مقالات وآراء

رئيس عايش على الكذب والنفاق

عبدالغني بريش فيوف
عبدالغني بريش فيوف

بسم الله الرحمن الرحيم
He who permits himself to tell a lie once, finds it much easier to do it a second and third time, till at length it becomes habitual; he tells lies without attending to it, and truths without the world’s believing him. This falsehood of the tongue leads to that of the heart, and in time depraves all its good dispositions.
THOMAS JEFFERSON.
……………………………………………………………….
من آيات المنافق أنه إذا عاهد غدر وإذا حدث كذب ، ويبدو أن الكذب صار شيمة السفاح السوداني عمر البشير منذ انقلابه المشؤوم. الكذب عنده مثل الأوكسجين لا يستطيع أن يعيش دونه ولا أحد يذكره بأن الكذب من اسوأ وابشع الصفات المنهي عنها في الدين والأخلاق.
في لقاء للسوداني المنبطح حسين خوجلي وبثته قنوات فضائية سودانية مساء الأربعاء 11 أكتوبر 2016 بالقصر الجمهوري مع عمر البشير. قال البشير أن الراتب الأساسي الذي يتقاضاه من الحكومة بصفته رئيس للدولة لا يكفي لمقابلة مصروفاته اليومية ، وأكد انه يعتمد علي مزرعته الخاصة لتغطية مصروفاته الأخرى وزيادة الدخل ، وداعبه مقدم الحوار بخصوص أن الراتب لا يكفي وقال له (خصوصاُ وانت متزوج بإمرأتين).
في هذا اللقاء الإنبطاحي ، كذب عمر البشير وأصر على الكذب مرة ومرتين وثلاث دون خجل ولم يوقفه المدعو حسين خوجلي الذي ظهر منسجما مع تلك الأكاذيب التي يرددها البشير وهو يشاركه الضحكات تارة ويداعبه تارة أخرى.
وإذا كان للكذب والنفاق البشيري قصص طويلة في السودان، وسبق لنا ان قلنا أننا لن نرويها مجدداً، إلآ أننا نجد أنفسنا مضطرين ومجبرين ومن واجبنا فضحها، ومن واجب الآخرين الأخلاقي التدقيق فيها، وفي جديدها بأثر رجعي لكي يقفوا على الحقيقة التي لم تعد تخفى على أحد.‏
إذا كان فقر السفاح السوداني يمثل الجديد في قصص الكذب والفبركة والنفاق والضحك على السودانيين في وضح النهار، فإن افتضاح الصورة وكذب الرواية ينبغي أن يترك أثراً مباشراً على عمر البشير نفسه ، وليس على المتلقي السوداني لأنّه أصلاً لم يُصدق الأكاذيب التي خرجت من فمه.
عندما جاء عمر البشير رئيسا للإنقلابيين في عام 1989 القى بيانا للسودانيين ، قال فيه ان ثورة الإنقاذ أتت لإنقاذهم من الفوضى والعبث والفقر وووالخ ، وقال عن نفسه ، انه ابن فقير ومن قرية فقيرة ولا يملك منزلاً أو عربة ، ويأكل الكِسرة بالطماطم ، وفول ساده ، ويشرب الماء من الماسورة وووالخ. وللتذكير والذكرى تنفع عباد الله ، تداول النشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي بعد لقاءه مباشرة مقطعا مسجلا يرجع للعام 1989 يتحدث فيه البشير عن ما ذكرناها ، وتساءلوا عن الكيفية التي إستطاع بها الرئيس تدبير أموال شراء الأرض الزراعية الشاسعة وتسويرها وفلاحتها وغرس أشجارها ؛ في الوقت الذي لم يكن يكفيه راتبه الرئاسي الشهري !!.
عمر البشير اليوم أيها القاريء العزيز ، يملك أراضي زراعية متعددة في السودان تقدر بآلالاف الفدانات ، وعقارات وأموالاً ضخمة ، ولا يخفى على احد انه ترعرع في كنف عائلة وضعها المالي فقير جدا جدا جدا ، والجميع تحدثوا عن انه كان يمضي اشهرا في لبسة واحدة لعدم القدرة على استبدالها بلبسة اخرى. لكنه فجأة بعد أن أصبح رئيسا في غفلة من الشعوب السودانية امتلك فللا وعقارات ومزارع ومشاريع في سوبا والقضارف وماليزيا وقرينداد وجيبوتي ورواندا وحصة في مصنع سكر كنانة …لكنه يكذب ويكذب كونه فقيرا؟.
من اين له المزارع التي تقدر مساحتها بآلالاف الفدادين؟ من اين له راس مال هذه المزارع من تركترات وعمالة ومياه وغيرها؟.
اسئلة كثير تدور في أذهان السودانيين بخصوص المال والمشاريع والعقارات التي يمتلكها عمر البشير وتديرها عائلته وحاشيته الفجرة ، وبدلا من الاجابة عليها إذا كان فعلا شفافا ونزيها ولم تمتد يده على اموال السودانيين ، بدأ يلف ويدور ويكذب ويكذب حتى غرق في الكذب.
سيبقى سؤال من أين لك هذا يلاحق عمر البشير حتى نهاية عمره ، وسيلاحق عائلته ولن تستطيع الدفاع عن نفسها اكثر لان الناس تعرفها جيدا ، ولن تصدقها حتى لو خرج بعض من يدافع عنها من الأرزقية والمأجورين الذين يأخذون مقابل كل كلمة. وسيبقى عمر البشير في عين السودانيين نموذجا ثابتا للفاسدين الذين بلعوا اموالهم وأوصلوا بلادهم إلى ما يعانيه من الوضع الاقتصادي السيء بينما ينعم هو وعائلته بالأموال المنهوبة.
لا يمكن لعمر البشير وحاشيته ، ولا لمجموعة الأدوات الرخيصة العاملة معهم، أن تستمر في الكذب والخداع والنفاق، وأن تكرر الكذب بعد كذب، وأنّ الأموال التي نهبوها من الخزانة العامة واقاموا بها المزارع والمشاريع المختلفة لم تسقط بالتقادم.

مقالات ذات صلة