مقالات وآراء

عن الصلاة والحوار الوطني أتحدث..؟

بقلم:مليك بول منقينج

لا خيار أمامكم ان أردتم جادة الصواب وكنتم حريصين لتقدم الدولة حقاً ، الا العودة الى أحضان الشعب ، فلا ملاذ آمن أكثر منه ، فلتعترفوا بخطاياكم ، ولتطلبوا المغفرة من الله ومن ضحايا فعلتكم ، فلازالت رائحة الدم اﻹنسان الجنوبي بكل شارع وزقاق والأجدر بكم ان تطلبوا الغفران من الشعب وان تجعلوه يوماً للوحدة الوطنية والتآخي والتصالح الفعلي ، وليس لخداع الشعب لآن النفوس غير صافية. لكي لا يذهب الزمن هدراً.لكي نخفف من حجم النفاق السياسي.لكي نقنع الناس بوطنيتنا وجنوبيتنتا.لكي لا تتعارض شعاراتنا مع سلوكنا اليومي
لكي نخرج من الأزمة.
لكي نفعل كل ذلك وأكثر منه، علينا أن نرمي بسلة القبلية إلى المزبلة وأن نطلق الرصاص على مثلث “دينكاوي.. نويراي.. استوائي”.إذا لم نفعل ذلك فإننا على ثقة أن ما تقوم به القوى السياسية من إنشقاقات هي حراك لإعادة إنتاج الأزمة برداء جديد!! وهو ما حصل فعلا في كل الفترات الماضية مما ولد واقعا سياسيا من الصعوبة تجاوزه والانطلاق إلى واقع آخر مغاير في الأهداف والمنطلقات.
إذا كان ساستنا راغبين في الخروج من مستنقع القبلية الذي ورطنا أنفسنا فيه منذ انطلاق عملية بناء الدولة، فإن عليهم أن يتمتعوا بالجرأة والشجاعة الكافيتين ليعلنوا أن الطريق الذي سلكوه سابقا هو سلوك الأزمات والويلات وانعدام أفق المستقبل وان الطريق الصحيحة هي طريق معايير مثلث “المواطنة والكفاءة والنزاهة” وهو المثلث المضاد للمثلث الذي يتمسك به الساسة اليوم رغم الشعارات البراقة والجميلة والأحاديث عن مثلث الإنقاذ!
وعلى من يهمه الأمر بمن في ذلك رئيس الجمهورية الذي يرتدي هذا القبعة اليوم للخروج من الأزمة، أن يقولوا لنا بوضوح وصراحة من هو المتمسك بمثلث الموت الأول ومن هو المتمسك بمثلث الإنقاذ الثاني لكي يعرف المواطن من هو الجاد فعلا ومن هو الراكب للموجة والمعرقل لأي خطوة إلى الأمام.
ربما تكون هذه الفرصة الأخيرة للمكاشفة والأخيرة للإعلان عن حسن النوايا والأخيرة أيضا لإعلان الوطنية الحقة من خلال ليس الصفقات والترضيات وإعادة توزيع الحصص والكلمات الفضفاضة عن الأخوّة والتلاحم و جنوب السودان الواحد وإنما من خلال العمل الجاد انطلاقا من رؤية جديدة.. لم يعد الكلام نافعا ولا مجديا ولا عصا تحل مشاكل البلاد والعباد، المطلوب حجم عال من الجرأة والشجاعة للانتقال إلى طريق المستقبل رغم فداحة الثمن الذي سيدفع لهذه الانتقالة، لكنها تشبه آخر الدواء، وهي فرصة لتطبيق مصداقية الشعارات المرفوعة، وعلينا أن لانخدع أنفسنا بالبحث عن ترقيعات وتسويات لأننا سنجد أنفسنا بعد حين قريب وقريب جدا نراوح في المستنقع ذاته ونلوك الكلام ذاته وتشوي نيران الأزمات المواطنين دون رحمة. أستطيع أن أقول دون تردد إن أي حل آخر هو خداع لنا وتأكيد لقناعات الناس من أن من يقودنا هم رجال أحزاب ومصالح وقيادات فبلية وليس رجال دولة وإنهم غير جادين للانتقال إلى المثلث الحقيقي والممكن للإنقاذ،إنه مثلث المواطنة والكفاءة والنزاهة، ومفردات هذا المثلث يتغنى بها الجميع دون أن يلامسوها فيما هم يعيدون إنتاج مفردات الطائفية و الحزبية والمكونات.
سياسة الترضيات والتوافقات واستحقاقات المكونات أفضت بنا إلى هذه المحطة التي صرنا نتحاور فيها مثل حوار الطرشان مما أدى إلى تخندقات عتيدة وتمسكات بمكاسب نتيجة ظروف طارئة واستحواذ حزبي مقيت على مفاصل الدولة وأصبح المسؤولون من الساسة يتصرفون مع الدولة باعتبارها تركة شخصية لهم أو لحزبهم أو لمكونهم يقابل هذا الوضع عجز تام عن تحقيق مصالح المواطنين المعنيين مباشرة بالتغيير ونتائجة، حتى القوى الدينية المتنورة في محاربة منتجي الأزمات واستبدالهم بقوى قادرة على أن تكون ملاذا آمنا لهوية المواطنة والكفاءة والنزاهة لآنهم مشككون أيضاً في نواياهم وبهذا قد تتحقق السلام المجتمعي وبناء دولة المواطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock