مقالات وآراء

رداً على رسالة المخلوع مالك عقار الإستسلامية المليئة بالتناقضات 2-3

بسم الله الرحمن الرحيم

عبدالغني بريش فيوف
ذكرنا في الحلقة الأولى جزءا من التناقضات التي أوردها المخلوع مالك عقار في رسالته الخشبية لأنصاره بمناسبة تأييد الجيش الشعبي لقرار مجلس التحرير بتعيين الفريق عبدالعزيز آدم الحلو رئيسا وقائدا عاما للحركة الشعبية ، وفي هذه الحقلة سنواصل ايراد مزيد من تناقضات وأكاذيب “الثنائي” عقار عرمان والرد عليها لنضعهما في مكانهما الطبيعي.
في رسالته تحدث المعزول عن ايجابيات وسلبيات اجتماعات الجيش الشعبي في الفترة من 15 الى 16 من يونيو 2017م بجبال النوبة/جنوب كردفان، وقال..
إيجابيات إجتماع القيادة العسكرية بجنوب كردفان/ جبال النوبة:
أولاً: تحدثت القيادة بصوت واحد وموحد غض النظر عن الموقف الذي إتخذته والقرارات التي توصلت إليها، وهذا وضع حداً لشبح الإقتتال الداخلي بين رفاق السلاح، وهو إنجاز كبير ومهم للجيش الشعبي والحركة ولأهل جبال النوبة والهامش وللسودانيين جميعاً الراغبين في إسقاط النظام، ومن المهم المحافظة على هذا الإنجاز في المستقبل لا سيما وإن النظام فشل طوال الحربين الأولى والثانية في إشعال فتن داخلية في جبال النوبة والنيل الأزرق، والأخيرة نجح مؤخراً نتيجة لإتصالات وتحريض مباشر من نائب رئيس الحركة عبدالعزيز الحلو.
الكلام اعلاه سيداتي سادتي يعبر بوضوح عن شخص مريض ومريض جدا يبكي نفسه بعد ان خسر كل شئ. مالك عقار كان يحرض على العنف والفتنة من خلال تحميل مسؤولية الأحداث المأساوية التي وقعت في النيل الأزرق وراحت ضحيتها عشرات الأرواح للقائد الفريق عبدالعزيز آدم الحلو ، ولم يكن يصدق ان يأتيه خبر وقوف كل الجيش الشعبي بما فيه رئيس هيئة الأركان اللواء جقود مكوار مرادة ونائب رئيس هيئة الأركان اللواء عزت كوكو انجلو اللذان كان يعتمد عليهما المعزول في جبال النوبة لإحداث شق داخل الجيش بحكم موقعهما مع الرئيس الجديد للحركة الشعبية الفريق عبدالعزيز الحلو ، لكن جاءت الرياح بما لا يشتهيها الجنرال المخلوع.
نعم كان المعزول يأمل ان يقف الجيش الشعبي معه أو على الأقل ان يقف بعضهم معه ليستغل هذا الشقاق ليقول ..ألم أقل لكم ان عبدالعزيز الحلو ليس محل اجماع بين الجيش الشعبي!! ..لكن عندما جاءه الخبر الاكيد بأن الجيش الشعبي يرفض “البلطجة” بكافة تعبيراتها (المسلحة والأمنية.. اللفظية أو الإعلامية.. النفسية أو الأخلاقية).. باعتبارها أخطر وأغبى وسيلة من وسائل الفتنة والتحريض.. فضلا عن أنها من أعمال الكراهية والحقد ، أتى ليقول ،تحدثت القيادة بصوت واحد وموحد غض النظر عن الموقف الذي إتخذته والقرارات التي توصلت إليها.
المخلوع ما زال يكذب رغم انه على مرمى حجر من نهاية رحلته البئيسة سواء أسس حركة شعبية بإسمه وذهب بها الى الخرطوم أم لا ، ولأنه لا يستحي ، عاد ليكرر اتهامه الجديد القديم للرئيس الجديد الرفيق عبدالعزيز الحلو بإشعال الفتن القبلية في النيل الأزرق وهي جريمة كان المخلوع نفسه بطلها عندما حاولت قواته استرداد النيل الأزرق من الإدارة الجديدة وعندما فشلت وقعت قتلا في الأبرياء في معسكراتهم ومخيماتهم. انه يهدف بهذه التهمة الجزافية استدرار عطف المواطنين ، وهز قلوبهم ودغدغة عواطفهم، لكنه للأسف اعتمد على الكذب.
سلبيات الإجتماع:
قال المخلوع ..مضى الإجتماع في نفس إتجاه مجموعة مجلس التحرير المعين والتي تمت بمؤامرة من مجموعة محدودة أشرف عليها نائب الرئيس وإختطفت قرار الحركة، وبما أن قرار الحركة يجب أن تحدده كآفة المجموعات المكونة للحركة، فلايمكن لمجموعة محدودة أو حتى إقليم بكامله إتخاذ قرارات إسترتيجية حول مستقبل الحركة الشعبية في إقصاء تام للآخرين، وإذا قبلنا ذلك بحجة الوزن العسكري أو غيرها إذن فاليتوجب علينا قبولنا إقصاء النظام لنا بسبب قوته العسكرية، والإقصاء مرفوض من أي مصدر آتى، ولايمكن القبول بالتهميش داخل مؤسسات المهمشين والتي في الأصل نشأت لإبطال كآفة أشكال التهميش. ولذا فإننا لن نقبل الإنفراد بتحديد مستقبل الحركة من أي جهة كانت كبيرة أم صغيرة على نحو غير ديمقراطي، فهذا لن يؤدي لبناء حركة وطنية ديمقراطية ولا علاقة له بمشروع السودان الجديد.
والمعزول عقار هنا ايضا لا يستحي بحديثه عن اختطاف مجموعة محدودة بإشراف الحلو على قرار الحركة، حيث نسى انه هو من اختطف الحركة الشعبية منذ عام 2011 وجعلها مزرعة خاصة به بباب واحد لا يدخلها أحد إلآ بعد اداء مناسك الطاعة والولاء للثنائي (عقار عرمان). هو من حول هذا التنظيم العملاق من حركة شعبية لكل الناس الى حركة شعبية لأقرباء واصدقاء ياسر عرمان ومالك عقار لتفقدها قوميتها وتقزمها ، ولن يجدي حديث المخلوع عن قومية الحركة لأن أنانيتهما هي سبب كل المشاكل التي تعيشها هذه الحركة.
عزيزي القارئ..
فعلا كما قالوا تعيش طويل تشوف كثير وتسمع ما يؤذي الآذان ..المخلوع مالك عقار اير يتحدث عن الإقصاء والتهميش والإنفراد وهلمجرا ، وهو الذي وصحبه عرمان مارسا أسوأ أنواع الإقصاء والتهميش في تأريخ الحركات الثورية العالمية بإحالة أكفأ ضباط الحركة الشعبية إلى المعاش ، وتهميش دور نائبه. ليس هذا فحسب ، بل انفرد بكتابة دستور عام 2013م حسب مزاجه ، وفصل عدد من كوادر الحركة الشعبية السياسية كدكتور أبكر آدم اسماعيل ودكتور خالد كودي وآخرين. فعن أي اقصاء وتهميش يتحدث؟
لم ينفرد بقرار الحركة مجموعة محدودة كما يدعي المعزول عقار في رسالته البائسة اليابسة ، ويكفي فخرا ان نقول ان قرارات مجلس التحرير الإقليمي وجدت تأييداً واسعا من كل القطاعات الشعبية ، ليس فقط في “المنطقتين” ، بل ظهر هذا في البيانات الصادرة من كل الولايات الشمالية الثلاث عشر ودول المهجر ومكاتب الحركة الشعبية الخارجية ، ولم يعترض على هذه القرارات إلآ الوصوليين والإنتهازيين الذين يرضعون من ثدي عرمان وعقار.
الضربة التي تلقاها المخلوع بوقوف كل الجيش الشعبي في المنطقتين مع الفريق عبدالعزيز الحلو كانت قاصمة له، وظهرت ذلك في الانفعال الشديد الذي ظهر في رسالته، واتهامه لعبدالعزيز الحلو بأنه لم يعد عامل وحدة في جبال النوبة أو الحركة الشعبية، وله إتصالات مع جهات معلومة لنا تريد أن توظف الحركة الشعبية كحركة إقليمية محدودة ضمن مشاريعها المعدة سلفاً.
كان الأخلاق السوداني يقتضي أن يقول لنا المخلوع أو على الأقل لأنصاره إذا كان له أنصاره أصلاً ، عن الجهات المعلومة لديه التي تسعى لجعل الحركة الشعبية اقليمية ، لكن لأنه جبان وليس على قدر الكلام الذي يطلقه على عواهنه لم يذكر تلك الجهات المزعومة.
يمضي المعزول عقار في غيه ومكابرته ..بالقول إنالإنحياز للرفيق عبدالعزيز أي كانت أسبابه وهي معلومة لنا لن يحل أزمة الحركة ولن يؤدي الي مواجهة فعلية مع المؤتمر الوطني بل سيقزم الحركة ويشكل إنتصار مجاني لمصلحة النظام ..يا سلام !!، مالك عقار يتحدث وكأنه خاض معركة ما في حياته الطويلة في الحركة الشعبية ضد نظام الخرطوم. ولأن الرجل عنده عقدة نقص ويخجل من تأريخه الجبان ، لذلك حاول تعويض هذا النقص بإتهام عبدالعزيز الحلو الذي خاض المعارك في كل جبهات القتال بعدم القدرة على مواجهة المؤتمر الوطني.
مالك عقارات بدا كأنه ينعي نفسه، وصورته المهتزة تؤكد أنه فقد البوصلة، ولا يملك فكرة واضحة يريد إيصالها، فمرة يتحدث عن شخصه وشخص عرمان، وتارة يتحدث عن آخرين معهما، ومع أن التخبط أمر طبيعي اعتاد قواعد الحركة الشعبية على سماعه منذ 2011، إلآ أن الجديد هذه المرة هو لهجة الاستسلام، وعدم جنوحه نحو التصعيد والتهديد الذي ابدها في بداية الأحداث، فكل كلماته كانت منكسرة، تدل على أن قائلها لا يدري إلى أين يسير ولا ماذا يريد ، وكل هذا يؤكد أن ثنائي الخراب يلفظان أنفاسهما الأخيرة.
يمضي المخلوع في غباءه المعتاد ويظن أن الآخرين اغبياء مثله ..بالقول ،كما اكدنا علنا إننا لن نترشح لأي موقع باي حال من الأحوال في المؤتمر القادم، وكنا نتمنى من الرفيق عبدالعزيز آدم الحلو أن يحذوا حذونا. ولذا فإننا غير معنيين بالفقرتين إثنين وخمسة من نص رسالة إجتماع الضباط، وإذا كنا نقبل بإنقلاب عبدالعزيز لقبلنا بإنقلاب البشير من قبله.
أولاً/ عبدالعزيز آدم الحلو قدم استقالته التي اعترف فيها عن أخطاءه ورفض مجلس التحرير هذه الإستقالة ومن حقه ان يترشح لرئاسة الحركة إذا أراد وهو غير معني ما إذا كان الثنائي قررا عدم الترشح لأي موقع أو قررا الإنتحار ..فلماذا يربطان مصيرهما بمصير عبدالعزيز الحلو؟.
ثانياً/ المخلوع عقار نسى أو تناسى ان الحركة الشعبية وقعت اتفاقية السلام الشامل مع حكومة البشير الإنقلابية في عام 2005 وكان المخلوع وزيرا للإستثمار فيها ومن ثمة حاكما للنيل الأزرق ..فكيف يقول: وإذا كنا نقبل بإنقلاب عبدالعزيز لقبلنا بإنقلاب البشير من قبله؟
وبعد أن قدم المخلوع خطاب الهزيمة والإستسلام ، عاد ليناقض نفسه ويقول ..لا زلنا نرى إن القيادة المؤقتة المكونة من أعضاء المجلس من غير ثلاثتنا تشكل المخرج الوحيد والحقيقي الذي سيحافظ على وحدة الحركة الشعبية، ونتوجه للرفيق عبدالعزيز بقبول هذا المخرج لأن تمزيق الحركة الشعبية لن يحقق إلآ مصالح أعدائها.
فولكس..
فانطلاقا مما بات يعرف عنه من خبث وفتنة وقدرة على التلون وفق الظروف والمناسبات، أبى إلآ أن يذرف دموعه الخادعة، ويعلن عن استعداده للتضحية من أجل وحدة الحركة المزعومة، وهو يعرف جيدا أن عبدالعزيز الحلو كان دائما وأبدا عامل وحدة الحركة الشعبية ، وأعاد تعيينه رئيسا للحركة الشعبية بريق البسمة الضائعة إلى أعضاءها وقواعدها ..فمتى يترك المخلوع الكذب وتضليل الناس؟.
إن الحركة الشعبية لتحرير السودان ليست بحاجة إلى شخص مهرج، لا يستحيي من أفعاله واقواله ، وتوزيع الأكاذيب المجانية، التمسك الأعمى بمنصبه السابق، والرغبة الملحة في تعيين أقرباءه وأصدقاءه لإدارة شئون الحركة. وإنما تحتاج إلى رئيس قادر على استشراف آفاق المستقبل، والمساهمة في بناء حركة شعبية قوية لإنهاء معاناة السودانيين. يستطيع وضع المانيفستو والدستور، والإهتمام بالإصلاح الهيكلي والتنظيمي وإيقاف نزيف الظلم والفساد والمحسوبية.
مالك عقار أعطيت له ست سنوات لتطوير الحركة الشعبية وبناءها بناءا تنظيميا، إلآ أنه اهدر كل هذه السنوات ولم يحسن استثمارها… مما يحتم عليه تحمل عواقب رعونته وتعنته، وعليه ان يواصل نواحه في أماكن أخرى.
قرارات مجلس التحرير نهائية ولا رجعة فيها ، وحق تقرير المصير حق نادت به الحركة الشعبية منذ مقررات أسمرا عام 1994 ومرفوض أي مساومة عليه ..كما أن المؤتمر الإستثنائي القادم مفتوح لأي عضو حركة شعبية سواء من المنطقتين أو الولايات الشمالية إلآ إذا كان هذا العضو أو ذاك العضو ممنوعا من دخول الأراضي المحررة.
ونواصل في الحلقة القادمة..

مقالات ذات صلة

تعليق واحد