مقالات وآراء

شواهد على عصر تاريخ عقار الاسود

تعلمنا من مسيرة النضال طيلة فترة عشرات السنيين الماضية التي قضيناها بين الجبال مع الثعابين والغابات مع الوحوش والحيوانات المتوحشة والصحراء حيث الشمس الحارقة، كثير من التجارب وبعض المواقف التي لم تقف امامنا عثرة في السعي لتحقيق مشروع السودان الجديد المبني على الحرية والعدالة والمساوة، المشروع الذي يحلم به غالبية الشعب السوداني بعد ان سلبت حقوقه وسرقت موارده ويحكمه الان اللصوص والمنافقين من زمرة المؤتمر الوطني.
كما تعلمنا طيلة فترات النضال ومازلنا نتعلم معنى حياة الشعوب وذلك من خلال اللحظات التي يكتبها الشهداء بعطر دمائهم وهي أغلي ما يملكون وذلك من أجل انقاذ ارواح الملايين من الشعب السوداني، لكن وراء ذلك تسقط اشياء كثيرة ويبقى علي وجه التاريخ سطور قليلة تحمل أسماء هؤلاء الشهداء الذين قدموا لأوطانهم أغلي وأعظم ما يملكون وهي حياتهم وسطور اخرى سالبة نحتفظ بها في ذاكرتنا خاصة تلك السطور التي دونها اناساً معنا كانوا يعملون ضد شعوب بعينها في سياسات كانت مناقضة لحقوقهم كمهمشين واصحاب قضية، حيث سطر لهم التاريخ مواقفهم السالبة هذه بين مختلف الازمان شهوداً على ذلك العصر الذي تخازلوا فيه امام الشعب وهنا نتوقف على بعض المواقف السالبة التي سجلها التاريخ لرئيس الحركة الشعبية لفترة ست سنوات متتالية المقال مالك عقار اير ونبدأ بمواقفه السالبة ضد شعب النوبة وحقهم فى الدفاع عن أنفسهم فى الفترة الانتقالية حيث وقف عقار بشدة ضد مطالب إدارة الإقليم آنذاك التى كانت تدير الأراضى المحررة ومطالبهم الخاصة بتنفيذ اتفاقية السلام الشامل فى الخطاب الذى كان قد قدمه الرفيق عبدالباقي موسى حامد في ذلك الحين والذي تناول فيه خمس نقاط كمضمون اساسي لخطابه تمثلت في ان يتم دمج الخدمة المدنية على كل المستويات، ضرورة إفراغ المؤسسات المدنية من قوات ومليشيات المؤتمر الوطني، خفض القوات إلى مستوى ما قبل الحرب، طرح سؤال عن مصير صندوق إعادة أعمار وتنمية جنوب كردفان بالإضافة إلى سؤال عن مصير نسبة الـ 2% من نصيب الولاية من البترول، وقال عقار حينها عقب هذا الخطاب الموضوعي في سابقة سالبه سجلها التاريخ له، قال أنه غير مقتنع بإدارة الإقليم!! هذا في المقام الأول وأن وراء هذه المشاكل هم الرفاق الذين جاؤوا حديثا للحركة وأنهم يريدون إشعال الحرب وهم ما قدرها ولو قامت بيابوها، وناس جبال النوبة ناس مشاكل وأن الحرب ما بتقدروا ليها براكم هذا الكلام قاله رئيس الحركة المقال بالنص الواحد لكننا لم نجادله في الحديث حينها لاننا كنا نؤمن بما نطالب ونناضل من اجله لتكون سابقة اولى سالبه منه في حق هذا الشعب المظلوم.
فى كادقلى فى قاعة المجلس التشريعى مارس عقار نفس الضغوط على رفاقه فى الحركة الشعبية لمطالبهم بدمج الشرطة كما وقف ضد مطالب شعب النوبة برفض التعداد السكانى المزور الى ان اصرينا واكدنا تزوير هذا التعداد ليتم إعادته وتبان الحقيقة وينفضح عقار امام شعب الولاية، ومؤخراً ادعاءه بان النوبة اقلية في الولاية اي انهم واحد مليون فقط ممايؤكد عداءه ومؤامراته ضد النوبة وضد شعب النيل الازرق على السواء بروح الانهزامية عن حق تقرير المصير.
حينما إندلعت الحرب في 6/6/20111 بعد إن شن المؤتمر الوطنى حرب إبادة جماعية على شعب جبال النوبة قام عقار فى مؤامرة واضحة باعثاً شريكة فى المؤامرات ياسر عرمان لاستدراج عبدالعزيز آدم الحلو لتسليمه لمجرم الحرب أحمد هارون فى خطة معدة بدقة ولكن الخطة تم احباطها بنجاح وتم أسر الرفيق مهنا بشير قائد المشتركة والرفيق يعقوب عثمان كالوكا والذى أطلق سراحه لاحقا والإبقاء على مهنا رهينة إلى أن تدخلت قوات حفظ السلام لإطلاق سراحة.
فى زيارة سابقة قام بها عقار الى كاودا بوجود دانيال كودى والوالى عمر سليمان تحدث عن عدم وجود اراضي محررة واعلن فتح الاراضي المحرره وانتقد وجود محافظ رشاد فى كاودا ورفض وجود شرطة السودان الجديد واتهم النوبه باثارة المشاكل ووصفهم بالقرقور. فوق كل هذا كنا نتعامل مع عقار بوصفه رئيساً للحركة الشعبية والقائد الاعلى للجيش الشعبي وكنا قد اخطأنا حساباتنا لكننا كنا نأمل في ان الرجل قد يعقل في يوماً من الايام ويقود ثورة التغيير بنفسه لتحقيق اهداف ومشروع السودان الجديد لكن هذا ما لم يحد حيث تمادى عقار في تصريحاته اثناء اندلاع الحرب في جبال النوبة امام الرفاق فى النيل الازرق قائلاً امام حشد كبير من مؤيدي الحركة الشعب واعضائها “ان من اراد الحرب عليه الذهاب الى عبدالعزيز فى جبال النوبه وانا فى النيل الازرق مافى طلقه تقوم فى النيل الازرق”، لكن سرعان ما قامت الحرب في الدمازين وتم طرده منها ومع ذلك لم يختنع عقار بذلك وبدلاً من الاستعداد للدفاع عنه وعن جماهير شعبه ومؤيديه تخازل الرجل وسرعان ماهرب من مناطق العمليات دون ان يعطي تعليمات واضحة للجيش الشعبي للتصدي لهذه الحرب التي تستهدف الحركة الشعبية في الولاية والدلائل كثيرة كانت تشير الى ذلك حيث لم يجهز عقار العتاد العسكري الذي يمتلكه الجيش الشعبي ووضعه بعيداً وكانت الاجواء هنالك خريفية حيث يصعب جر المدافع الثقيلة نسبة لان الاراضي طينية فضلاً من ذلك فقد اصر ابناء النوبة في الجيش الشعبي الذين كانوا يتواجدون في الكرمك انذاك على عقار بان يتم تسليحهم للدفاع عن المهمشين في النيل الازرق بجانب الجيش الشعبي المؤمنين بالقضية الا ان عقار رفض تسليحهم بحجة انه سيتفاوض على ايقاف الحرب في الولاية وهذا مالم يحدث الى ان قام البعض منهم بكسر مخازن الاسلحة في الكرمك لتسلح انفسهم والدفاع عن الاطفال والنساء الذين كانوا يهربون من الاعير النارية الكثيفة ودانات الانتنوف التي كان يسقطها طائرات المؤتمر الوطني على رؤوسهم لكنهم وجدوا المخازن تفتقد للزخيرة الحية مما يدل على ان عقار لم يعمل من أجل بناء حركة شعبية قوية او جيش شعبي قوي في النيل الأزرق قادر على حماية المهمشين لكنه كان منشغلاً في الولاية بمشاريعه الخاصة وذلك من خلال الحقائق التي وقفنا عليها في ولاية النيل الازرق ليضع عقار نفسه في قائمة القيادات الإنتهازية ويسجل له التاريخ سطوراً سوداء فكيف لرجل مثل عقار ان يقود ثورة تغيير؟.

ارنو نقوتلو لودي
الناطق الرسمي بإسم الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. One believes that what this man did and said some of them one was personally present and may be the other fellow in hiding did more worse than this this man. thank you Arnu for this