افريقيا اليوم

دور تشاد المتنامي في الساحة الدولية

أن صناعة القرار السياسي الرشيد بخطواته المؤسيسة التي تحترم شعبها وآمالها وطموحاتها بشكل مناسب في أحداث نقلة نوعية وموضوعية واضحة وجريئة وقوية في التطور الديمقراطي ويتحقق الأزدهار المنشود الذي يتطلع اليه الشعب التشادي وبالتالي تسترد الدولة التشادية موقعها الطبيعي والتاريخي ودورها الأقليمي المؤثر. بصدد الحديث عن دور تشاد في الساحة الأقليمية والدولية نود برفقة القاريئ الكريم في نزهة قصيرة حول تاريخ تشاد الحديث , كيف كانت هذه الدولة وكيف صارت اليوم ؟ عرفت تشاد بدولة فاشلة لغاية نهاية التسعينات من القرن الماضي ,كانت بؤرة المشاكل وكانت مادة دسمة جدا في وسائل الأعلام وعلي كافة المنابر الدولية والأقليمية ولم يخلو مؤتمرا دوليا وألا كانت مشاكل تشاد حاضرة علي طاولة . وقد عانت هذه البلاد من حروب طاحنة وصراعات قبلية مدمرة علي السلطة وظهرت جماعات وفرق مشاغبة كثيرة . وهي ايضا كانت ضحية في الصراع الدولي لأسباب كثيرة منها من أجل نهب خيراتها وعجز القوي الوطنية التي آلت اليها أمور البلاد بعد الأستقلال عن أداء دورها التاريخي بل لم يفكروا ابدا في كيفية انهاض البلاد أقتصاديا وأجتماعيا وحل قضايا الأنسان بقدرما فكروا كيف يوضع الشعب التشادي في قبضتهم وذلك بسبب قصورهم الذاتي او بسبب التضارب ما بين سلوكهم الجهوي القبلي الضيق .وهكذا كانت الصراع محتدما , وحروب مشتعلة في جميع اركانها . الي أن أشرق فجر جديد وبرز من وسط الجماهير الغاضبة ومن معاناة الشعب , العقيد الطيار أدريس ديبي الذي قادة الثورة ضد الطغيان والفساد وبعد عدة معارك حاسمة وقاضية فر جحافلهم كالحمر مستنفرة فرت من قسورة في نهاية ديسمبر 1990 م وبدأت القيادة الجديدة بتأسيس الحركة الوطنية للأنقاذ وسيطرت هذه الحركة لقيادة تشاد., لمواجهة كافة التحديات التي أقعدت تشاد لسنوات طوال , وذلك بوضع الألويات وسياسات رشيدة وحكيمة ومدروسة وسرعان ما تحققت أنجازات أقتصادية ضخمة في الأرض , ساعدته في معركة محاربة قضية التخلف الأجتماعي والأقتصادي وضرورة التحول المطلوب بأسرع السبل وأكثرها عطاءا من حيث أشاعة العدالة الأجتماعية وتأكيد أنسانية الأنسان بعيدا عن الجهوية والمحاباة ومنذ ذلك الحين تعافت تشاد من معظم مشاكلها التي تقيدها . وأصبح الريئس ادريس ديبي أتنو رمزا من رموز تشاد الذي تعقد عليه آمالها وتطلعاتها تمكن بدوره جمع وشمل كافة طبقات الشعب في وحدة وطنية لا مثيلة لهل في تاريخ تشاد الحديث ولا القديم . وسار بهم في طريق الحرية وقبول الرأي الآخر والتعددية الحزبية والديمقرطية والتمية المتوازنة , ومحاربة الثالوث الجهل والمرض والفقر وذلك بأنشاء آلاف المدارس والكليات وجامعات حديثة وبناء المستشفيات وربط تشاد بشبكة الطرق ومنح قروض متيسرة لشرائح الفقيرة في المجتمع لمجابهة ظروف الحياة .ووقوف بصلابة ضد ممارسة القبلية السياسية والجهوية , وبدأ في تطوير ورعاية مجتمع ديمقراطي رشيد يكاد يكون بمنزلة القدوة الكثير من الدول النامية الأخري , وأقامة مجتمع ناضج حر متسامح يحيا فيه التشاديون من كل لون وعقيدة ويتمتعون بممارسة قضاياهم السياسية وعاداتهم وثقافاتهم ومعتقداتهم بمنتهي الحرية مع شعورهم بأنهم ينتمون الي نسيج أمة واحدة . وبجانب هذه القضايا السياسية أستطاعت تشاد ان تحقق قضايا أقتصادية مهمة وذلك بأستخراج النفط بكميات تجارية وتصديرها عبر اطول خط انابيب عرفته البشرية وبجانب النفط كنوز اخري كالذهب وغيرها من معادن نفيسة. وتطورت أقتصادها وأمتلكت تشاد قرارها مما اكسبها ثقة العالم الحر وأحترامها. ونشطت تشاد أيضا في السياسة الخارجية , لتحقيق المصالح الوطنية , منها تدعيم التنمية وتدعيم الأستقلال السياسي وتأمين المصالح الخارجية وتحقيق التكامل القومي المفضي لأستقرار السياسي وأضفاء الشرعية علي سلطته الداخلية . اما دورها في الأطار الجوار الأقليمي فهي كثيرة قد لانستطيع حصرها في مقال واحد ولكن أهمها تصديها مخططات جماعات بوكو حرام الأرهابية في نيجيريا ومحاربة الدواعش في جمهورية مالي كل هذه السياسات وغيرها أكسبت تشاد قوة ومنعة وهيبة لمشاركة هموم العالم ولاسيما في جوارها الأقليمي وأصبحت تشاد لها دور المتنامي في الساحة الدولية ,ولهذا السبب أنتخبت عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي وانتخبت ايضا رئيسا للأتحاد الأفريقي مما أهلها ان تكون قطبا من أقطاب الذين يرسمون السياسة الدولية ويلعبون مع الكبار . وبالأمس كانت تشاد لها الحضور في قمة الأغنياء الثمانية من أجل تدعيم أسس السلام الأقليمي والدولي .
آدم كردي شمس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock