مقالات وآراء

في الذكري ال61 لدولة الجلابي؛ دولة أولاد عرب التي عاشت دويلة عبيد العرب

منعم سليمان عطرون

* في مطلع كل عام في السودان؛ يصرخ جلابة؛ ويردد فلاقنة؛ بإستقلال البلاد من المستعمر (البغيض) وجرمه؛ لكنهم لا يجرأون على ذكر إسم المستعمر وماذا فعله من جرم وسؤ؛ الحقيقة البلاد غير مستقلة وأن ما ينسب للمستعمر من جرم وسؤ هي أعمال تمارسها الدولة (المستقلة) ف شعبه كل يوم وذلك منذ تاريخ الإستغلال وليس الاستقلال.
في مطلع كل عام يصرخ جلابة؛ ويردد فلاقنتهم؛ اسماء رجال يمجدونهم على أنهم كانوا رواد الإستقلال؛ وأحزاب ناضلت لأجل الأستقلال؛ لكن في الحقيقة أن من يسمونهم برواد الإستقلال هم في الأصل عملاء الإستعمار؛ وخونة الحرية؛ ورواية النضال البطولي ( للاستقلال) السودان هي رواية مزيفة.
* في مطلع كل عام يصرخ جلابة المعارضة وفلاقنتهم أيضا؛ على أن ما يسمى (بالأنقاذ) هو من خلق الأزمة لبلد كان آمن و مستقر منذ الإستقلال؛ والحقيقة أن (الإنقاذ) هي جزء وإحدى سيقات الأزمة بالبلاد و التي نشأت منذ ما يسمى (الاستقلال).
* الدولة التي أرادها مؤتمر عام فلاقنة الأنكليز؛ دولة للعرب؛ تحولت 61 سنة لتكون خادمة للعرب بمرتبة رقيق.
* العبودية والرق في ماضي شمال السودان هو الاسبق والاعمق؛ و قبل قرون من وصلها الى مجتمعات الامم الزنجية. نقد تعمد اخفاء ذلك.

مدخل:
لا يغرنـَّـك انتصاركم على الجعلييـن والشايقـيـَّة! فنحن الملوك (السادة) وهـم (العبيد) الرعيَّة! أما بلغكم أن دارفور محروسة ٌ محمـيـَّـة ؟ بنجد وصوارم هنـديـَّة …! وخيول ٍ جـُرَّد ٍ أدهـميـَّة …! عليها رجال صابريـن على القتال بـُـكـرة ً وعـشـيـَّة …!
من رسالة السلطان بعث بها السلطان محمد الفضل (1788-1839ف) سلطان دارفور الى الجيش التركي الغازي 1820ف.
حين نفد الرق في النوبة الادنى ( صعيد مصر وجزء من شمال السودان حاليا) تقدم جنود الإمبراطورية العثمانية الإسلامية جنوبا لمواصلة بلاد كوش؛ باجندة امبرايالية واضحة؛ وغاية في الاستبداد والوحشية؛ ”جلب العبيد والذهب او (المال والرجال)”. بقى الاستعمار العثماني في دلتا كميت ( مصر) منذ دخوله سنة 1517ف. يشكل الاجتياح العثماني لوادي النيل الغزاة رقم 11 لشمال شرق افريقيا منذ فقدت كيميت استقلالها نهائيا.
التقدم العثماني جنوبا عرف العالم بالسودان؛ والادبيات الحربية وبسالة جيش سلطنة دارفور و سلطنات القبائل وسلاطينها في دارفور والوسط الجنوبي؛ ( انظر خطاب اهل الفاشر للحكمدار ايوب باشا في 1876ف في الفاشر)؛ والسمة النفسية لسكان مجتمعات امم الزنوج في تلك السلطنات المتسمة بالأنفة؛ والحرية والاخلاق والاعتداد البنفس قدم نموذجا لطبيعة الانسان الزنجي عل نحو مختلف عما عرفه العثمانيون.
كان السودان الحالي في مطلع المئة ال18 مقسم الى سلطنات دارفور والتي تغطي كامل الجزء الغربي من وادي النيل وحتي ضفاف الانهر المطيرة في الجنوب. وسلطنة سنار التي تغطي الجزء الشرقي من وادي النيل ما بعد مستنقعات اعالي النيل . اما جنوب السودان الحالي تضم عدة سلطنات قبلية مستقلة ومتقدمة. كانت امارة العبدلاب التي تضم بعض امم الزنوج شمالا وهي جزء من اراضي نوبة الادنى؛ مقسمة بين سنار ودارفور على حسب موقعها من النيل وكانت اخر حدود سلطنات امم الزنوج المستقلة شمالا وكانت عرضة لغارات جلب العبيد التي تشمنها غزاة الدلتا؛ بالرغم من الحماية النسبية التي تقوم بها في بعض الاحايين سلطنتي دارفور وسنار ( خريطة درفور الحقيقة).
لزهاء ثلاث قرورن خضعت منطقة النوبة الادنى لحكم انكشارية الكشاف؛ وهي فرق عسكرية غير نظامية جلبها ااتراك من مستعمراتهم في اسيا الصغرى وشرق اوربا. اتصفت بالوحشية والفوضى؛ تشن غاراتها لصيد الرجال وسبي النساء وسرقة الاطفال بالقرى وتفرض الجزيات والضرائب تتبع الوشحية في جمعها. وشهدت مجتمعات الشمال حالة الاسترقاق الطوعي تفادي ب وحشية الحملات. رغم ان جز من المجموعات الزنجية بقيت وحافظت على لغاتها وعاداتها الا انه الحقيقة ان عاشت المنطقة حقبة من الفوضي لا سلطنة ولا سلطة مباشرة تحمي ولا قوة تجابه الغزو الوحشي الذي سيطر على وادي النيل شمالا. مما اضطر العديد من المجموعات والقبائل الزنجية (النوبية) للهجرة غربا الى درافور كردفان. (تاريخ الكشاف في صعيد مصر؛ تحقيق طارق عنتر)
تضاف الى سنوات العثمانيين بالنوبة الادنى قروون سابقة عانى فيها المجتمعات الزنجية في النوبة الادنى صنوف القهر؛ اي منذ القرون التالية للغزة العربي اللاسلامي لوادي النيل وتتلت انهيار بعد سقوط الممالك الكوشية وهجرة اغلب اقوى الزنوج غربا وجنوبا. 641ف هو بداية غزو الامبراطورية العربية الاسلامية لشمال شرق افريقيا باجندة امبريالية متعسفة هو جلب العبيد والاسترقاق الجنسي. ويعد الغزو العربي الاسلامي عاشر الغزوات للقارة الافريقية شمال شرقها من فقدت الامم الزنجية كميت (مصر).
محمد ابراهيم نقد (1930-2012ف)؛ مؤلف كتاب ”علاقات الرق في المجتمع السوداني“ (صادر سنة 1995؛) ؛ وهو مثقف جلابي حصيف خانته الأمانة؛ تعمد حزف فصل تاريخ العبودية والاسترقاق من ماضي شمال السودان بكل حقائقه من كتابه؛ وذلك ليثبت فكرة مزيفة؛ ويمنح مزيد من طاقة معنوية للمثقف الشمالي الجلابي مقابل الاستمرار في تجريد نفس الطاقة المعنوية من مثقفي شعوب السودان الاخرى.
وهكذا يثبت فكرة ليست حقيقة؛ تتلخص في ان العبودية والاسترقاق وما صاحبهما من ازلال وحط للقيمة الانسانية كانت في اقاليم الجنوب والغرب والوسط والشرق فقط. وهكذا يدعم علة استحواذ المثقف الجلابي على الحق غير المشروع في سلطة البلاد ماديا ومعنويا. بل يسند الصوت العنصري الصادر من الشمال المرادف لجريمة الدولة في تحقير القيمة الانسانية لزنوجي والحرمان وحرب الابادة في كل السودان. واذا ما مرت هذه الفكرة فانه يسمح ببقاء المثقف الجلابي في سدة الحكم ومصدر اتخاذ القرار؛ والتفكير بالانابة عن الضحايا بل الاخطر يعين الجلابي على اعادة تنجيد فلاقنة (اتباع) من مثقفي الاقاليم الاخرى سندا لحكمه الغير شرعي.
الحقيقة ان الشمال السوداني الحالي وقبائل الشمال كانت الاسبق والاكثر من غير مجتمعات امم الزنوج عموما وداخل السودان خاصة؛ كانت ضحية الغزو والخضوع لحملات الاسترقاق والعبودية وما تبعها من السبي؛ من العهود العربية الاسلامية مرورا بالعهد العثماني الرسمي؛ وغير الرسمي ( الكشاف) والذي كان هو الاعنف من نوعه.
عمق وثقل تاريخ الرق في ماضي الشمال الى مستوى التغيير الدميغرافي؛ والاثر المباشر في الحالة النفسية فقدان عناصر الثقافة ؛ لينتج مثقف ينكر ذاته باضطراب ويعمد الى اختراع تاريخ يسند هذا الاطراب النفسي المجتمعي. فبالرغم من ان الشخص المثقف من المجتمع الشمالي هو في القمة من حيث التعليم بل تجده يمتلاك او رديف للسلطة الدولة ماديا ومعنوي؛ بشكل مطلق لكنه هو الاكثر ضعفا واقل شجاعة في مواجهة حقيقة ازمة الهوية العرقية والثقافية ويتحول الى انسان ذليل ومنكسر امام اقل العرب شانا ومكانة. وهذه اشكالية رجل الدولة في السودان.
مجتمعات الامم الزنجية في السودان؛ وحتى التي تعرضت لحملات صيد الرقيق لم تخضع لسلطة همباتة رقيق؛ تجار رقيق ومستعمرين اجانب مباشرة؛ خاصة في عهود الامبراطورية العثمانية. ومجتمع اقليم دارفور لم يحكمه الاستعمار التركي سوى اربعة سنوات ورغم ذلك كانوا اكثر من ساندوا الثورة المهدية. والمهدي من شمال اي من مجتمعات الامم الزنجية التي تطا اقدامها جمرة الاسترقاق ولاستعمار لسنوات. وجميع اقاليم الامم الزنجية قاوت ببسالة واعتزاز غزوات الاسترقاق والاستعمار. ولم يشهد بينها حالة استرقاق طوعي.
يتميز الانسان في مجتمعات دارفور والجنوب والشرق بحالة نفسية توصف بالاعتداد بالذات والحرية والجنوح المطل نحو الاخلاق تقيما وحكما. وهذه الحالة هي نتاج بقاء مجتمعاتها مستقلة لاطول فترة حدثت فيها عملية التوارث الذاتي للقيم عبر الاجيال دون ان تتعرض لللانقطاع ( افريقيا قبل الاستعمار للشيخ انتا ديوب) . كما ير علماء النفس في المجتمعات التي تنمو وتقدم سرعة اذ اكتسبت العلم والمعرفة.
ذكرنا العام الماضي ان الربع الثاني من القرن العشرين شهد تشكل تياران في الحركة الوطنية السودانية؛ تيار السودانيين ويمثله الزنوج القبليون والزنوج المنبتون قبليا. والتيار الثاني هو تيار اولاد العرب؛اي تيار الجلابة . التيار الثاني اي اولاد العرب نشأ بايعاز ودعم من الاستعمار الانكليزي والمصريين والغرض هو محاربة التيار الاول وفكرته للوطن السودان. مع اول النصف الاخير من القرن نجح الاستعمار الانكليزي في خلق دولة يقودها نخبة اولاد العرب. هي دوة الجلابة. الا انه طبيعيا ترك بالبلاد ازمة؛ فاقلية صغيرة تصف نفسها مهاجرة وبلا منهج وطني لا يمكن ان تحكم بلدا كان ويظل سكانه الاصليين انهم احرار. فثورة شعوب السلطنات الزنجية لم تهادن الانكليز ولم تقبل بدولة استعمارية وهكذا يستمر الحرب بين الدولة الاجنبية والسكان الاصليين 61 سنة.
داخليا؛ ما تركه الاستعمار لحلفائهم هو رواسب الغزوات والاحتلال وثقافة عهود تجارة الرق والاسترقاق؛ وهكذا وبكونه الاقرب اليه اعتناق المثقف الجلابي نظرية الغازي الذي يصور نفسه اعلى وارقى وافهم من الشعوب المغزية. وهو امر لا يمكن ان يتم دون توظي الدولة لتجهيل ونشر اللاوعي وتزييف الحقائق في التاريخ .
مجسدين روح العبودية الحقيقية قاد المثقفون الجلابة دولتهم طوال 61 سنة باستراتيجية ثابتة تتضمن ثلاث محاور:
الاول: التقرب الى درجة الشفقة العرب في الشرق لقبولهم عربا اخوة؛ في بعض الحالات تقرب يتسم بالذلة والمهانة وانعدام الكبرياء. ورغم انهم يدفعون اثمانا مادية من موارد البلاد الاقتصادية ومعنوية من كرامتهم وكرامة سكان البلاد؛ لم يعتبر العرب جلابة السودان عربا او اخوة و لا احترام. ( اسال اي عربي عن رايه المجرد في الغناء والشعر والزي والطعام والمرأة السودانية!)
الثاني: الاجتهاد الى درجة الشفقة للابتعاد ذهنيا ووجدانيا عن السودان والسودانيين؛ ثقافة وتاريخا وحضارة. (اسأل اي جلابي مثقف لو بعرف اغنية واحدة او 2 معلم جغرافي او 3 شخصيات تاريخية او 4 اسماء نساء محلية من غير الشمال).
الثالث: السعي بوحشية غير مفهومة؛ لتدمير الطاقة البشرية والاقتصادية للسودان؛ الى حد ارتكاب جريمة ابادة جماعية في اقليم السلطنات العليا. ومباركة ولامبالاة من جلساء ظل الدولة.
خارجيا؛ بامتلاكهم للدولة فان الاخلاق والوعي يدفع المستنير للعمل الانساني لتغيير صورة نمطية محطة من قدر الانسان في ذهن العربي؛ وصورة الانسان الزنجي خصوصا. لكن 61 سنة قضاها الجلابة يرسخون ابعاد تلك الصورة اللاخلاقية ويحاولون مجتهدين تاكيد انهم خارج نطاقها وكل مارسخوها لدى العرب هو انهم الصورة ذاتها.
قيم مجتمعات الامم الزنجية في السودان بالمتسمة بالاخلاق وسمو الانسان المحطات المعرفة بالسودان في الماضي والحاضر و يسند بتلك الجلابي امام العرب. الرجز الادبي في مدخل النص؛ روي ان نسخة هذه كان يحملها الزبير باشار ود رحمة في القاهرة؛ مفاخرا به الاتراك والمصريين؟ بالنسبة لورثة الزبير المعنويين اليوم والذين بنوا مصفاة البترول المستخرج من عمق اقاليم الامم الزنجية في مسقط راسه الزبير؛ الجيلي؛ تري في ماذا كان الزبير يفاخر بها الاتراك ؟ اجتهدت مناهج الجلابة بتغيير مكان دارفور؛ بسنار في النص؛ ونسبوا النص لمؤلف اخر محمد عدلان وليس السلطان بادي عظيم الفونج. لكن المعنى والحقيقة التاريخية لم تتغيران فان كون المؤلف السلطان بادي او السلطان الفضل او امدبالو فلا فرق بين سنار ودارفور اوتقلي في جبال النوبة اليوم فكل سكان تلك السلطنات تخوض حرب تحرير ضد دولة الجلابي منذ 61 سنة.

طريق الى الحل النهائي لازمة السودان الحالي سيمر في راينا مثل ما قلناه العام الماضي في الذكري ال59 لدولة الجلابي. وان التغيير المنتظر في السودان ينبغي ويجب ان يكون راديكاليا؛ لينجز حل نهائي؛ شامل؛ وعادل؛ وذلك عبر النقاط الاثني عشر التالية :
اولا: التشخيص السليم والصادق للازمة ؛ والمواجهة السياسية قبل العسكرية.
ثانيا: تنظيم وسائل المقاومة والحراك السلمي والعسكري والتعاون بين مختلف المجموعات عبر عملية الحوار تنفيذا للهدف المشترك والذي هو تحرير السودان.
ثالثا: إسقاط النظام الاسلامي الحاكم الحالي منذ 26 سنة وتسليم قادته المعلن اسمائهم للجنائية الدولية بسبب دورهم في ابادة الامم الزنجية في اقليم دارفور.
.رابعا: تأسيس مجلس حكم إنتقالي مدته ثلاث سنوات على الأكثر لا يراسه إنسان من الشمال الجلابي؛ ولا ذو أصل عربي بل يجب ان يكون اسودا؛ اعجمي؛ ويفضل غير مسلم. إلا أنه ذو وعي بدوره.
خامسا: متابعة وحصر جميع الأموال المملوكة للدولة السودانية والموضوعة داخليا أو خارجيا بإسم مؤسسات أو أشخاص كانوا في النظام؛ أو جزء من الدولة في أي وقت من تاريخهم؛ وإرجاعها للخزينة العامة.
سادسا: كتابة دستور جديد للبلاد يحدد هدف الدولة؛ ويعلن هويتها الزنجية؛ ويوضح وصيغة ووظيفة وصفات مؤسساتها وشاغلوه ينبغي وضع دساتير دولة الجلابي ال9 في متحف وطني في مكان قصر غردون لتخبر الاجيال القادمة على عونطة واستهبالية ورثة نخبة مؤتمر الخريجين خدم المستعمر. .
سابعا: إجراء إنتخابات برلمانية على قانون إنتخابي جديد مستند على الدستور الجديد.. على قانون إنتخابي جديد مستند على الدستور الجديد.
ثامنا: إجراء انتخايات رئاسية وفق الدستور والقانون الانتخاب الجديدن.
تاسعا: تشكيل محكمة جنائية سودانية لنظر في الجرائم التي وقعت في جنوب السودان منذ مذبحة توريت؛ وفي شمال السودان منذ مذبحة عنبر جودة ومحرقة الضعين. على ان تقوم المحكمة في مرجعيتها على نظام روما المؤسس للمحكمة الجنائية
.عاشرا: تفوض لمحكمة الجنائية الخاصة ذاتها صلاحية النظر في جرائم أرتكبت في حق الأمم الزنجية في جبال النوبة؛ والبجا والأنقسنا والكنابو؛ والأموال العامة المنهوبة.
الحادي عشر: الخطة القومية لإعادة نهضة الامم الزنجية في كوش جديدة منطلقين من الإنحياز الإيجابي في التعليم والتنمية البشرية والمادية لهذه القوميات التي سحقت بفعل ممنهج من دولة الجلابي.
الثاني عشر: سلطة الشعب في رقابة النظام الدستوري الجديد؛ هي السلطة النهائية قدرة وكفائة المؤسسات؛ ووسائل الأعلام المستقلة والمنظمات المجتمع المستقلة.
منعم سليمان عطرون
الاول من يناير 2017.

مقالات ذات صلة