موجة أو ظاهرة جنون جماعي ( شوطان جماعي ) و لكن لم ينتبه أحد وحتى البارون بذات نفسه لم ينتبه .
وأخيراً التغيير يبدأ من مسألة الثقافة السودانية و أشباقها المحرمة .

عادل ارسطو

مقالات ذات صلة