تقارير

شعب النيل الأزرق… ضحايا التشريد والتعذيب يتحدثون

صوت الهامش

مقدمة لموقع الانتهاكات:
محلية باو هي واحدة من محليات إقليم النيل الأزرق التي كانت مسرحاً شهد الكثير من الانتهاكات التي تتمثل في الاعتقالات والقتل والتعذيب داخل السجون كما نزح منها اعداد كبيرة من المواطنين خلال هذا الشهر من مناطق الحكومة السودانية الي المناطق التي تقع تحت سيطرة الحركة الشعبية – شمال ومنها الي معسكرات اللجؤ في جنوب السودان بحثا عن الحماية والأمان لأنفسهم ولقد وصل خلال الشهر الماضي عدد (20) اسرة ومجملها (70) فرد الي معسكرات جنوب السودان ولقد اجرينا بعض المقابلات معهم وكانت إفاداتهم:

المقابلة الأولى:
الاسم: ن. ع. م. العمر: 20 سنة النوع: أنثي. المهنة: طالبة. القبيلة: انقسنا
الحالة الاجتماعية: عازبة
المنطقة محافظة باو منطقة كباريك
تاريخ المقابلة 4/6/2016
من اين اتيتي؟
من منطقة كباريك وتحركت بتاريخ 20/5/2016 الى المناطق التي تحت سيطرة الحركة الشعبية ومن ثم الي معسكرات اللاجئين في دولة جنوب السودان ووصلنا بتاريخ 3/6/2016
ما السبب الذى اتي بكي الي معسكرات اللاجئين؟
نحن هنالك ما مرتاحين من مليشيات الفلاتة إذا مشيت السوق لكي تشتري الماكولات من السوق يقولو لك انت ماشي بالماكولات وين؟ إذا كان ذلك سكر يقولو لك انت تقوم بدعم المتمردين غير مسموح لك ان تشترى أكثر من رطلين حتى لو حجم الأسرة كبير انت مجبور تشتري كمية بسيطة كل من السكر والمأكولات وإذا اشتريت أكثر من ذلك سوف تتعرض للجلد وهذا هو السبب الذي دعاني للهروب الي مناطق الحركة الشعبية ومن ثم الي دولة جنوب السودان حيث معسكرات اللاجئين.
إنتي قبل كباريك كنتي وين؟
كنت ساكنة في اقدي جريت منها بسبب ممارسات الجيش يقولون لي انتي إبنت متمرد ين وين أبوكى؟ انتي شغالة شنو هنا؟ انتي جاسوسة لذلك أنتي هنا ونزعوا مني تليفوني ومن هناك اتجهت الى منطقة كباريك ووصلت بتاريخ 3/11/2015.

المقابلة الثانية
الاسم : د . أ. ب . العمر: 57, النوع: ذكر ، الحالة الاجتماعية متزوج : المهنة اعمال حرة
القبيلة انقسنا، السكن: كباريك
تاريخ المقابلة 4/6/2016
ممكن تحكي لنا ما السبب الذي جعلك تترك المكان الذي كنت تسكن فيه؟
نعم انا في الدمازين ماعندي حرية لانو الجيش والفلاتة يعذبوننا يقولوا لنا انتم اهل المتمردين وانتم تدعمون الجيش الشعبي وبهذه الأسباب تم اعتقالي وادخالي السجن في الدمازين بتاريخ 12/11/2014 أيضا” بتاريخ 5/6/2015 اتهموني بان اولادي في الجيش الشعبي وتم أعتقالي بواسطة أجهزة الامن ومليشيات الدفاع الشعبي التابعين لمجموعة الفلاتة في تمام الساعة 10:00 صباحا” في قرية مصفاة التابعة لمحلية باو لقد تعرضت إثر ذلك الإعتقال الى التعذيب الشديد، ربطوني طيارة قامت وجلدوني، وفي ذلك اليوم اطلقت ميلشيات الدفاع الشعبي (الفلاته) السلاح الناري على ابني واردوه قتيلا واسمه الناير خواجه، عمره 15 سنة وهو طالب، وكان سبب قتله اتهامه بدعم الجيش الشعبي بالطعام بدون أي دليل ووجدوا هذا الطفل في المزرعة بجوار القرية وهو عائد الي البيت في طريقه اوقفوه وضربوه بالطلقة واردوه قتيلا” كان ذلك في تمام الساعة 7 مساء الموافق 4/3/2015 وهنالك شهود على هذه الحادثة.

المقابلة الثالثة
الاسم ع.ع.
العمر: 57
النوع: انثي
الحالة الاجتماعية متزوجة:
المهنة: ربة منزل
المكان : كباريك محلية باو
القبيلة: انقسنا
الحاصل ليكي شنو؟
الجيش وميلشيات الفلاته قاعدين يعذبوننا إذا انت مشيت السوق تشترى مأكولات او مستلزمات يقولوا لك عاوز تدعم المتمردين إذا وجدوك اشتريت كميات من الاكل يقتادوك الي أماكنهم ويتعرضوا عليك بالجلد والضرب هذه واحده من الأسباب التي جعلتني افر من منطقة خور بونجه الي كباري بتاريخ 4/11/2015 في 20/5/2016 ووصلنا لمواقع الجيش الشعبي ومنها اردنا التحرك الي دولة جنوب السودان لمعسكرات اللاجئين لكن الطيران ما ترك لنا فرصة للتحرك وقتها حتى تمكنت من انتهاز الفرصة فوصلت الى جنوب السودان.
في يوم 11/3/2016 الساعة 3:00 تم اعتقال ابني الفاتح بشرى عمره 25 هو الان في سجن الدمازين اتهم بانه يدعم المتمردين من غير دليل ثابت عذبوه شديد ومازال معتقلاً ولا اعرف مصيره.
كلمة أخيرة
انا امرأة ضعيفة أقول للعالم ان يقفوا ضد هذه الممارسات وان يوقفوا الذي يقتلنا نحن الأبرياء الذين لا ذنب لهم.
بالتأمل في هذه المعلومات من الافادات نلاحظ ان حق الحياة للموطنين في النيل الازرق قد انتهكت بصورة واضحة مما اجبرهم على الفرار الي الخيران والمناطق البعيدة التي تنعدم فيها مقومات الحياة والعيش في ظروف بيئية سيئة جدا بحثا عن وضع آمن احتفاظا بأرواحهم وحماية لانفسهم من هذه التوترات ويتاكد لكم واقع حالة استمرار الحكومة السودانية في تعاملها مع المواطنين بهذه الطرق، وفي نهاية المطاف الخلاصة المحزنه والمخجلة نجد ان نصف المواطنين في النيل الازرق سوف يموتون في الخيران او الغابات او في المناطق الوعرة في رحلة المجهول بحثا عن الامن والحماية والاكل والشراب.
لذا نوصي ونناشد المنظمات والحكومات الإقليمية والدولية للنظر بعين الاعتبار في هذا الامر المؤسف الذي يحدث لانسان النيل الازرق ونطالب بوقف العدائيات وعدم تعذيب المواطنين والسماح للمنظمات الإنسانية بالدخول الى تلك المناطق لتقديم المساعدات الانسانية للمواطنين في مناطق النازحين من النيل الأزرق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock