مقالات وآراء

ظاهرة وحكايات الدكتوارة الفخرية الوهمية فى بلادى؟!

مايكل ريال كرستوفر
من منا لم يسمع عن ذاك التاريخ الطويل والعريض والناصع لجامعة النيلين في السودان، المعروفة والتى كانت سابقاً تعرف بجامعة القاهرة فرع الخرطوم، تلك الجامعة العريقة التى تأسست في العام 1956م بالتحديد فى عهد الرئيس المصري جمال عبد الناصر لتكون جسر تواصل علمي وثقافي للعلاقات بين السودان ومصر، وفي عهد ثورة الإنقاذ تم تحويلها إلى ”جامعة النيلين“ في عام 1993م، وهي جامعة عريقة، كانت تتكون من كلية القانون والآداب والتجارة والعلوم، أضيفت لها في التسعينات كليات (الطب والصيدلة والهندسة والبصريات والعلوم الرياضية والمختبرات والعلوم والتكنولوجيا والمختبرات الطبية) وجامعة النيلين هى منارة علمية تحسب ضمن أكبر الجامعات السودانية من حيث تميزها وخرجت نفر كريم من الرموز خاصة انها ضخت للشارع السودانى المئات من المفكرين والسياسيين والادباء.
ولكن يبدو بانه ذات العلل التى اصابت كل مفاصل التعليم ايضاً لم تسلم منها هذه الجامعة حيث شهدت تراجعاً مريباً واهمالاً كسابقاتها من الجامعات السودانية التى اصبحت تهتم بالعائد المادى وتخرّج المئات كما دخلوها (سياسيات التعليم البنكى السالبة) وهى نتيجة طبيعة لسوء الادارات المتعاقبة فى ظل النظام الحاكم الذى اقتحم كل المؤسسات التعليمية والتربوية والصحية واشاعوا الفساد والمحسوبية التي أدت لتدهورها ايما تدهور، وبدلاً من ان تقوم الجامعة بدورها الريادي تحولت الى مؤسسات ربحية تستثمر فى بيع الدرجات العلمية وتوزعها علي الأثرياء وأصحاب النفوذ كما شاءوا وتابعنا عن قرب وبكبير شغف طبيعة السقوط المدوي لتاريخ جامعة النيلين وهى تقوم نهاراً جهاراً عبر مركز حديث بالبلاد بتوزيع الدرجات العلمية الرفيعة لكل من هبّ ودبّ وكأنما ان هذه الشهادات العلمية عند ادارة الجامعة توزع عفوياً ككيس الصائم. وبهذا النمط الجديد فى الحصول على الدرجات العلمية الرفيعة سوف يختصر الكل الطريق الطويل ويهرولوا الى السادة ممثلي مجلس الجامعة بجوبا الذين لا يتؤارون خجلاً فى بيع الشهادات نهاراً باسم جامعة النيلين .. عجبي !!!!
ومن الطبيعى ان تقوم أي جامعة بمنح شهادة الدكتوراه الفخرية لاى رمز من الرموز او للشخصيات العامة التى قدمت عطاء ما فى مكان ما ويأتى هذا تكريماً مميزاً للشخص وللمؤسسة التعليمية المانحة على حد سواء، ومن الطبيعي أن يكون هذا الامتياز محصوراً بالمؤسسات التربوية العريقة في أي بلد، علماً انه يفترض بالجامعة التي تمنح الدكتوراه الفخرية ان تكون قد حصلت على ترخيص بمنح درجة الدكتوراه العلمية، وبعد سنوات من منحها هذا النوع من الشهادات العلمية التخصصية يحق لها ان تمنح الدكتوراه الفخرية؟ وهنا نتسأءل بشفافية هل مركز النيلين للدارسات والتنمية البشرية منح الترخيص من الجهات المعنية بالبلاد؟ أم أن الكل هنا أصيب بالعمى النهاري ..
وقبل أن نسترسل أكثر يجب أن نقف على معانى ودلالات درجة الدكتوراه الفخرية باعتبارها لقب أكاديمي تكريمي، وليست مرتبة علمية كما يروج لها ثلة من الانتهاذيين او بعضاً من القائمين على المركز المتخصص لخداع الرموز وحشد المال منهم عن طريق التضليل باسم جامعة النيلين وتكريمهم والباسهم روب التخرج نهاراً جهاراً، ولكن كما يقال فى المثل السودانى الني برجع للنار. ومن الأشياء المألوفة هى ان الدكتوارة الفخرية منحها يكون دائماً مرتبط بشروط ومعايير منها الآتى: (أن ينص قانون إنشاء الجامعة الرسمية، أو أنظمة إنشاء الجامعات الخاصة، على صلاحية منح شهادة الدكتوراه الأكاديمية، وأن يجاز لها منح شهادة الدكتوراه الفخرية في حدود اختصاصية محددة، تتوافق مع الكليات العاملة في الجامعة، وأن يتمتع الشخص المرشح للدكتوراه الفخرية بخصوصيات استثنائية في مجالات العطاءات العلمية أو الإنسانية أو الوطنية، أضافة الى أن تكون الشخصية الممنوح لها الدكتوارة الفخرية معروفة ومشهوداً لها، وتكون عطاءاته نوعية، وإنجازاته رفيعة، وذات طابع عام وشامل، وأن تكون المؤسسة التعليمية المانحة جامعة عريقة وذات تراث علمي وفكري، ولها صدقية أكاديمية، وحيث أنه يفترض ان قيمة الدكتوراه الفخرية هي بقيمة المانح (الجهة العلمية) وقيمة الممنوح (الشخص الذي أعطيت له)، لها قيمة معنوية فقط، يجب أن يراعى في اعطائها دور الشخص في العلوم والابداع والاختراعات والتضحية في سبيل الخير، الجهود الميدانية والإنتاجات الفكرية، الدور السياسي الكبير، للبلد الذي يمثله الشخص الممنوح له هذه الشهادة مثل (راسماليين وطنين، رجال الاعمال الخيرين، رؤساء المنظمات الدولية، رئيس الجمهورية، نقابيين ..الخ) وفكرة الدكتوارة الفخرية ليست وليدة مركز النليين للدراسات التنمية البشرية، بل يعود تاريخ منح الدكتوراه الفخرية الى العصور الوسطى، والشخص الأول الذي نالها هو أسقف سالزبوري. ولكن هل ظاهرة وحكايات الدكتوارة الفخرية فى بلادى تحولت الى غش ووهم كبير …؟
ان الامر كله عبارة عن احتيال من شبكة اجرامية من بعض المشوهين بغرض الحصول على أموال بخداع بعض رموز المجتمع والجنرالات والشئ المؤسف هو ماحدث فى تراجيدية كرنفال حفل منح الدكتوارة الفخرية للجنرال ( فول ملوانق اوان ) كان طبيعية الاداء الجيد لاخراج التمثيلية الحزينة .
التى كانت بحضور فخامة الرئيس و نائبه و المفبركة
وبدأت فصول التمثيلية هنا فى جوبا وتحديدآ وكان بطل الخائن فى التمثيلية ما يسمي مركز جامعة النيلين الذى اتضح اخيرآ انه غير مسجل وحتى ادارة الجامعة فى الخرطوم تنفى أن يكون لها فرع بجوبا له مثل هذه الصلاحيات العجيبة والمضحكة والمبكية ..وما غاب عن مخرج التمثيلية هو ان مسالة منح الدكتوارة دائمآ ما يعرض على مجلس الاساتذة ثم وزارة التعليم العالي وهذا ما لم يفطن له المشاركين فى عملية الاحتيال المثقف تلك والمحزن ايضآ بان الجهات المعنية بمسالة التعليم بالبلاد كوزارة التعليم العالي كانت لا تعلم باعتبارة المنوط بها التنسيق بين جامعة النيلين والمؤسسات التعليمية ورموز الدولة وما يدعو الى التوقف هو كيف حدث ذلك ومن هى الجهات التى قامت باستئجار القاعة وتقديم الدعوات للمؤسسة الرئاسة ولاعضاء هيئة اركان الجيش الشعبي ولوسائل الاعلام .. وما كان يمكن ان يحمل مسؤالية الاخطار التى كان يمكن ان تقع فى فاعلية غير رسمية لا تعلم ادارة جامعة النيلين ادنى تفاصيلها ونفت ادارة جامعة النيلين فى الخرطوم على لسان الاستاذ عبد الرحمن احمد البدوي علاقتها بالتكريم ولم تمنح اى دكتوارة فخرية للقيادي رئيس هيئة اركان الجيش الشعبي السابق الفريق اول ( فول ملوانق اوان ) وهل ما حدث لا يعد عمل اجرامية من الدرجة الاولي لشبكة اجرامية تعمل على احتيال رجال الاعمال ورموز المجتمع و الشخصيات العامة بغرض الحصول على المال و منحهم شهادات عالمية عليا مزيفة ؟
إن قضية الدكتوارة الفخرية الوهمية لو تقصينا جزورها لتوصلنا لحقائق تكشف عن ظاهرة اجرامية تتاجر بالشهادات وتستهدف كبار الشخصيات والساكت عن الاشارة هو شيطان اخرس أن عناصر الشبكة اختار التضليل لنجاح العملية وعلمنا أن الرجل الذى كان حضورآ ويدعي انه ممثل لجامعة النيلين العريقة ليس ببمفوض باسم الجامعة بل هو الدكتور السوداني الذى كان مجرد مشرف على رسالة الماجستير التى كان يحضر لها مخرج سيناريو الدكتوارة الفخرية ..عجبي !
بناء على هذه الحقائق الماثلة امام الجميع نبدأ بالأسئلة التالية :
* درجة الدكتوارة الفخرية التى منحت للرفيق الفريق اول فول ملوانق أون هل تعلم وزارة التعليم العالي عنها شئ؟
* وهل مركز جامعة النيلين كما يسمي إكملت اجراءات تسجيلة ؟
* ما رأى الشئون العلمية بجامعة النيلين حول زج اسم الجامعة فى تلك التمثيلية الهزيلة ؟
* من هم العناصر الذين يسوقون و يحتالون على الشخصيات العامة ؟
اعتقد بان بالبحث والتحري سنكشف أن كل ما حدث كان مجرد عملية احتيال بتوظيف من يدعون الثقافة والعلم والريدة فى العمل الصحفي ويتاجرون بالشهادات الوهمية ويقبضون الدولارات ولابد من كشف أعمالهم وفضحها اجرامهم فى حق الوطن ..
نواصل
يوم باكر احلى

مقالات ذات صلة