مقالات وآراء

طلاب دارفور لقد وصلت الرسالة

ادم يعقوب

” اي رجل او مؤسسة تحاول سرقة كرامتي سوف تخسر” من العبارات التي خلدها المناضل الراحل مانديلا ضمن دروس اخري من تاريخه المُضي لكل المستضعفين في الارض، طلاب اقليم دارفور بجامعة بخت لا يدرسون في جامعتهم هذه المبادئ فبراثن الظالمين تهتز سقوفها فقط عند سماع كلمة حقوق او ما يشبهها من مرادفات، درس في الصمود ونقطة تحول في وعي متقدم اكبر مما يتم اكتسابه بخبرات المقاومة للظلم. لن نزيد في الوصف او نضيف اي مساحيق علي هذه الملحمة المدنية بامتياز فما قُدم من طلبة دارفور ادخلنا في حياء و حيرة من امرنا عما سنقدمه من بعدهم وليس لنا الا ان نكتفي بأخذ الدروس والعبر منهم فهم قامات بمعني الكلمة في الثبات و اساتذة في العمل النقابي. رغم مرارة الموقف الذي يمر به طلاب دارفور بجامعة بخت الرضا و قد وضعوا حياتهم العلمية في المحك الا انهم بعثوا برسائل واضحة ارعبت النظام و المعارضة في ان واحد; اوليَّ تلك الرسائل هي مقولة نيلسون مانديلا” اي رجل او مؤسسة تحاول سرقة كرامتي سوف تخسر” وهي موجهة الي الطاغية في قصره ولم تحتمل التأخير مما دعي ساكن القصر ان يرد بشخصه وليست وزيرة التربية والتعليم العالي, و قد كان فحوي الرد علي الطلاب الاجلاء المحترمين من السيد المشير في صحيفة اليوم التالي  كالأتي” ان اي مجمجه من الطلاب في جامعة بخت الرضا واي جامعة اخري سيتم حسمها امنيا و سيحاكم الطلاب كحملة السلاح” ماذا يعني هذا؛ افٌضل الصمت علي التعليق علي حديث المعتوه لانه قد خسر فعليا.

قبل ان يغادر الفتية ضيافة الشيخ الياقوت اكرمه الله، وقْع نواب البرلمان الذين ينتمون الي اقليم دارفور علي مذكرة تطالب بأستجواب وزيرة التعليم العالي و حل قضية الطلاب في جامعة بخت الرضا، ولكن الاشاوس قد صفعوا كبيرهم المشير في قصره و وجهوا رسالة قوية مستلهمة من قصة ابراهيم عليه السلام مع قومه عندما دمر آلِّّهَتِهم و اتو يتساءلون عما جري بها وقد كان الرد في قوله تعالي: “قل بل فعله كبيرهم هذا فأسلوهم ان كانوا ينطقون”. ولكن نواب البرلمان أستأثروا بالحكمة القائلة “و يا دار ما دخلك شر” فهي رسالة اخري من هؤلاء الشرفاء الي نواب قاعة التطبيل مفادها انه ليس بالتعليم الجامعي فقط يحي الانسان. وكأنهم اي طلاب بخت الرضا  يعلمون النواب ان ليس بالتصفيق في البرلمان وحده  يحي الانسان.

لم نتوقع من التنظيمات السياسية المعارضة الخروج عن المألوف والاكتفاء فقط  ببيانات الشجب و الادانة للحدث المأسوي, ولكن حزب المؤتمر السوداني الذي قدم حرية اعضاءه مكفاءة لهذا العمل الذي يصنف ضمن ادبيات الحزب الاصيلة سباقا في مساندة الطلاب دائما وخاصة المهمشين، اما بقية الاحزاب الاخري لن نتوقع منها شيئا فقد غدو كقوم سيدنا موسي عليه السلام يستمتعون بالمرواغة فكلما قدم  ابناء الهامش التضحيات من اجل مستقبل مشرق للجميع طأطأُ روؤسهم خيبة و انكسار.

 

مقالات ذات صلة